إقالة حجازي.. ماذا يجري داخل عصابة الانقلاب؟

- ‎فيتقارير

كتب- سيد توكل:

 

"بعتني بكام يا عشري" ربما تجد هذه العبارة طريقها إلى لسان رئيس أركان القوات المسلحة، وصهر السفيه عبد الفتاح السيسي المقرب، الفريق "محمود حجازي"، الذي تمت الإطاحة به فجأة أثناء انشغال المصريين بمتابعة مباراة النادي الأهلي مع الوداد المغربي، وتولى حجازي منصبه بعد الانقلاب في 27 مارس 2014، وقام السفيه بتعيين مساعد وزير الدفاع، الفريق "محمد فريد حجازي"، بدلاً منه.

 

وشمل القرار الصادم والذي أربك إعلام الانقلاب، أمس السبت، تعيين حجازي مستشارًا للتخطيط الاستراتيجى وإدارة الأزمات، وهو ما علق عليه الدكتور عمرو دراج وزير التخطيط والتعاون الدولي الشرعي، بالسخرية قائلًا: "مبروك فريق حجازي منصب مستشار للتخطيط".

 

واضاف دراج: "يبدو أن المشاركة في الاجتماع ده بحضور السادة الأمريكان والصهاينة جعله يقع مع نسيبه.. مبروك فريق حجازي منصب مستشار للتخطيط، يعني وقت فراغ ممتد"!.

 

أبو نسب

 

ويرتبط حجازي بعلاقة مصاهرة مع السفيه السيسي الذي تزوج ابنه، ابنة حجازي عام 2010، كما أن رئيس الأركان المقال كان تولى في وقت سابق قيادة المخابرات الحربية في أغسطس 2012 بعد تعيين السفيه السيسي وزيراً للدفاع.

 

الكثير من التساؤلات تلاحق قرار الإقالة التي جاءت مفاجئة للجميع، وبعد ساعات من وصول حجازي من واشنطن، بعد حضوره اجتماعات رؤساء أركان الدول المشاركة في الحرب على الإرهاب، بالعاصمة الأمريكية واشنطن برفقة قائد جيش الاحتلال الصهيوني.

 

وبرز "حجازي" كمنسق لملف الانقلاب العسكري والسياسي في ليبيا، وكان دائم السفر في جولات خارجية بشكل ملفت تجاوز دور وزير الدفاع صدقي صبحي، وتردد كثيرًا أنه بات الرجل الأول فعليًا في المؤسسة العسكرية.

 

كباش الواحات

 

ويرى مراقبون أن تداعيات مجزرة الواحات، كانت سببًا في حركة الإقالات والتغييرات التي أجراها السفيه السيسي، وطالت حجازي، ورئيس جهاز الأمن الوطني، محمود شعراوي، المتورط في قتل الباحث الإيطالي جوليو ريجيني، والذي تطالب إيطاليا بتسليمه إليها ومحاكمته في روما.

 

كما اطاحت مجزرة الواحات بعدد آخر من اصابع وأرجل الانقلاب منهم مدير أمن الجيزة، هشام العراقي، ومدير الأمن الوطني بالجيزة، إبراهيم المصري، كما ضمت الحركة تغيير مدير إدارة العمليات الخاصة بالأمن المركزي، وقيادات أخرى تم تقديمها كبش فداء.

 

إقالة السفيه السيسي لـ"أبونسب" ورفاقه ربما تعزز صحة التسريب الشهير الذي أذاعه الإعلامي الموقوف أحمد موسى، ونفته وزارة داخلية الانقلاب لاحقا، وأظهر حجم المصيدة التي نصبتها أجهزة سيادية وربما تكون المخابرات الحربية، وكبدت شرطة الانقلاب في خسارة هي الأسوأ منذ عقود.

 

تبادل اتهامات الخيانة 

 

وتبادل الجيش والشرطة اتهامات بالخيانة، خرجت للعلن من قيادات بارزة كانت تتولى مناصب عليا في الجيش، أخطرها جاء من رئيس الأركان الأسبق، الفريق سامي عنان، الذي تساءل: "هل أبناؤنا أعز وأكفأ ما نملك يكونون ضحية الخيانة وضعف وسوء التخطيط وعدم دقة المعلومات؟".

 

الإشارة إلى الخيانة، تكرر بشكل أكثر صراحة، من المرشح الرئاسي الخاسر ورئيس وزراء مصر الأسبق، الفريق الهارب أحمد شفيق، الذي وصف ما حدث في هجوم الواحات بأنه "لم يكن مجرد اغتيال كمين منعزل".

وأضاف، في بيان عبر  صفحته على «تويتر»: «هل ظلمتهم الخيانة، أو ضعف التخطيط لهم، أو كل الأسباب مجتمعة؟».

 

تورط حجازي

 

ويرى مراقبون احتمالية تورط «حجازي» في حادث الواحات، والتقاعس عن دعمها بالمدد أو طائرات استطلاع، والتأخر عمدا عن إغاثة الجرحى حتى فجر اليوم التالي، علما أن تلك المنطقة تدخل ضمن نطاق تغطية المنطقة العسكرية الغربية، غربي البلاد.

 

ويمثل ارتفاع عدد ضحايا الحادث، وتدمير مدرعات القوة الأمنية، واستيلاء المهاجمين على الأسلحة والذخيرة والهواتف التي كانت بحوزتهم، إحراجا كبيرا للمؤسسة الأمنية في مصر، التي خسرت معركة «الواحات» وتورطت في معركة أخرى تتعلق بالبحث عن الرهينة المختطف النقيب محمد الحايس.

 

وتفاقمت اتهامات بالخيانة، وتخطتها إلى حالة من الخلاف الحاد بين ضلعي الانقلاب الجيش والشرطة، ما استدعى تدخلا استخباراتيا على مستوى عال من، رئيس جهاز المخابرات العامة، خالد فوزي، لتهدئة الأجواء بين الجانبين.

 

ثأر الإسماعيلية

 

الخلاف بين عناصر عصابة الانقلاب (الجيش والشرطة)، ليس جديدا من نوعه، وسط أجواء مشحونة بالصراع على النفوذ، ففي يوليو الماضي، بدت حالة من الغضب داخل الجيش، عقب إعلان وزارة الداخلية في حكومة الانقلاب مداهمة معسكر تدريبي لعناصر مسلحة في محافظة الإسماعيلية، وتصفية 14 شخصا تبين لاحقا أنهم من المختفين قسريا، علماً أن الإسماعيلية تعد معقل الجيش الثاني الميداني، واستراحة رئاسية، ومقرا للمخابرات الحربية، أي أن المدينة تخضع لإشراف عسكري كامل!

 

وقالت مصادر عسكرية وقتها إن "هذا الإعلان بمثابة توجيه أصابع الاتهام للمؤسسة العسكرية بالتقصير الكبير في تأمين منطقة القناة، تحديدا وأن طلعات الاستطلاع لا تتوقف عن رصد كل المناطق التي يحتمل أن تكون بؤرا إرهابية".

 

وأكد مراقبون أنه من الصعب استبعاد ما دار في اجتماعات واشنطن، التي ضمت رؤساء أركان الدول المشاركة في الحرب على الإرهاب، من أسباب الإقالة التي طالت صهر السفيه السيسي، الذي شارك بدعوة رسمية من رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية.

 

ويتردد أن "أبونسب" التقى رئيس الأركان الصهيوني، الجنرال «غادي أيزنكوت»، وأن ثمة شئ ما دار في الكواليس، دفع تل أبيب إلى تحذير عميلها المدلل السفيه السيسي من طموحات صهره.