محللون: مواجهات شرسة قادمة بين حماس والاحتلال رغم مفاوضات التهدئة

- ‎فيعربي ودولي

قال محللون متخصصون بالشأن العسكري إن انخراط حركة “حماس” في مفاوضات تهدئة مع الاحتلال الإسرائيلي، لا ينفي احتمالية اندلاع عدوان جديد على قطاع غزة؛ خاصة في حال فشل تلك المفاوضات، واندلاع مواجهات أكثر شراسة بين الجانبين.

وأدى استشهاد فلسطينيين في الغارات التي يشنها الاحتلال على قطاع غزة إلى نشوب معارك قصيرة، بين حركتي حماس والجهاد الإسلامي، وجيش الاحتلال الإسرائيلي، توقفت بعد تدخل وساطات دولية.

وكشف مصدر فلسطيني، مطلع لوكالة الأناضول، أن اجتماعا هاما عُقد الأسبوع الماضي بين القيادة السياسية لـ”حماس”، وقيادة المجلس العسكري لكتائب “القسّام”؛ للاطلاع على مستوى “الاستعداد والجهوزية العسكرية”.

وقال المصدر الفلسطيني، الذي رفض الكشف عن هويته إن “قيادة كتائب القسّام أكدت خلال الاجتماع قدرتها على تكبيد العدو الإسرائيلي خسائر لا تطيقها حكومته أو جبهته الداخلية.

تأتي هذه التطورات رغم بلورة مبعوث الأمم المتحدة للشرق الأوسط نيكولاي ميلادينوف، مقترحا للتهدئة بين حماس وإسرائيل في أعقاب أشهر من التوتر على خلفية “مسيرات العودة”، التي انطلقت نهاية مارس الماضي.

وقال واصف عريقات، المحلل والمختص بالشؤون الاستراتيجية، إن احتمال فشل المفاوضات وعدم الوصول إلى التهدئة هو أمر وارد.

وأوضح أن الخبر الصحفي الذي تحدث عن اجتماع قيادة حماس السياسية، بقيادة كتائب القسام، للاطلاع على جاهزيتها، له دلالات مهمة أبرزها أن المقاومة الفلسطينية تؤكد أنها لن تتنازل عن خيار المقاومة المسلحة رغم انخراطها بمفاوضات للتهدئة مع إسرائيل.

وتابع قائلا: “حينما يكون هناك حديث عن مفاوضات تهدئة يذهب اعتقاد الناس أنه سيتم بعيدا عن الخيار العسكري خاصة وأن الاحتلال ما زال موجدا فهذا يؤثر على معنويات الناس”.

ويعتقد عريقات أن حماس أرادت أن تؤكد لحاضنتها الشعبية أن المقاومة ستبقى مستمرة حتى زوال الاحتلال، والمفاوضات لن تلغيها.

ويأتي الاجتماع، بحسب عريقات، في ذروة الحديث عن مفاوضات التهدئة، وتهديدات القيادة الإسرائيلية بأن بديل التهدئة هو التصعيد

وأوضح أن حركة “حماس”، ومن خلفها الفصائل الفلسطينية، لديها موقف قوي في المفاوضات الجارية، لافتا إلى ضرورة استغلاله.

واعتبر أن “احتضان الشعب الفلسطيني للمقاومة السلمية (حراك مسيرة العودة) يعطي حركة حماس عوامل قوة إلى جانب ملف الأسرى الإسرائيليين بيد كتائب القسام”.

ويتفق مع عريقات، يوسف الشرقاوي، المختص في الشؤون العسكرية، الذي قال إن طرح خبر “اجتماع قيادتي حماس والقسام”، يشير إلى أن الحركة “تطرح ورقة قوتها العسكرية على الطاولة من أجل التأثير على مفاوضات التهدئة”.

وتابع:” من وجهة نظر حماس يجب الاستقواء بالجانب العسكري، من أجل تحصيل أكثر ما يمكن تحصيله في المفاوضات”، ويعتقد أن طرح “حماس لعوامل قوتها، في هذا التوقيت، يأتي من أجل أن تنتزع تهدئة بشروطها هي، لا بشروط إسرائيل”.

ورأى أن الحركة “تدير معركتها مع إسرائيل بكل قوة وحنكة، لكن يبقى احتمال فشل المفاوضات، بحسب الشرقاوي، وراد، وذلك ما أشارت إليه حركة حماس “بتأكيدها على استعداها لأي تصعيد محتمل”.