بعد استجابة واسعة للعصيان بالسودان.. تحقيق دولي ومخاوف إفريقية من إجهاض الثورة

- ‎فيعربي ودولي

قال عضو اللجنة التمهيدية لنادي قضاة السودان أحمد الناطق: إن القضاة استجابوا للعصيان المدني بنسبة 95% بالرغم من عدم توفر الإنترنت وصعوبة الإعلان عن الدعوة، وبعض المحاكم كانت الاستجابة فيها 100%

فيما أكد تجمع المهنيين السودانيين – في بيان قبل قليل من مساء الأحد – نجاح اليوم الأول من عصياننا المدني، ولنا أن نحتفي بالمشاركة الواسعة لجميع فئات ومكونات الشعب، مشددا على أن العصيان المدني الشامل والإضراب السياسي العام مستمر حتى إسقاط المجلس العسكري الانتقالي.

وطالب تجمع المهنيين مجددًا بالتحقيق في مجزرة فض القيادة العامة وأحداث القتل منذ 11 أبريل ومحاسبة واستبعاد الجناة من العملية السياسية، معلنا أنه “لا تنازل أو مهادنة ولا تصالح أو مصافحة لكفوف المجرمين”.

من جانبه قال الأمين العام للأمم المتحدة غوتريتش إن هناك جرائم تم ارتكابها ضد الإنسانية في الخرطوم ضد المحتجين، ونحن ملزمون بإرسال بعثة لتقصي الحقائق حول هذه الجرائم التي يرفضها كل العالم.

وقال الصحفي قطب العربي – تعليقًا على نجاح العصيان المدني في السودان -: إن “العصيان المدني هو ذروة سنام الحراك اللاعنفي، ورغم أنه يحمل بعض المظاهر الخشنة مثل إغلاق الطرق وقطع المواصلات فإن ذلك يبقى عملا ثوريا سلميا.. العصيان المدني الشامل هو آخر مراحل الثورة، وقد شهدنا تطبيقا عمليا ناجحا له اليوم في السودان.. محلات مغلقة.. محاكم متوقفة.. بنوك مغلقة.. طرق معطلة إلخ.. اللهم حقق للشعب السوداني أمانيه في الحربة والسلام والعدالة”.

 

عمل شعبي

وأغلقت معظم المحال التجارية أبوابها، فيما لم تفتح أغلب البنوك، باستئناء “البنك الزراعي”، وعدد آخر قليل، وعمد مواطنون إلى وضع متاريس في الأحياء الداخلية بعيدًا عن الشوارع الرئيسية؛ حيث لجؤوا إلى نصبها ثم الانسحاب فورًا، خوفًا على سلامتهم، أو تعرّضهم للاعتقال من قبل قوات الأمن.

وهو ما أصاب العاصمة الخرطوم ومدنا سودانية أخرى، الأحد، بحالة من الشلل التام، استجابة لدعوات قوى “إعلان الحرية والتغيير” تنفيذ عصيان مدني، احتجاجًا على تنفيذ المجلس العسكري مجرزة فض الاعتصام أمام قيادة الجيش.

ونشر “تجمع المهنيين السودانيين”، اليوم، صورًا تظهر تكدسًا لحقائب مسافرين في مطار الخرطوم، قالوا إنّ ذلك بسبب إضراب عاملين بالمطار.

أياد خبيثة

ونشر موقع “ديلي نيشن” الكيني، مقالا بعنوان “يد خفية في مجلس الطغمة السوداني تستعد لتقاسم السلطة”، حذر من سجل من الثورات المجهضة التي يزخر بها العالم العربي ويزعم السودان أنه ينتمي إليه.. فالآن ذهب كل شيء، ألغى المجلس العسكري كل المحادثات، كما ألغى جميع الاتفاقات السابقة مع تجمع المهنيين، وأعلن من جانب واحد أن الانتخابات ستجري في غضون تسعة أشهر، وهي فترة قصيرة للغاية لكي تقوم الأحزاب بتنظيم نفسها وتقديم مشاركة موثوق بها”.

وقال إن أيد خبيثة تعمل وراء هذه الثورة المضادة الشريرة، هي مصر والسعودية والإمارات العربية المتحدة، الثلاثي القوى الأكثر رجعية في الشرق الأوسط، وهم عازمون على القضاء على أي هبَّة من العمل الجماعي تجسد انتفاضات الربيع العربي، فقبل حملة القمع التي تمت يوم الاثنين الماضي، قامت قيادة المجلس العسكري السوداني بجولة في الدول الثلاث، وكان من الواضح أنها حصلت على الدعم، كما فعلوا عام 2013 بتمكين عبد الفتاح السيسي من الإطاحة بالرئيس الإسلامي المنتخب محمد مرسي، الذي كان انتخابه نتاج الربيع العربي.

وأضاف: “لا تقلل من التأثير المدمر للمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة في العالم العربي. إنهم يسيطرون على دونالد ترامب بدولاراتهم النفطية غير المحدودة، فقد سمح لهم بمواصلة حرب الإبادة الجماعية في اليمن.. لقد أصيب السعوديون والإماراتيون بجنون العظمة فتحركوا بقوة ضد جماعة الإخوان المسلمين في أعقاب الربيع العربي وفرضوا حصارًا شاملاً على قطر”

صدمة قارية

وذكر الموقع أن البلدان الأوروبية والإفريقية تشعر بالصدمة إزاء الوضع السوداني، ومع ذلك لا تحبس أنفاسك من أن الاتحاد الإفريقي سيفعل الكثير، فالرئيس الحالي للاتحاد هو السيسي، وهو يدعم المجلس العسكري، ومن المحتمل أن يشدد الأوروبيون العقوبات، لكنهم لن يكونوا فعالين إذا لم تدعمهم الولايات المتحدة.

وهناك احتمالات بأن أمريكا سوف تتصرف بالتمني، مدفوعة بذلك الثلاثي السيئ – مصر والسعودية والإمارات- والأسوأ من ذلك أن القوتين الدائمتين الأخريين في مجلس الأمن الدولي، وهما روسيا والصين، ستعارضان أي قرار ضد المجلس العسكري السوداني.