هل اتفق العرب على ألا يتفقوا؟!!

- ‎فيمقالات

مع نهاية كل رمضان تتجدد أزمة رؤية الهلال،بسبب الخلافات السياسية والمذهبية،حتى صار وضع العرب كما قال جمال الدين الأفغانى: “شر أدواء العرب داء انقسام أهله يتحدون على الاختلاف ويختلفون على الاتحاد فقد اتفقوا ألا يتفقوا”

وتذكرت حادثة طريفة،أثناء الاحتلال البريطانى لجنوب اليمن، وكانت محافظة حضرموت، تنقسم لسلطنتين،”السلطنة القعيطية”في ساحل حضرموت، بينما “السلطنة الكثيرية” في داخل حضرموت، وعند حلول شهر رمضان،تصبح سلطنة القعيطى صائمة،بينما سلطنة الكثيرى مفطرة بزعم أنها لم تر الهلال، وهناك رأى فقهى يقول بجواز اختلاف المطالع في بلدان الإسلام ،ولعل للقوم بعض العذر،حيث كانت وسائل الاتصالات ليست كما هى اليوم- لكن لاحظ محافظة واحدة شطرها صائم ، وشطرها مفطر!!

لكن مع ثورة الاتصالات والتقدم العلمى مازال المسلمون حتى اليوم لم يتفقوا،على آلية موحدة لتحديد روية الأهلة، وقد شهدت عملية استطلاع هلال شوال هذا العام مهزلة بكل ماتعنيه الكلمة، على الرغم من أن الاختلاف بين الأقطار العربية في مثل هذه الأمور ليس بجديد، على طريقة ملك ملوك إفريقيا ورئيس الولايات المتحدة الإفريقية، ،الذى كان يؤخر الصيام أو الإفطار ليوم أويومين ،بدون رؤية أو استطلاع هلال.

لكن ما حدث هذا العام ، لم يسبق إليه القذافى، ولا سلاطين حضرموت، بأن جزءا من القطر مفطر و الجزء الآخر ممسك، أوالإعلان عن موعد لعيد الفطر ثم التراجع عنه لاحقاً والإعلان عن موعد آخر وهكذا!!

ففى اليمن على سبيل المثال لا الحصر،أعلنت لجنة الأهلة الحوثية في مناطق سيطرة الحوثيين، إنه تعذر رؤية هلال شوال، ومن ثم فإن يوم الثلاثاء سيكون المتمم لشه رمضان، والأربعاء هو أول أيام عيد الفطر، تبعاً لإيران!!

في حين أعلنت وزارة الأوقاف والإرشاد التابعة لحكومة عبدربه منصور هادى، والمدعومة سعودياً وإماراتياً أنها رأت هلال شوال، وأن الثلاثاء هو أول أيام العيد، ولسان حالها طالما السعودية رأت فنحن نرى بعيون سعودية.

وكذلك الوضع في سوريا، في حين أعلنت السلطات النصيرية الطائفية، أنها لم تر هلال شهر شوال،فإن أول أيام عيد الفطر، هو الأربعاء، تبعاً لروية قاسم سليمانى.

بينما أعلن المجلس الإسلامي السوري المعارض، أن يوم الثلاثاء هو أول أيام عيد الفطر، نظرا لرؤية هلال شهر شوال في الأقطار المجاورة لسوريا.

كما سار العراق تبعاً لرؤية أم العواصم ،ففى حين أعلن مكتب السستانى، إنه سيتم تحري رؤية هلال شوال يوم الثلاثاء، أعلن رئيس ديوان الوقف السني، الشيخ”عبد اللطيف الهميم”،أن الثلاثاء هو أول أيام عيد الفطر.

أما السودان الحريص على وحدة وادى النيل- ولأن مصر والسودان- حتة واحد- أعلن مجمع الفقه الإسلامي أن الأربعاء هو أول أيام عيد الفطر، بينما أعلن تجمع المهنيين السودانيين،- يساريون يصومون في – كولومبيا – أن الثلاثاء هو أول أيام العيد.

أعلنت ليبيا أن اليوم الثلاثاء هو أول أيام عيد الفطر المبارك، وذلك بعد ساعات من إعلانها بأنه الأربعاء.

أما في ليبيا، فقد أعلنت دار الإفتاء التابعة للحكومة المؤقتة بالبيضاء، والهيئة العامة للأوقاف التابعة لحكومة الوفاق ،بأن الثلاثاء هو المتمم لشهر رمضان وأن أول ايام العيد سيكون يوم الأربعاء نظراً لتعذر رؤية هلال شوال.

ثم ذكرت الهيئة العامة للأوقاف التابعة لحكومة الوفاق ،في بيان لاحق ثبوت رؤية الهلال في مناطق مختلفة من ليبيا، من بينها مدينة سبها، وبن جواد، وسرت، وبني وليد، وعليه سيكون الثلاثاء أول أيام عيد الفطر.

وفى مصر أعلن مفتى الدم ” شوقي علام”، أنه لم تثبت رؤية هلال شهر شوال، لذا فإن الثلاثاء هو المتمم لرمضان، والأربعاء هو أول أيام العيد.

وبالرغم من ذلك نقلت صحيفتا الأهرام وأخبار اليوم، أنه يتم متابعة استطلاع ظهور هلال شهر شوال من عدمه عقب صلاة العشاء.

كما أن “جاد محمد القاضي”، رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية في مصر التابع لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي،قال في تصريح لموقع الشروق : إن البيانات والحسابات الفلكية تظهر أن الثلاثاء أول أيام عيد الفطر في البلاد.

وأوضح القاضي، في تصريح لموقع “الشروق” المصري،قال فيه: أن هلال شهر شوال سيولد يوم الاثنين 3 يونيو، الموافق 29 رمضان، وسيستمر ظهوره في الأفق بعد غروب شمس يوم الاثنين 29 رمضان مدة تتراوح ما بين 5 و7 دقائق في المدن المصرية المختلفة، مشيرا إلى أنه بناء على ذلك تم تحديد يوم الثلاثاء أول أيام عيد الفطر.

ومع ذلك يصر مفتى الدم ، على الرؤية بالعين المجردة!!

لكن ماذا نصنع ،حكام سايكس بيكو،الذين تسلطوا على رقاب الشعوب، وهم لايؤتمنون على –حزمة بقل- أباحوا لأنفسهم العبث بالعبادات، وإقحام الخلافات المذهبية والسياسية، في أركان الإسلام لتصبح العبادات ألعوبة بأيديهم ،فهؤلاء الذين يتولون أعداء الله من دون المؤمنين، أنّى لشعوبهم أن تثق بهم؟!!.

المقالات لا تعبر عن رأي بوابة الحرية والعدالة وإنما تعبر فقط عن آراء كاتبيها