ثورة السيسي.. أُغلقت المساجد وذهب الشيوخ إلى السينما!

- ‎فيتقارير

لتفسير ألغاز ما يقوم به السفيه السيسي في مصر، يجب الحصول على أحد مفاتيح شخصيته التي كشف النقاب عنها الأكاديمي والإعلامي الصهيوني “إيدي كوهين”، عندما وصف جنرال الخراب بأنه أكثر صهيونية منه، وفي حقيقة الأمر أن السفيه السيسي بات مفضوحا للجميع أنه يحقق نبوءة يؤمن بها اليهود في إسرائيل، تبشر بخراب مصر وتجويعها وتدميرها من القاع إلى السطح، بحيث لن يبقى فيها حجر على حجر ولا رأس على كتف.

فقد جاء في سفر (حزقيال 32: 15) :”حين أجعل أرض مصر خرابًا وتخلو الأرض من ملئها عند ضربي جميع سكانها يعلمون إني أنا الرب”، وكأن الأسفار تعبر عن دمار مصر ونهب ثرواتها بسبب تسلط الحاكم الظالم عليها والذي وصفته التوراة بـ”الشرير” الذي يسلب خيراتها، ويسلب كنوز الذهب والفضة!

مشايخ إسرائيل

“هشوف فيلم مع المشايخ في السينما بكرة”، لا دهشة في أن يجاهر خالد الجندي، أحد دعاة العسكر وعضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، بصورته وهو في السينما، الرجل حلل أكثر من مرة ما حرم الله وتلاعب مراراً وتكراراً بالثوابت الدينية ويقف ظهيراً لانقلاب العسكر والمفسدين ماذا تنتظرون منه؟!

وبعد الضجة التي دبرتها مخابرات السفيه السيسي حول فستان الفنانة رانيا يوسف العاري، والتسريبات الجنسية التي خرجت لفنانات مغمورات بصحبة المخرج خالد يوسف، ظهر مجموعة من المشايخ عبر برامج فضائية “dmc” المخابراتية، يتزعمهم خالد الجندي، بجانب المشايخ رمضان عبد المعز، وأشرف الفيل، ورمضان عبد الرازق، ورمضان عفيفي، في تجربة وصفوها بـ”الرحلة التنويرية التثقيفية”.

وفي تعليقه قال الأستاذ بجامعة الأزهر الدكتور ياسر محمد: “هذه فتنة عمياء تصيب الإنسان بدينه وهؤلاء المشايخ باعوا دينهم وآخرتهم بدنيا غيرهم”، داعيا المسلمين بألا يغتروا بما يقول أو يفعل هؤلاء، وأوضح أن الرسول صلى الله عليه وسلم حذرنا من هؤلاء الناس الذين هم دعاة على أبواب جهنم من أجابهم قذفوه فيها”.

مضيفا: “هنا الكارثة أكبر بكثير من فتوى قد نقول هناك خلاف فقهي، فحضور نخبة مشهورة إعلاميا وأزهرية فيلم سينمائي، هو سابقة تقودنا للأسوأ”، وأكد أن “الفساد الديني والأخلاقي منتشر بين كثير ممن يحملون الدكتوراه، وبعضهم يريد مكاسب دينية وسياسية دنيوية، ولذلك فالأمر ليس هين والفتنة كبيرة”.

لصالح الوطن!

وظهر جليا أن معاول الهدم تعمل بكامل طاقتها لتكسير الثوابت، وحثا للمصريين على قبول الرقص والعري ومشاهد الإثارة الجنسية، ومنحها الموافقة الدينية وحرصت “dmc”، التابعة لجهات سيادية على نقل الحدث وتصوير المشايخ وأخذ كلمة منهم أمام السينما، لتعرض ببرنامج “لعلهم يفقهون”، الذي تابع فيه المشايخ مساء الخميس، عرضهم وتحليلهم للفيلم وإشادتهم بصناعه وكاتبه، رغم أنه بنهاية الفيلم ينجح بطلها بإقناع بعض الفتيات بخلع الحجاب!

ربما هذا ما أراده السفيه السيسي عندما دعا إلى ما سماه “ثورة دينية” و”تجديد الخطاب الديني”، ذلك التجديد الذي لم يكن يعني باختصار إلا رحلات مشايخ السلطان إلى دور السينما، وربما غدا يحضرون حفلات ديسكو ويستمتعون بالرقص الشرقي، تحت أقدام راقصة يمنحونها فتوى بجواز العريّ والتلوي أمامهم، بل وربما تنال صك غفران يشمل ضمان أنها لو ماتت أثناء الرقص تعد من زمرة الشهداء والصالحين.

يقول الجندي الذي حرض من قبل على فض اعتصام رابعة والنهضة، داعيا إلى جنة أخرى عرضها بيادة العسكر: “أنا جاي السينما عشان أستمتع، أنا مبسوط وفرحان وبحمد ربنا عشان أنا شيخ”، والحال أن الجندي لم يأت بجديد فقد سبقه الداعية الأمنجي أسامة القوصي، والذي كان أحد نجوم المساجد أيام المخلوع مبارك مصرحا لصحيفة “الراي” الكويتية بأن: “الرقص مباح وقبلات السينما والمشاهد الساخنة مقبولة”، داعيا الله أن يحشره يوم القيامة تحت لواء الفنانة يسرا.

انقلاب ديني

والسينما في حد ذاتها وسيلة لا يلحقها التحريم، مثل نصل السكين إما أن تستخدم في الخير وتقطع به حبلاً أو قطعة من الجبن، أو تنحر به رقبة ذبيحة تأكلها، أو تستخدمها في الشرّ وتغدر بها وتقتل بها إنسان آخر، وما يعرض في السينما المصرية منذ انقلاب راعي الفساد جمال عبد الناصر هو الشر بعينه، إلا أقل القليل وما ندر من أعمال أفلتت من قبضة أشباه السبكي، وتمويل المخابرات ولا جدال في ذلك.
وبعد ثورة 25 يناير 2011 انكشف الغطاء عن دعاة أمنجيين أمثال أسامة القوصي ومحمد حسان وغيرهم، الذين كان منهجهم طاعة ولي الأمر من طاعة الله.

وقال القوصي في حوار صحفي: “إن الاستعانة بمشاهد الرقص في الأعمال الدرامية ليست حراما لأن المخرج لم يأت بمحجبة ويجعلها ترتدي “بذلة” رقص، فهو يستعين براقصة هي في الواقع كذلك”.

ويقول القوصي إن سفره إلى السعودية لأداء العمرة، أتاح له تصحيح معلوماته وبدأ في التحول من التكفير إلى التحريم، وحول السؤال هل تسمح لابنتك بمشاهدة هذه الأفلام؟، قال القوصي نعم، ولماذا أحجر عليها إذا كان من الممكن أن تفعل هذا الشيء من ورائي، فأنا أفضل أن تفعل هذا أمامي دون استحياء مني، وإذا كان لديها موهبة التمثيل فهو لا يمانع في ذلك.

ودعا السفيه السيسي في وقت سابق، إلى انقلاب على الثوابت الدينية ووصفها بثورة للتخلص من أفكار ونصوص تم تقديسها على مدى قرون وباتت مصدر قلق للعالم كله، وقال في كلمة في أحد احتفالات المولد النبوي الشريف، إنه “ليس معقولا أن يكون الفكر الذي نقدسه على مئات السنين يدفع الأمة بكاملها للقلق والخطر والقتل والتدمير في الدنيا كلها”.

وتعليقا على ذلك، قال الدكتور محمد الصغير مستشار وزير الأوقاف السابق إن “السيسي يدعو لانقلاب ديني بعد أن قام بانقلاب عسكري على أول تجربة حرية في مصر”، وأوضح للجزيرة أن السفيه :”يتهم ثوابت الإسلام التي وصفها بالمقدسة ويدعو للخروج عليها، كما ينعت 1.6 مليار مسلم بأنهم سبب القلاقل في العالم، ويغمز في هذا لمبدأ الجهاد الذي هو ذروة سنام الإسلام، ويصور المسلمين بأنهم دمويون يريدون أن يعيشوا فقط على حساب قتل الآخرين”.