بعد انتقادات الحكومة الشرعية.. هل تراجع الإمارات أجندتها في اليمن؟

- ‎فيعربي ودولي

أحكمت قوات الشرعية اليمنية سيطرتها على مدينة عتق مركز محافظة شبوة وحمل متحدث باسم الحكومة اليمنية الشرعية القوات الإماراتية في بلحاف بشبوة المسؤولية عن تفجير الوضع في المحافظة .

وقال على العمراني السفير اليمني لدى الأردن إن خطر الإمارات على بلاده تجاز ما دعاه خطر إيران.

فلماذا وصل الحال بمسؤول يمني كي يعتبر الإمارات مصدرا للخطر على بلاده؟ وكيف يمكن تقييم سياسة الإمارات في اليمن سلبا وإيجابا منذ تدخلها هناك وحتى إعلانها تقليص قواتها؟

هل تراجع الإمارات أجندتها في اليمن؟ تساؤل طرحه الدبلوماسي اليمني على العمراني ورد عليه هو نفسه بالتشكيك في إمكانية حدوث هذه المراجعة.

تمزيق اليمن

وحسب تقرير بثته قناة "الجزيرة"، فإن أذرع الإمارات في اليمن وعلى رأسها المجلس الانتقالي مصرة كما يبدو على المضي في برنامجها الهادف إلى تمزيق وحدة اليمن وقد طالب المجلس الانتقالي الجنوبي الأمم المتحدة بتمثيله في أي مفاوضات أممية قادمة.

ويرى يمنيون أن وراء تحركاته المدعومة إماراتيا مطامع أبوظبي التي تبدت خلال السنوات الماضية في موانئ اليمن وثرواته الطبيعية.

عدن، أبين، شبوة محطات في أجندة ربما انكسرت في مركز محافظة شبوة شوكة خدام تلك الأجندة من اليمنيين فقد أكمل الجيش اليمني السيطرة على كامل مدينة عتق عاصمة المحافظة غير أن الإمارات التي اتهمتها حكومة اليمن الشرعية بمحاولة تفجير الوضع هناك ماضية فيما جاءت لأجله، إنه تفتيت اليمن وقبله المصالح الإستراتيجية التمدد والنفوذ.

وكلها اتضح لليمنيين الآن حكومة وشعبا بأنه ما اتخذ من المشاركة في تحالف دعم الشرعية إلا غطاءا له.

أطماع الإمارات

منذ المراحل الأولى لتدخلها على الأرض عام 2015 اتجهت القوات الإماراتية إلى السيطرة على الأماكن والمراكز السيادية والحيوية ومبكرا وضعت عينها على الثروات الطبيعية والموانئ والمنافذ البحرية والجزر تجدها تتمركز مثلا في عدن بحكم موقعها الجغرافي الاستراتيجي وتعطل تطوير مينائها.

وتجدها كذلك في ميناء بلحاف لتصدير الغاز المسال في محافظة شبوة، وتقيم فضلا عن ذلك قواعد عسكرية كما حدث في جزيرة ميون دون تنسيق مع الشرعية اليمنية كما تبلغ قواتها مناطق لم يصلها الحوثيون كمحافظتي سوقطرة والمهرة حيث الناس بحاجة إلى التنمية لا سواها.

ولترسيخ نفوذها وضمان ديمومته عمدت أبوظبي من جانبها إلى شراء الولاءات القبلية والسياسية وأنشأت من جهة ثانية كيانات مسلحة محلية وزعتها على مناطق فيها مصادر الطاقة كما وظفت الخلافات السياسية والمناطقية لبعضها واستثمرت في النزعة الانفصالية لفريق منها وعهدت إلى فريق آخر بسجونها السرية حيث ترتكب بشهادة منظمات حقوقية دولية كل صنوف الانتهاكات لحقوق الإنسان .

مطالبات بالرحيل

والآن فإن افتضاح تلك الأدوار هو ما أخرج أمثال هؤلاء في تعز للمطالبة بطرد الإمارات من التحالف ومغادرة قواتها أرضهم وهو ذاته ما تحصر له دبلوماسي يمني بارز فذهب إلى حد التحذير من أن خطر الإمارات على بلده يفوق ما يدعوه الخطر الإيراني.

"كل اليمنيين يدركون ذلك كما يضيف حتى أولئك الذي ربطتهم الإمارات بمصالح شخصية لشراء سكوتهم أو ولائهم"، كلمات قوية من السفير على العمراني يقولها في حسرة تترجم مزاجا يمنيا عاما هذه الأيام وهو تقدير موقف يجد ما يدعمه في السلوك الإماراتي في اليمن.

فقد سار بعيدا عن مهمة التحالف العسكري المفترض دعمه حكومة اليمن الشرعية في مواجهة المنقلبين عليها من الحوثيين إذ لم تكف أبوظبي من خلال أذرعها المحلية على محاولة تقويض سلطة الرئيس عبدربه منصور هادي وكذا إعاقة مؤسسات الدولة الشرعية من أداء مهامها حتى في المحافظات المستردة من الحوثيين.

والآن فإنها كما تتهم تقود من خلال أذرعها المحلية محاولات انقلابية وأعمال تمرد مسلحة في جنوب اليمن في مسعى لفصله عن شماله.

بقاء تلك المليشيات يفرغ الحديث عن مغادرة القوات الإماراتية المحتمل وإعادة تموضعها من محتواه فلا تبدو خطوة لصناعة السلام وإنما لتوليد الصراعات والإمعان في تمزيق اليمن.