جريمة جديدة في “وارسو”.. وزراء خارجية عرب في أحضان نتنياهو وإيران

- ‎فيعربي ودولي

فضح مكتب رئيس وزراء الكيان الصهيوني، الوزراء العرب الذين يعملون في حظيرة الصهاينة من دول السعودية والبحرين وعمان والإمارات، خلال مؤتمر وارسو الذي ينعقد حاليا في بولندا؛ حيث كشفت وسائل إعلام إسرائيلية، مساء أمس الخميس، عن مقطع فيديو مسرب عن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ظهر فيه وزراء خارجية ثلاث دول عربية خليجية يدافعون عن إسرائيل ويهاجمون إيران.

وقالت هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”: إن فيديو مدته 25 دقيقة تضمن قول وزير الخارجية البحريني إن مواجهة الجمهورية الإسلامية تعد أكثر إلحاحًا من حل الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني.

وتعمد نتنياهو إرسال الفيديو لعدد من الصحفيين الإسرائيليين، في إطار جزء من حلقة نقاش مغلقة على هامش افتتاح مؤتمر الشرق الأوسط المنعقد حاليا في وارسو ببولندا.

وقالت “بي بي سي”: إن تصريحات وزراء الخارجية العرب أكدت ما أفاد به نتنياهو الصحفيين الصهاينة بشأن المؤتمر في وقت سابق، متحدثا بإسهاب عن مواقف الوزراء العرب.

وزير الخارجية البحريني

وأشارت إلى أنه بعد أقل من 30 دقيقة من تداول الفيديو، حذفه مكتب نتنياهو من قناته على “يوتيوب”، واعتبر وزير الخارجية البحريني خالد بن أحمد آل خليفة، في حضور نتنياهو ووفود من 60 دولة أخرى، أن “عملية السلام بين الإسرائيليين والعرب كانت لتكون في وضع أحسن الآن لولا تصرفات إيران الشريرة”.

وأدان آل خليفة ما وصفه بـ “النظام الفاشي الجديد” في طهران، متهما إياه بتدبير هجمات في بلاده وبزعزعة الاستقرار في اليمن وسوريا والعراق.

وأضاف أن “أموالا سامة، وأسلحة وقوات برية تابعة للجمهورية الإسلامية” أعاقت إحراز تقدم على صعيد الجهود المبذولة لإحلال السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

وقال آل خليفة: “كبرنا ونحن نتحدث عن القضية الإسرائيلية-الفلسطينية كأهم قضية يجب أن تُحلّ بطريقة أو بأخرى. لكن وفي مرحلة لاحقة، تراءى لنا تحدّ أكبر وأكثر سُمِيّة – في الحقيقة هو الأكثر سُمِّيةً في تاريخنا- هو ذلك التحدي الآتي من الجمهورية الإسلامية”.

وتابع الوزير البحريني: “لكن هذا تحدّ خطير يعوقنا عن التقدم للأمام على أي صعيد، سواء في سوريا أو اليمن أو العراق أو أي مكان. ومن ثم فهذا هو التحدي الذي علينا مجابهته من أجل التعامل مع التحديات الأخرى”.

الإمارات

في حين قال وزير الخارجية الإماراتي عبدالله بن زايد آل نهيان بحق إسرائيل المزعوم في مهاجمة أهداف إيرانية في سوريا.

جاء ذلك خلال رد وزير خارجية الإمارات على سؤال طرحه مدير الحوار، مبعوث السلام الأمريكي السابق في الشرق الأوسط دنيس روس، بشأن الهجمات الإسرائيلية الهادفة إلى منع إيران من ترسيخ قدمها العسكرية في سوريا.

و قال آل نهيان: “لكل أمة الحق في الدفاع عن نفسها، عندما تواجه تحديا من أمة أخرى، نعم”.

اتهامات لإيران

وشارك وزير الدولة للشؤون الخارجية السعودية عادل الجبير، متهمًا إيران بالإضرار بالقضية الفلسطينية عبر دعم جماعات مسلحة تتنازع مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

ورأى الجبير أن أنشطة إيران العدوانية تقوض الاستقرار بالمنطقة على نحو يستحيل معه تحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

وقال: “انظروا إلى الفلسطينيين: مَن ذا الذي يدعم حماس والجهاد الإسلامي ويقوّض السلطة الفلسطينية؟ إنها إيران”.

وأشار الجبير إلى عدد من الصراعات في المنطقة قائلاً: إن إيران تلعب فيها دورا مقوضا للاستقرار.

وأضاف الدبلوماسي السعودي: “لا يمكننا تحقيق الاستقرار في المنطقة بدون سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين (لكن) أينما ذهبنا فإننا نجد سلوك إيران الشرير”.

كما وجّه الجبير انتقادات قوية لحزب الله اللبنانية المدعومة من إيران، قائلا: “إحدى أكبر النكات تتمثل في القول إن حزب الله يمتلك ذراعا سياسية وأخرى عسكرية. هذا غير موجود”.

وتمثل نصيب الأسد من تعليقات الجبير في انتقاد اتفاق إيران النووي، قائلا إنه كفيل بتمكين إيران من حيازة أسلحة نووية وترهيب دول الجوار في غضون عشر سنوات، بموجب بنود الاتفاق المثيرة للجدل.

وقال الجبير: “عندما أُبرمت خطة العمل الشاملة المشتركة، ظن الجميع أن كل شيء سيكون على ما يرام. لكننا ونحن في المواجهة، نرى مدة العشر سنوات كطرفة عين. وعندما تمتلك إيران سلاحا نوويا – وهو من الناحية النظرية أمر سريع الإمكان في ظل عدم وجود قيود على تخصيب اليورانيوم – عندئذ مَن سيعاني؟ إننا نحن مَن سنعاني”.

وتابع: “إيران تزوّد جماعة الحوثي في اليمن وجماعة حزب الله في لبنان بصواريخ باليستية. مَن سيعاني؟ نحن في المنطقة. وعليه، فالناس مضطرون إلى التعامل بجدية مع مشكلة إيران”.

وقال الجبير إنه يأمل أن تتغير إيران وتصبح “بلدا عاديا. هذا سيكون الأفضل لنا جميعا. لكنهم لم يفعلوا ذلك بعد. وأي محاولة للتلطف معهم، بأي شكل، ستشجعهم أكثر مما ستثبطهم”.

تسريب فيديو

وعلى صعيد الداخل الإسرائيلي، وجّهت زعيمة حزب هتنوعا، تسيبي ليفني، اتهاما لـنتنياهو بانتهاك البروتوكولات المتبعة عبر تسريب فيديو خاص باجتماع مغلق من أجل دعم حملته الانتخابية قبل التصويت المزمع في التاسع من أبريل المقبل.

وقالت ليفني إن نتنياهو يجازف بعلاقات مع دول عربية من أجل مكاسب سياسية. مضيفة أن “العلاقات بين الأمم تقوم فيما تقوم على الثقة بين القادة. ومن ثم فإن تصوير وتسريب (نتنياهو) لأقوال قيلت في غرفة مغلقة، من أجل مصالح انتخابية محلية، هو أمر غير مقبول”.

وتابعت وزيرة الخارجية الصهيونية السابقة: “لسنوات عديدة، أجريت اتصالات مع قادة عرب لا نتبادل معهم علاقات دبلوماسية، ولم يحدث أبدًا أن نشرتُ للعلن أيا من تلك الاجتماعات”.

من ناحية أخرى علق رئيس وزراء قطر السابق حمد بن جاسم آل ثاني على مؤتمر وارسو بأسلوب لا يخلو من السخرية والصراحة، واصفا لقاء المسؤولين العرب برئيس وزراء الكيان الصهيوني بأنه “عرس بعد خطوبة”.

وكتب بن جاسم آل ثاني على حسابه في تويتر: «عرس وارسو.. هناك خطوبة تمت في السابق وهناك عرس تم في وارسو، والحضور إما (شهود ملكه) أو مدعوون للحفل”.