جريمة نيوزيلندا فضحت عنصرية “فرنسيس” و”ترامب” وإدانة باهتة ذكرت بمذبحة “رابعة”

- ‎فيتقارير

وصف “فرنسيس” بابا الفاتيكان الهجوم الإرهابي على مسجدين في نيوزيلندا والذي أفضى إلى مقتل 50 مسلما ومسلمة بأنه “عنف لا معنى له ” وليس عمل إرهابي، في حين وصف الرئيس الأمريكي “ترامب” الهجوم المنظم على الهوية الدينية بأنه “مجزرة شنيعة” وليس عملا إرهابيا، في الوقت الذي أعلن فيه المجرم منفذ العمل الإرهابي أنه متأثر بترامب.

ويكشف مراقبون أن تعليقات كل من ترامب وفرنسيس تعبر عن إدانة ولكنها باهتة تذكر ما حدث من إدانات مقتضبة من الغرب والشرق توحدت على عداوة المسلمين والترحيب بإراقة دمائهم.

مقدم البرامج شريف رمضان عبادي وضع بعض المطالبات لكي لا تصبح تلك الإدانات الباهتة، بلا لون أو طعم، وقال إنه إزاء مذبحة مسجد نيوزيلندا الجمعة 15 مارس، هناك خطوات يجب الاخذ بها الآن: أولا: يجب ان يعتذر ويتبرأ كل المسيحيين في العالم من هذا العمل الإجرامي، وإصدار بيانات ادانة من الكنائس في العالم كله، وثانيا يجب تنقيح التراث المسيحي الذى يدعوا الى الدم والارهاب، وتجديد الخطاب الديني المسيحي المتطرف ويفرض عليهم مادة الاخلاق التي تدعو إلى التعايش السلمى مع الاخرين.

كما دعا إلى حماية المساجد في العالم كله من وزارة الداخلية من البلد المضيفة.

 

إدانات “رابعة” الباهتة

وأصدرت حكومات غربية بيانات إدانة باهتة، وأعربت عن الحزن، متجنبةً وصف الأحداث التي شهدتها ميادين القاهرة في 14 أغسطس 2013، بالمجزرة بل كانت الإدانة موجهة لما اعتبروه “العنف” ضد المتظاهرين.

وأكد مراقبون أن إدانة البيت الأبيض والولايات المتحدة كانت لتعامل المتظاهرين السلميين وكأنهم متساوون مع حملة السالح القتلة من الشرطة والجيش فأدانت “لجوء قوات الأمن إلى العنف ضد المتظاهرين في مصر، وانتقد إعلان حالة الطوارئ في البلاد” ودعا مساعد المتحدث باسم البيت الأبيض جوش أرنست “الجيش المصري إلى التحلي “بضبط النفس”!

فيما لم تدن ألمانيا التي يشكل الحزب المسيحي فيها الحكومة المجزرة بل طالب وزير الخارجية جيدو فيسترفيله: “جميع الأطراف بالعودة بشكل شامل إلى عملية سياسية تضم كل القوى السياسية”.

واكتفت بريطانيا أو المملكة المتحدة بالتعبير عن “القلق العميق” كما ذكر الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية البريطانية في تصريح خاص ل”الجزيرة نت” وقال إن حكومة بلاده “تحث على الحوار من أجل التوصل إلى حل سلمي وليس المواجهة”!

أما فرنسا فاتخذت موقفا لا يخرج كثيرا عن الموقفين السابقين، وقالت إن “القوة ليست هي الحل، ودعت فرنسا جميع الأطراف من الأحزاب المصرية إلى رفض العنف والبدء في الحوار لجميع القوى السياسية المصرية لغرض إيجاد حل ديمقراطي لهذه الأزمة الخطيرة”.

واعتبر الفاتيكان أن ما يحدث في مصر عنف دامي ودعت للصلاة “من أجل السلام والحوار والمصالحة”.

أما وزيرة الخارجية الإيطالية إيما بونينو فاعتبرت أن تدخل الشرطة “لا يسهم في إيجاد تسوية” ودعت قوات الأمن إلى المزيد من “التحكم في النفس”.

وقالت الخارجية الروسية في بيان لها: “في هذه المرحلة الصعبة التي تشهدها مصر، ندعو جميع القوى السياسية في هذا البلد الصديق إلى التحلي بضبط النفس، بهدف تجنب تصعيد جديد للتوتر وسقوط ضحايا آخرين”، كما دعت كل الأطراف المصريين إلى الحوار.

السيسي والبابا

وترجم بابا الفاتيكان كرأس ديني للغرب، هذه الإدانات الباهتة والمواقف المميعة من قبل الغرب تجاه الاستبداد ودموية العسكر تجاه الديمقراطية والحرية، بزيارة لدعم السيسي سياسيا ولوجستيا في جرائمه، وزار بابا الفاتيكان القاهرة في أبريل 2017، وأعتبر رفعت فتحي، الأمين العام لمجلس كنائس مصر، أن زيارة بابا الفاتيكان، مكسبا سياسيا كبيرا للسيسي قبل أن تكون مكسبا دينيا.

وقال في تصريحات تلفزيونية إن هذه الزيارة لا يمكن وصفها بأنها زيارة كنيسة فقط ولكنها زيارة لدعم مصر، حيث جعلت مصر محط أنظار دول العالم، مشيرا إلى أنه لمس في كلمات بابا الفاتيكان محبة كبيرة لمصر، وحرصا على التأكيد على اعتزازه بمصر ومكانتها التاريخية.

دعم مذابح سوريا

ويبدو أن اغترار البعض ببياض ملابس البابا أنساهم أن اللون الأحمر هو المفضل لديه بعد أن دعم الفاتيكان بشار السفاح واعتبر المراقبون الزيارة بمثابة شكر له على إبادة المسلمين السوريين.

وأبرق بابا الفاتيكان لسفاح سوريا بشار الأسد برسالة حملها من السفير البابوي بدمشق الكاردينال ماريو زيناري، عبر فيها عن تعاطفه العميق مع سوريا في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها، مؤكدا إدانة الفاتيكان الصريحة لكل أشكال التطرف والإرهاب.

ودعا البابا في رسالته إلى تضافر جهود الجميع من أجل وضع حد للحرب في سوريا، وعودة السلام المنشود إلى ربوعها لتبقى كما كانت نموذجا للعيش المشترك بين مختلف الثقافات والأديان.

متى كنتم سياسيين؟!

مثل تلك المواقف للفاتيكان التي ترأس “البابا فرنسيس” قبل نحو عامين اجتماعا للاتحاد الأوروبي، كان سببا في تساؤل الرئيس التركي عن الدور السياسي للبابا وعودة الحروب الصليبية، وتعني من جانب ثان قيادة الكنيسة للمؤسسة الغربية والتعبير عن مواقفها الباهتة تجاه المسلمين وإراقة دمائهم.

تصريحات أردوغان جاءت في كلمة ألقاها خلال مشاركته في افتتاح عدد من المشاريع التنموية في إسطنبول في مايو 2017، وتساءل أردوغان: “لماذا اجتمعتم في الفاتيكان؟! ومنذ متى كان البابا عضواً في الاتحاد الأوروبي”؟

ولفت الرئيس التركي إلى أن “الاتحاد الأوروبي يرفض عضوية تركيا لكونها دولة مسلمة”، منتقدًا مواقف الأوروبيين تجاه تركيا، متهمًا إياهم بدعم الإرهابيين وتوفير الأسلحة للعناصر الإرهابية الناشطة في المنطقة.

وفي هذا الصدد، قال أردوغان: “عليهم ألّا ينسوا بأن من يدخل الجحر مع الأفعى لن يسلم من لدغها، فالأسلحة التي يعطونها للإرهابيين سيأتي يوم وتشهر في وجههم”.

ترحيب إقليمي

وفي 5 فبراير الماضي، أعتبر الشيخ علي القرة داغي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أن زيارة بابا الفاتيكان للإمارات تزكية للاستبداد، لاسيما وأن أبو ظبي، مُنخرطة في كبت الحريات ودعم الانقلابات وفي حرب عدوانية على إرادة الشعوب والحصار الظالم لدولة عربية مسلمة، هي زيارة قد تفسر بأنها تزكية لانتهاك حقوق الإنسان والاستبداد، بحسب داغي.

ولم تكن تلك الدعوى من جانب “داغي” فقط، فمن جانبها، طالبت منظمة “هيومن رايتس ووتش” فرنسيس بالاستفادة من زيارته إلى الإمارات للضغط على حكومتها، من أجل وقف الانتهاكات الحقوقية الجسيمة التي ترتكبها قواتها في اليمن، وإنهاء قمع المنتقدين في الداخل.

وأقام محمد بن زايد قداسا مسيحيا ضم 135 ألفا من مختلف الجنسيات، ودعا “فرنسيس” جموع المصلين في استاد مدينة زايد الرياضية، لأداء “صلاة أنا أعترف” ليكونوا أهلاً للاحتفال بالأسرار المقدسة، حسب وصفه.

ويعد هذا القداس من الأمور التاريخية، كونه الأول في شبه الجزيرة العربية، في أول زيارة لبابا الفاتيكان إلى العاصمة الإماراتية أبو ظبي.