ماكرون يتمنى شعبًا مثل المصريين.. لا يغضبون ولا يتظاهرون!

- ‎فيتقارير

أعلنت الصفحة الرسمية لبرج إيفل، على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، عن قرار السلطات الفرنسية إغلاق برج إيفل، بسبب الاحتجاجات التي يشهدها ميدان مارسوف، واحتشد عشرات الآلاف في باريس داخل ساحة مارسوف التي تشبه ميدان التحرير في القاهرة مرتدين السترات الصفراء؛ احتجاجًا على ارتفاع أسعار الوقود والسياسات الاقتصادية للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

ماكرون الذي دأب على دعم السفيه قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي واستقباله في قصر الإليزيه، لم يعبأ بثورة المصريين التي تناضل من أجل العيش والحرية والعدالة الاجتماعية، أعمته المصلحة عن المبادئ التي قامت عليها الجمهورية الفرنسية، فباع للسفيه السيسي حاملة طائرات بثمن باهظ، علاوة على عدد من الطائرات القتالية منتهية الصلاحية، وقائمة طويلة من أجهزة التجسس على النشطاء وأدوات التعذيب.

ارحل!

حصد ماكرون من وراء السفيه السيسي المليارات، لكنه المال الحرام الذي لا ينفع ويجلب الخراب في ركابه. وتظاهر نحو 300 ألف شخص في أول مظاهرات لأصحاب “السترات الصفراء” في عموم البلاد؛ للاحتجاج على ارتفاع تكاليف الوقود وتغيير نظام دفع الضرائب والسياسات الاقتصادية للرئيس ماكرون، فيما أطلق عليه احتجاجات “السترات الصفراء” التي أدت إلى اضطراب واسع النطاق، بينما قامت الشرطة الفرنسية بفض التظاهرات، مستخدمة الغاز المسيل للدموع ومدافع المياه.

وخلال الاشتباكات بين المحتجين وقوات الأمن، رشق المتظاهرون عناصر الشرطة بمقذوفات مختلفة وتحصّنوا خلف متاريس بنوها بما تيسّر لهم، في حين ردّت عليهم عناصر الدرك وشرطة مكافحة الشغب بقنابل الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه.

ورأى البعض في هذا اليوم الاحتجاجي تحدّيا للرئيس إيمانويل ماكرون، الذي طالته هتافات المحتجين بشكل مباشر، إذ ردّد قسم منهم عبارة “ماكرون ارحل”، ولم يبد ماكرون حتى الآن أي رغبة في تخفيف وتيرة إصلاحاته من أجل “تغيير فرنسا”، لكن قصر الإليزيه أعلن أنّ الرئيس سيطلق الثلاثاء “توجيهات للانتقال البيئي”، مؤكّدة أنّه “تلقّى رسالة المواطنين”.

كسر الخوف

وبينما ينتفض الفرنسيون رفضًا لحزمة إصلاحات ماكرون الذي جاء عبر صناديق الانتخاب، يعم الصمت في مصر فلا تسمع إلا همسا؛ خوفا من فوهة البندقية الموجهة في الشارع والإعلام، بل بلغ استهتار السفيه السيسي من المصريين سخريته منهم أثناء مشاركته في مؤتمر للشباب في القاهرة، حيث طلب من وزير البترول في حكومة الانقلاب طارق الملا زيادة أسعار البنزين بسبب رقصة الـ”كيكي”، التي يرقصها أولاد الأغنياء من حاشيته فقط.

يقول الصحفي والخبير الاقتصادي علاء البحار: “مظاهرات في فرنسا والسودان والمغرب والأردن وتونس وغيرها بسبب رفع الأسعار، اشمعنا الشعب المصري مبيتحركش رغم إنه مسحول معيشيا!”. ويرد الخبير الاقتصادي عصام العبيدي: “طيب بتزودوا سعر البنزين والسولار، بدعوى زيادة سعر البترول عالميا دلوقتي سعره بقى في الأرض، يا ترى هتخفضوا لنا سعرهم، وﻻ هتعملوا من بنها”.

وتُكثِر الدوائر الرسمية والإعلام في حكومة السفيه السيسي الترويج بأن الغلاء يرجع للأسعار العالمية، وكأن الاقتصاد المصري والسوق المحلية مجرد مفعول به، بينما الأسعار المحلية هي مرآة عاكسة لأوضاع الاقتصاد المحلي قبل العوامل الخارجية، والهدف ترويج أن الغلاء قدر محتم لا فكاك منه وعلى المصرين الرضا بالقضاء والقدر.

وفي وقت سابق، دعا التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب، المؤيد للرئيس محمد مرسي، أول رئيس مدني منتخب للبلاد، إلى التظاهر في إطار فعاليات أسبوع “اسمعوا صوت الغلابة”، الذي دعت له قوى معارضة، وشدد على تصعيد الاحتجاجات المنددة بقرارات جنرالات الخراب وارتفاع الأسعار في مصر.