تضارب التصريحات حول مفاوضات سد النهضة يفضح فشل الانقلاب

- ‎فيتقارير

أعلن وزير الري والموارد المائية السوداني، ياسر عباس، عن توافق مصر والسودان وإثيوبيا على أن يتم ملء سد النهضة في فترة زمنية تصل إلى سبع سنوات.

جاء هذا الإعلان في أعقاب اختتام اجتماعات مفاوضات سد النهضة في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، والذي عقد يومي 15 و16 نوفمبر الجاري، وحول الملء الأول والتشغيل الدائم للسد قال وزير الري السوداني، في بيان له، إن مداولات الاجتماع بين وفود الدول الثلاث أحرزت تقدمًا، وإن التفاوض شمل موضوع التشغيل الدائم لسد النهضة وتأثيراته على منظومة السدود في كل من السودان ومصر .

تجدر الإشارة إلى أن الاجتماع حضره ممثلون من الولايات المتحدة الأمريكية والبنك الدولي بصفة مراقبين، ومن المقرر أن تتواصل اجتماعات التفاوض لمداولة القضايا العالقة، والتي لم يتم التوافق عليها خلال الشهور القادمة.

مخطط صهيوني

وقال المهندس حيدر يوسف، الخبير في مجال المياه ومسئول قطاع النيل بوزارة الري السودانية: إن المفاوضات لم تحقق أي تقدم أو تطورات إيجابية على الإطلاق؛ لأن السودان لا يهتم كثيرا بمسألة ملء وتشغيل السد، ولكن ما يهمنا سلامة السد والدراسات التي كان يجب أن تنفذ قبل بداية السد؛ حتى نعلم حجم الأضرار التي ستقع على السودان.

وأضاف يوسف أن ما قيل على الفوائد بالنسبة للسودان غير صحيح، فحجز الطمي يفقد التربة في السودان خصوبتها، وتنظيم تصريف المياه وحجز الفيضان عن الانتشار في حرم الفيضان ليس له فائدة بل يمثل ضررًا للسودان.

وأوضح يوسف أن سد النهضة لن ينتج آلاف الميجاوات من الكهرباء؛ لأن كفاءة خزان السد تبلغ نسبتها 33%، ما يعني أن إنتاج السد من الكهرباء لن يزيد على ألفي ميجاوات من الكهرباء، وهذه ليست كافية لإثيوبيا حتى تصدر منها للسودان.

وأشار يوسف إلى أن موقف السودان من سنوات الملء والتشغيل لم يكن واضحا، وحتى الآن لم يحدد السودان الفترة المحددة للملء وطريقة التشغيل، كما أن إثيوبيا نفسها لن تستطيع الالتزام برقم محدد لتصريف المياه خلف الخزان؛ لأن المياه التي تأتي من هضبة إثيوبيا تعتمد على حجم الأمطار، وإثيوبيا ليس لديها مخزون.

وأكَّد أن مفاوضات سد النهضة لن تحقق أي نتائج إيجابية، وما يحدث هو شو إعلامي، وأن هناك مفاوضات للوصول إلى نتائج، مؤكدا أن سد النهضة أُنشئ خصيصًا ليحقق أجندات صهيونية بالسيطرة على مياه النيل الأزرق، ومن ثم على النيل كله بتواطؤ مصري، وهو ما يؤكد موقف مصر المتخاذل منذ بداية إنشاء السد.

إفقار مصر

بدوره رأى الدكتور محمد حافظ، أستاذ هندسة السدود بماليزيا، أن تصريحات وزير الري السوداني غير دقيقة، مضيفا أن المتحدث باسم وزارة الري بحكومة الانقلاب محمد السباعي، نفي التوصل لهذا الاتفاق، مضيفا أن الوزارة تقدمت لإثيوبيا باقتراحات تتضمن ملء السد على مراحل وليس سنوات، وعقب استيفاء كل مرحلة شروطها الهيدرولوجية ننتقل للمرحلة التالية، فيما أعلنت إثيوبيا عن موافقتها على فكرة المراحل، على أن تنتهي جميع المراحل خلال 3 سنوات.

وأضاف حافظ أن ملء خزان سد النهضة في فترة أقل من 10 سنوات يضر مصر، لأن ملء الخزان خلال 7 سنوات يعني خصم 15 مليار متر مكعب، ما يعني بوار 3 ملايين فدان، أما الملء في 3 سنوات يعني خصم 30% ما يعني بوار 5 ملايين فدان.

واستشهد حافظ بتصريحات كاسنجر، وزير الخارجية الأمريكي السابق، بأن مصر يجب أن تكون كالإسفنجة تعوم على الماء، ولا تقوم لها قائمة، وكون مصر جارة لدولة الاحتلال فلا بد أن يتم إفقارها وإضعافها؛ حتى لا تمثل أي تهديد للكيان في المستقبل القريب أو البعيد.