الأوباش.. شيطان الإمارات يمول مليونية تمرد ضد الشرعية في ليبيا

- ‎فيتقارير

بملايين الدولارات من حافظة نقود شيطان الإمارات محمد بن زايد، يستعد بائعو الذمم ومستأجري الضمير المندسين بين أهل ليبيا؛ لتكرار تجربة عصابة "تمرد" في مصر، إذ تقوم أبو ظبي بتجهيز حافلات مكيفة؛ لقطع مسافة 500 كيلومترا من طبرق إلى بنغازي، شاملة الإقامة ووجبة فطور وغداء ومصروف شخصي، للمشاركة غداً السبت في مؤامرة مليونية في ساحة الكيش تنديداً للتدخل التركي.

وكشفت وثيقة حصلت عليها قناة "تي أر تي" التركية، عن وجود محاولات إماراتية للضغط على الولايات المتحدة من أجل التدخل في ليبيا، والمساعدة في التصدي للحكومة الليبية المدعومة من الأمم المتحدة وتركيا.

وأظهر تسريب يعود لعام 2015 لمكتب السفاح عبد الفتاح السيسي، ضمن دور الإمارات في تمويل حركة تمرد التي قادت التحريض شعبياً ومنحت الغطاء للانقلاب على الرئيس الشهيد محمد مرسي في الثالث من يوليو من العام 2013.
كما ظهر دور الإمارات في تمويل المخابرات الحربية التي كان يقودها السفيه السيسي، وبرز أيضاً رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير من خلال الزيارات "السرية" للسيسي ومحمود حجازي وصدقي صبحي.

سفير الإمارات
الوثيقة، التي وصلت إلى القناة التركية عبر البريد الإلكتروني، ونشرتها الإثنين، عبارة عن رسالة وجهها سفير الإمارات لدى واشنطن، يوسف العتيبي، إلى بعض المسئولين الأمريكيين.
ولم يتسن الحصول على تعليق فوري من العتيبي بشأن تلك الرسالة، غير أن الإمارات تعد أبرز الداعمين للجنرال الانقلابي، خليفة حفتر، وعقب هزيمته مؤخرا أمام القوات الحكومية الليبية دعت لتسريع الحل السياسي.

وتم تسليم رسالة العتيبي إلى المسئولين الأمريكيين من خلال هاجر العواد، مديرة الشؤون التشريعية السابقة في سفارة الإمارات بواشنطن، والموظفة في شركة الضغط "أكين غامب"، والتي أرسلتها عبر البريد الإلكتروني في 22 يونيو الجاري.

وقال العتيبي في رسالته: "ما لم يتم التحقق من ممارسات تركيا في ليبيا، فالوضع قد يتحول بسهولة من السيء إلى الأسوأ".

وفي 6 يونيو الجاري، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية حامي أقصوي، إن "تركيا ستواصل دعمها للحكومة الليبية بناء على طلبها، وفي إطار قرارات الأمم المتحدة، في سبيل مساعيها لإحلال الأمن والاستقرار في ليبيا".

وزعم العتيبي أن "تركيا واصلت محاولات الاستفزاز قرب سرت ونشرت سفنا بحرية قبالة الساحل"، وواصل مزاعمه قائلا: "تحليلاتنا أن ما تقوم به تركيا يتم بشكل متعمد لحث مصر على الدخول إلى ليبيا، وفي الوقت الحالي، مصر تدرس ذلك بجدية".
وأردف قائلا: "ما يمكن حدوثه بعد ذلك، هو مواجهة عسكرية بين مصر وتركيا، وإذا كان هناك من يعتقد أن ليبيا في حالة فوضى الآن، فذلك المواجهة سيجعلها أسوأ بمائة مرة".

وفي 20 من الشهر الجاري، قال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، إن الحل السياسي هو الأفضل لليبيا، وأضاف أوغلو: "لا يمكن التغاضي عن أهمية السلام في ليبيا بالنسبة إلى مصر بسبب تردي علاقاتنا معها".
وتابع قائلا آنذاك: "موقف مصر وبعض الدول كان خطأ في ليبيا، وأرجو أن تعود هذه الدول عن خطأها ونسهم سويًا في نهضة ليبيا مجددا".

وحسب فحوى الرسالة، يبدو أن المسئولين الإماراتيين يحاولون إقناع الحكومة الأمريكية، أو الجيش، بالتدخل من أجل سلامة مصر، بالتزامن مع الدعم التركي لحكومة الوفاق.

الوجود الروسي
وفي المقابل، لم يشر العتيبي إلى الوجود الروسي أو الإماراتي الكثيف في ليبيا، وكلاهما الداعمين الأساسيين للجنرال الانقلابي وسبب اندلاع الحرب في ليبيا خليفة حفتر.
وزعمت الرسالة التي بعث بها العتيبي، من خلال العواد، أن تركيا "تتسبب في تصعيد الصراع في ليبيا وتحاول استفزاز مصر من أجل الدخول في الصراع من خلال نشر السفن البحرية قرب السواحل المصرية على البحر المتوسط".
وذيّلت العواد رسالة العتيبي إلى المسئولين الأمريكيين بالقول: "السفير والقيادة الإماراتية معنيون جدا بالتطورات المتعلقة بليبيا. وطلب السفير مني أن أشارك الرسائل أدناه مع كل من يتابع الأوضاع في ليبيا، وأحثكم على مشاركة هذه الرسالة مع الأعضاء المعنيين على الفور"، وتابعت: "لقد تطورت الأمور في ليبيا سريعا وهي مقلقة للغاية".

من جهتها نددت الحكومة الليبية، أكثر من مرة، بما قالت إنه دعم عسكري تقدمه كل من مصر والإمارات وفرنسا وروسيا لعدوان مليشيا حفتر على العاصمة طرابلس، الذي بدأ في 4 أبريل2019.

ومؤخرا، حقق الجيش الليبي انتصارات أبرزها تحرير كامل الحدود الإدارية لطرابلس، وترهونة، وكامل مدن الساحل الغربي، وقاعدة الوطية الجوية، وبلدات بالجبل الغربي، مما دعا بلدان داعمة لحفتر بينها الإمارات للتأكيد على أهمية الحل السياسي للأزمة.

توريد السلاح
من جهته أكد السفير التركي لدى فرنسا إسماعيل حقي موسى، أن الإمارات العربية المتحدة ومصر، تنتهكان يوميا، قرار الأمم المتحدة بشأن حظر توريد السلاح إلى ليبيا.
جاء ذلك في كلمة ألقاها موسى أمام لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في مجلس الشيوخ الفرنسي، وأوضح موسى أن بلاده متواجدة في ليبيا بدعوة رسمية من الحكومة الليبية الشرعية المعترف بها من الأمم المتحدة، مشيرا إلى أن انتهاكات مصر والإمارات تسهم في تعزيز قبضة الانقلابي خليفة حفتر في ليبيا.

وتابع قائلا: "لا أفهم لماذا تهتم أوروبا وفرنسا بحظر توريد السلاح عبر البحر فقط، في حين تتجاهلانه بريا وجويا، حيث يتعرض قرار الأمم المتحدة في هذا الشأن للانتهاك يوميا عبر الحدود المصرية البرية، وعبر الجو من خلال إرسال الإمارات طائرات إلى ليبيا".
كما أعرب عن بالغ أسفه جراء التصريحات الفرنسية الأخيرة، التي اتهمت تركيا بممارسة لعبة خطيرة في ليبيا، مشددا على أن الأطراف الداعمة لحفتر هي من تقوم بذلك.

ودعا موسى المسئولين الفرنسيين للتعليق على المقابر الجماعية التي تم العثور عليها في ليبيا مؤخرا، وإدانة هذه الجرائم، وأكد في ختام كلمته أن الحل السياسي هو السبيل الوحيد لحل الأزمة الليبية.

الحكومة الشرعية
والأسبوع الماضي، قالت وزارة الخارجية التركية، إن وصف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، دعمنا للحكومة الشرعية في ليبيا بـ"اللعبة الخطيرة"، لا يمكن تفسيره سوى بأنه "خسوف للعقل".

ونددت الحكومة الليبية، أكثر من مرة، بما قالت إنه دعم عسكري تقدمه كل من مصر والإمارات وفرنسا وروسيا لعدوان مليشيا الجنرال الإنقلابي، خليفة حفتر على العاصمة طرابلس، والذي بدأ في 4 أبريل 2019، وتراجعت مليشيا حفتر وخسرت كامل الحدود الإدارية لطرابلس وأغلب المدن والمناطق في المنطقة الغربية أمام الجيش الليبي.
ورصدت مواقع مختصة بحركة الطيران لأول مرة انطلاق طائرات شحن سورية وروسية إلى قاعدة الخادم التي تديرها الإمارات في ليبيا، ومن جانبه تحدث الموفد الأممي السابق غسان سلامة عما سماه نفاق أعضاء بمجلس الأمن ودعمهم هجوم اللواء المتقاعد خليفة حفتر على العاصمة طرابلس.

وقال الدبلوماسي اللبناني في مقابلة مع "مركز الحوار الإنساني" الأربعاء "لم أعد أملك أي دور، ففي اليوم الذي هاجم فيه طرابلس، حظي حفتر بدعم غالبيتهم أعضاء مجلس الأمن في حين كنا نتعرض للانتقاد في ليبيا لأننا لم نوقفه".
ومنذ تسميته رئيسا للبعثة الأممية في يونيو 2017، حاول سلامة تحقيق تقدم في المحادثات بين طرفي النزاع لإيجاد حل، لكنها تعثرت أكثر من مرة.
واستطرد المبعوث الأممي السابق بأن هذه المحادثات قوضها هجوم حفتر في أبريل 2019 على طرابلس قبل أيام من مؤتمر للحوار الوطني في غدامس، كانت تعد له الأمم المتحدة قبل ذلك بمدة طويلة بمساعدة "مركز الحوار الإنساني".

ورأى سلامة أن هجوم حفتر الذي أطلق بدعم عسكري من مصر والإمارات وروسيا وكذلك بدعم فرنسي تنفيه باريس "أدى إلى توقف عملية السلام التي عملنا عليها لمدة عام كامل". وأضاف "هنا تفهمون أن نفاق تلك الدول، في هذه المرحلة، وصل إلى مراحل تجعل من عملكم إشكاليا جدا".

وقال سلامة "إن دولا مهمة لم تكتف فقط بدعم حفتر، بل تواطأت عمدا ضد عقد المؤتمر الوطني" في غدامس وأضاف "لم يكونوا يريدون أن يعقد" المؤتمر. وتابع "أنا غاضب جدا" معتبرا أن النظام الدولي القائم حاليا "متضعضع تماما" خصوصا فيما يتصل "بالتدخل العسكري المباشر في نزاعات محلية"، وأعرب عن أسفه لأن "قادة دول مهمة لم يعد لديهم أي ضمير".

واستقال سلامة من منصبه في مارس الماضي قائلا إن صحته لم تعد تتحمل تلك الوتيرة من الإجهاد، ومؤكدا أنه سعى لعامين وأكثر إلى لم شمل الليبيين وكبح التدخل الخارجي وصون وحدة البلاد.