حادث المنيا.. فتش عن المستفيد

- ‎فيمقالات

في العام الماضى في شهر مايو 2017، قتل 28 شخصًا على الأقل، وأصيب 25 آخرون في هجوم بالأسلحة شنّه مسلحون مقنعون يستقلون 3 سيارات دفع رباعي، على حافلة تقل مسيحيين أقباط. وقالت داخلية الانقلاب يومها: إن مجهولين استقلوا 3 سيارات دفع رباعي وأطلقوا النيران “بشكل عشوائي” تجاه الحافلة.

واليوم يتكرر نفس المشهد، في حادث مروع، بعد مرور سنة واحدة فقط على الحادث الأول في نفس المنطقة، والذى راح ضحيته 28 شخصًا، وبعدها تم منع زيارة الدير، وخرجت الدولة بعدها لتعلن أن من نفذ العملية خلية إرهابية، وفروا هربًا إلى ليبيا ولاحقهم الطيران الحربي المصري.

والسؤال هنا: هل من نفذوا حادث المنيا ما زالوا داخل مصرأم هربوا خارجها؟!

المعنى في بطن المستفيد، الذى يجب التفتيش عنه، والذى يحاور الشباب وينكت معهم ويضحك ويقهقه ملء شدقيه!

وبعد الحادث كانت داخلية الانقلاب، قد أصدرت بياناً قالت فيه: أنه سقط 7 شهداء، و12 مصابا، في الحادث مؤكدة أن المدق مغلق منذ الحادث الذي وقع في شهر مايو عام 2017، والسيارات استخدمت مدقات أخرى للوصول إلى الدير.

وهذه المدقات لماذا لم تقم شرطة الانقلاب بتأمينها؟

ومع ذلك فإن اسقف عام المنيا، الأسقف “مكاريوس” راح يشوبش كما لوكان في فرح طهور، ويشكر المتورطين بالتقصير الأمني فردًا فردًا خوفًا من النسيان، بالرغم من اعتراضات الأهالي أثناء تأبين الضحايا، وقد خص بالشكر، دورالمحافظ والقيادات الأمنية علما بأن الحادث تكرر في نفس المكان، مع العلم بأن الأجهزة التي يشكرها الأسقف، لولم تكن مشاركة في العملية، فهى مسؤولة عن تقصيرها، وكل مافعلته حكومة الانقلاب قامت بصرف تعويضات لأسر الضحايا.

للأسف الشديد حادث المنيا جريمة بشعة، إوتعامل مع النظام الانقلابى بطريقة أبشع، كي يخفي تقصيره الأمني وفشله، ومحاولة نسبة الحادث إلى الإرهاب حيث تصادف الحادث مع فعاليات منتدى شباب العالم في شرم الشيخ.

وبالرغم من أن تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” أعلن أن: “منفذي الكمين الذي استهدف زوارًا نصارى على طريق دير الأنبا صموئيل في المنيا هم من مقاتليه”.

وفى بيان نشرته وكالة “اعماق” الناطقة باسم التنظيم على حسابها على تطبيق “تلغرام” للرسائل المشفّرة إنّ “منفّذي الكمين الذي استهدف زوّارًا نصارى على طريق دير الأنبا صموئيل في المنيا هم من مقاتلي الدولة الإسلامية”.

وتحت عنوان: سر هجوم المنيا.. دعاية إخوانية يائسة بعد اصطياد “عشماوي” نشرت “سكاي نيوز” تقول: فلم يكد يمر شهر على اعتقال زعيم تنظيم “مرابطون” المتطرف، المصري هشام عشماوي داخل ليبيا، حتى نفذ مسلحون هجومًا على حافلة تقل أقباطا قرب أحد الأديرة بمحافظة المنيا، في رسالة “يائسة” اختارت توقيتًا محددًا وبدعاية إخوانية مسبقة، لإنكار تأثير الضربات الأمنية الكبيرة للجماعات الإرهابية، بحسب محللين.

ويأتي الهجوم بعد أيام من تقارير أفادت بقيام لجان إعلامية تابعة لتنظيم الإخوان بتجهيز فيلم وثائقي عن عشماوي، يحتفي بالعمليات التي قادها ضد الجيش والشرطة في مصر، كما يتضمن دعاية لما عرف بهجوم “كمين الواحات، والذي راح ضحيته 16 ضابطًا في الأمن في أكتوبر عام 2017، وأن هناك رابطًا مباشرًا في التوقيت بين الدعاية الإخوانية والهجوم الإرهابي، وهو ما يثبت تورط التنظيم في هذه العمليات الإرهابية، وأن التحرك الدعائي للإخوان قبل الهجوم بأيام يثبت “التنسيق مع ذيول مجموعة عشماوي في ليبيا”.

وتعود سكاي نيوز لتناقض نفسها، وتقول: عشماوي الضابط السابق بالجيش المصري، كان يسعى لتشكيل ما أطلق عليه “الجيش المصري الحر” التابع لتنظيم القاعدة في درنة، بهدف نقله إلى الأراضي المصرية، وفق مصادر عسكرية ليبية، قبل أن يتلقى تنظيمه ضربة موجعة أسفرت عن اعتقاله ومقتل أبرز مساعديه، والسؤال لسكاي نيوز: لماذا الزج بالإخوان بمناسبة وغير مناسبة وهى تعلم أنها أكذب من عرقوب في ذلك؟

وبعد الحادثة مباشرة، ذكر شهود عيان، أن سيارة تم إلقاء عليها قرب مكان حادث دير الأنبا صمويل، بدون لوحات أوأرقام، ومن بداخلها يرتدون جلاليب وملتحين، وعندما حاول الأهالى الأمساك بهم، اضطروا للكشف عن هويتهم، قائلين: احنا امن وطني أحنا امن وطني.

سيارة من غير لوحات ولا أرقام وبالقرب من موقع الحادث؟! وعندما حاولوا الفرار، أطلقوا الرصاص بطريقة عشوائية على الأهالي المحتشدين، ثم جاءت مجموعة تابعة لجيش “كامب ديفيد” وأخذتهم.. بزعم القبض عليهم.. ولاعزاء لدماء الضحايا!

المقالات لا تعبر عن رأي بوابة الحرية والعدالة وإنما تعبر فقط عن آراء كاتبيها