هل اقترب رحيل تركي آل الشيخ عن المشهد الرياضي والسياسي العربي؟

- ‎فيسوشيال

ساعات قد تفصل الجماهير السعودية والعربية عن نهاية قد تبدو أشبة بالدراماتيكية الكروية، خاصة بعدما واصل ناشطون التغريد على موقع التواصل الاجتماعي المصغر” تويتر” بهاشتاج يطالب بضرورة “إبعاد تركي آل الشيخ” عن المشهد الرياضي السعودي والعربى، الذي اختلط فيه الحابل بالنابل في ظل قيام “أرفع مسئول رياضي سعودي” بدور “الآمر الناهي”؛ ما خوله لاتخاذ القرارات دون حسيب أو رقيب، وانزعاجهم الشديد من الحال الذي وصلت إليه مختلف الألعاب والرياضات في عهد آل الشيخ، الذي يعمل أيضا مستشارا في الديوان الملكي السعودي.

وكان الملك سلمان بن عبد العزيز قد عين آل الشيخ رئيسا لهيئة الرياضة السعودية في 6 سبتمبر 2017، خلفاً لمواطنه محمد آل الشيخ، في مفاجأة “مدوّية” أتت بعد يوم واحد من تأهّل المنتخب السعودي إلى مونديال روسيا.

وأبدى هؤلاء ضيقهم وتذمّرهم بشكل يفوق الوصف بسبب تدخّله في كل شاردة وواردة تتعلّق بالرياضة السعودية؛ من خلال قرارات وإعفاءات باتت تصدر بشكل شبه يومي، وتوصف بأنها “عبثية” و”غير مدروسة”.

وطالب هؤلاء بضرورة إقالة المسئول السعودي المثير للجدل من منصبه قبل فوات الأوان، في ظل التراجع المخيف لرياضة المملكة، وتنامي “التعصّب” الجماهيري، واتخاذه سلسلة قرارات “أضرّت” بالمناخ الرياضي.

ويخضخ “آل الشيخ ” لعملية جراحية في الولايات المتحدة الأمريكية، وفق ما قاله عبر” صفحته”، وهي العملية السادسة له.

ونشر آل الشيخ بالأمس عبر حسابه على فيسبوك طلبا لمتابعيه بأن يدعوا له بعد ساعات من مشاركته لخبر يفيد باقتراب دخوله المستشفى لإجراء العمل الجراحي.

ارحل

وطالب ناشطون سعوديون، ولي عهد بلادهم الأمير محمد بن سلمان، إعفاء تركي آل الشيخ رئيس الهيئة العامة للرياضة من منصبه، وذلك بعد مجموعة من القرارات المثيرة للجدل التي اتخذها خلال اليومين الماضيين. لينتشر هاشتاج ابعاد ال الشيخ يا ولي العهد.

خاصة بعد عدة قرارات منها ما أثارت حفيظة السعوديين كانت إقالة رئيس نادي الهلال السعودي سامي الجابر دون ذكر سبب واضح، والإعلان عن نقل لاعب الهلال عمر خريبين إلى نادي بيراميدز المصري قبل فترة الانتقالات الشتوية بثلاثة أشهر ونصف.

هذا فضلاً عن عدم إيقاف الدوري السعودي خلال منافسات أبطال آسيا للمنتخبات، بالإضافة إلى تحميله مسؤولية الفشل في مونديال روسيا 2018، والفشل في الأولمبياد، وإشاعة الفوضى في الشارع الرياضي السعودي.

مطالب مشروعة

ويتهم ناشطون آل الشيخ بأنه السبب الأول في الخروج المونديالي المبكر؛ إذ لم يوفق في اختيارات الجهاز الفني؛ فبعد إقالته الهولندي بيرت فان مارفيك الذي أوصل “الأخضر” لكأس العالم، تعاقد مع الأرجنتيني إدغاردو باوزا، ليقيله بعد شهرين فقط، ويعين مواطنه خوان أنطونيو بيتزي.

فيما انتقد مغرد يدعى فهد لابورتا.. كثرة ظهور تركي بتويتر والإعلام، متهماً إياه بحب الشو وأن يكون حديث للناس، فضلاً عن غياب التخطيط والاستراتيجية الواضحة والأهداف في عمله، واتخاذه قرارات شخصية فاشلة غير طموحة.

محمد القحطاني غرد أيضا: قلتها في بداية فترة رئاسته انه سيهدم كل شيء في رياضتنا وان الهلال اول المتضررين منه ، لا يملك الفكر ولا يملك حسن اختيار من حوله!!متفرد بالقرار يطربه قرع الطبول من حوله ولا يسمع سوى صوته ..ثم أردف:التعصب في ازدياد والكراهية في تكاثر يركض بنا للهاوية ولن يتوقف#ابعاد_ال_الشيخ_ياولي_العهد.

كذلك اتخذ قراراً غير مدروس أثر بشكل سلبي على الكرة السعودية ومنتخبها الأول؛ إذ أرسل كبار نجوم الدوري السعودي إلى إسبانيا من أجل اللعب مع أندية متوسطة في الدرجتين الأولى والثانية لكنهم لم يشاركوا سوى دقائق معدودة ما أفقدهم النسق وأبعدهم عن “المستطيل الأخضر” وحساسيته.

ولكونه يتمتع بصلاحيات مطلقة، حوّل آل الشيخ جميع الأندية السعودية إلى “نادٍ واحد برئاسته” كما يقول سعوديون؛ حيث دونت تلك الأندية في جميع بياناتها على جملة “بتدخل كريم من المستشار… نُعلن عن إتمام صفقة…”، فيما بدا مشهداً مألوفاً خلال الأشهر الثلاثة الماضية.

الراحة حلوة

رئيس الهيئة كتب، عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”: “إشاعات اني اتشلت من كل مناصبي … لو حصل ده فأنا خادم في أي موقع ومكان … والراحه حلوه برضو لوحصلت”.

هيمنة

كما يُتهم تركي آل الشيخ بأنه يحاول دائماً فرض هيمنته وسيطرته على المشهد الرياضي في الوطن العربي من المحيط إلى الخليج، معولاً على حجم الأموال التي يحتكم عليها.

كما ثارت الجماهير غضبا من “آل الشيخ” بعدما اشترى نادياً مغموراً يُدعى “الأسيوطي سبورت” وغير اسمه إلى “بيراميدز”، وعزز صفوفه بلاعبين محليين وأجانب مقابل مبالغ مالية طائلة، فضلاً عن إطلاقه قناة رياضية تضم أبرز وجوه الإعلام الرياضي في مصر في مسعى حثيث لبسط نفوذه كاملاً على الكرة المصرية.

ولم تكن مصر الدولة الوحيدة؛ إذ ثارت جماهير قطر والكويت والمغرب وتونس غضباً وأظهرت استياءً عارماً بسبب تصريحاته المثيرة للجدل والتي خرجت عن طورها الدبلوماسي حين وصف وزير الشباب الكويتي خالد الروضان بـ “المرتزق”.

كما دأب على وصف قطر التي أصبحت أول دولة “خليجية” و”عربية” و”شرق أوسطية” تستضيف نهائيات كأس العالم بـ “الدويلة”، على حد تعبيره، كما وصف المغرب بأنها “قبلة للباحثين عن المتعة الجنسية”، علاوة على تصويته لصالح الملف الأمريكي الثلاثي المشترك على حساب الرباط فيما يتعلق بتنظيم مونديال عام 2026، في سابقة هي الأولى من نوعها بين الدول العربية.