“رافال السيسي” تتبخر بعد حظر أمريكا لمكونات الطائرة وفشل الصفقة الثانية

- ‎فيتقارير

كشف تقرير صحفي، وهم تصدير طائرات الرافال الفرنسية، بعد أن فشلت المفاوضات الفرنسية الأمريكية في الوصول لاتفاق، بشأن القيود الأمريكية التي تعوق صفقات أسلحة فرنسية، لوجود مكوّن أمريكي، رفضت واشنطن بيعها إلى دول بعينها، ما أعاق صفقة مقاتلات رافال إلى مصر، التي أهدر عليها السيسي مليارات الدولارات التي رفعت من معدل الديون الخارجية لمستويات غير مسبوقة.

وقال التقرير المنشور على صحيفة “لا تربيون” الفرنسية، إن واشنطن سحبت ترخيصها لمكونٍ أمريكي مُستخدَم في صناعة صواريخ كروز SCALP الفرنسية، الأمر الذي عرقل بيع المزيد من مقاتلات رافال لمصر، في صفقة تم تجميدها منذ فبراير الماضي.

ونقل التقرير عن وزيرة الجيوش الفرنسية فلورانس بارلي إنه بالفعل “نعتمد على اللوائح التنظيمية الأمريكية للتجارة الدولية للأسلحة؛ ونحن تحت رحمة الأمريكيين عندما يتعلق الأمر بمعداتنا”.

وقالت وزيرة الجيوش الفرنسية إنَّ فرنسا تفتقر للوسائل اللازمة كي تتمتع باستقلالية تامة عن الولايات المتحدة، كما أنَّ السلطات الفرنسية تبحث عن سبل لتعزيز استقلاليتها، وفي مقدمتها الاستثمار في البحث العلمي لإنتاج المكونات المحظورة محليا.

قيود أمريكية

وتوقفت صفقة رافال الثانية بسبب القيود الأمريكية في منتصف فبراير الماضي، حيث كشفت الصحيفة الفرنسية «مشاكل فى صفقة رافال إضافية لمصر، بسبب رفض الولايات المتحدة تصدير الأجزاء الخاصة بصاروخ الكروز SCALP EG لفرنسا لصالح الصفقة. وكان من المتوقع أن تضم الصفقة 12 مقاتلة للقوات الجوية المصرية، لكن الجانب الفرنسى عجز عن تسليم صواريخ كروز سكالب EG ستورم شادو» التي تصنعها شركة MBDA الأوروبية للجانب المصرى، بسبب المكون الأمريكي الموجود فى الصاروخ.

وقالت المصادر للصحيفة وقتها إن فرنسا وافقت على تصدير صواريخ الكروز SCALP EG ستورم شادو لمصر، ولكن الولايات المتحدة عرقلت الخطوة ما أدى إلى غضب مصري، وأضافت أن هناك إصرارًا مصريًا للحصول على صواريخ الكروز قبل إتمام الصفقة الإضافية التى لا تريد شركة «داسو» خسارتها.

لكن فرنسا قررت أن تصنع البديل محليا حتى لو بعد حين.

تحسين الموقف

وأعربت وزيرة الجيوش الفرنسية فلونرس بارلي، أمام لجنة الدفاع الوطني والقوات المسلحة في الجمعية الوطنية، عن أملها في تحسين الموقف مع القرار الأمريكي، «لكننا لا نستطيع جعل الولايات المتحدة إزالة اعتراضها على بيع صواريخ SCALP» وطبقاً لمضابط رسمية نُشِرَت تعود ليوم 4 يوليو، وكانت بارلي تجيب سؤالاً طرحه أحد أعضاء البرلمان عن الصفقة المُعرقَلة لبيع دفعة أخرى من مقاتلات الرافال لمصر.

وأضافت: «ما الحل إذاً؟ الحل أن يستثمر مُصَنِّع هذه الصواريخ -أي شركة MBDA- في البحث العلمي والتكنولوجيا ليكون قادراً على صنع مكون مشابه، الأمر الذي قد يُجنبنا اللوائح التنظيمية الأميركية للتجارة الدولية للأسلحة».

وتابعت: «نستطيع فعل ذلك في هذه الصفقة، لأنَّ المكون المطلوب يمكن صنعه في فترة معقولة من الزمن، حتى لو كان العميل -بطبيعة الحال- يراها فترة طويلة جداً».

وسعى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لإقناع نظيره الأمريكي دونالد ترمب بمنح فرنسا المكون اللازم للصواريخ كروز في أثناء زيارته الرسمية السابقة إلى واشنطن في أبريل، طبقاً لما قاله مصدرٌ من وزارة الدفاع الفرنسية، اشترط عدم الكشف عن هويته، وفقا لموقع “ديفنس نيوز” .

ويزعم المصدر نفسه أنَّ ترمب أوصى بأن يتحدث الخبراء الفرنسيون مع نظرائهم الأمريكيين لتدبُّر أمر هذا الترخيص، لكن هذا لم يحل المشكلة.

اعتراف فرنسي

وقالت وزيرة الجيوش الفرنسية فلورنس بارلي لأعضاء البرلمان إنَّ الولايات المتحدة هي زعيمة العالم في صادرات الأسلحة، إذ تتولَّى أكثر من ثلث المبيعات العسكرية الأجنبية. «هذا هو الوضع منذ أكثر من 70عاماً، ويبدو أنَّه سيبقى هكذا لبعض الوقت».

وأضافت أنَّ الدول الأوروبية عليها تقليل مشترياتها من أمريكا بعض الشيء للحد من هذه السيادة قليلاً.

وأضافت أنَّ الدول الأوروبية ستكون قادرة على إيجاد المعدات الأوروبية بفضل المبادرات التي بدأت لتطوير الدفاع الأوروبي.

وقالت إنَّ أوروبا قد تتفاوض ضمن إطار عمل «اللوائح التنظيمية للتجارة الدولية للأسلحة» لتصبح أقل اعتماداً على الولايات المتحدة وتعزز الاستقلالية والحيازة الأوروبية للأسلحة. وأضافت: «لكنَّنا نعي جيداً أنَّ الأمور لن تتغيَّر سريعاً».

وكشف التقرير أن الصفقة المصرية الثانية من طائرات الرافال مازالت معلقة، غير أن تقارير صحفية متواترة توقعت أن تتم الصفقة بعد حل مشكلة المكونات الأمريكية بمنتجات فرنسية بديلة، الأمر الذي يستغرق بعض الوقت، كما قالت الوزيرة الفرنسية.

وكان ﺍﻟﻔﺮﻳﻖ ﻣﺤﻤﺪ ﺃﺣﻤﺪ ﺯﻛﻲ ﻭﺯﻳﺮ الدفاع في نظام الانقلاب قد زار فرنسا مطلع يوليو/2018، وقالت صحف فرنسية إنه عبر عن رغبة مصر في شراء 30 طائرة استطلاع بلا طيارو ومروحيات Cougar، وهي مروحيات غير عسكرية، تفضلها شركات البترول لنقل موظفيها إلى الحقول النائية. كما عبر المسؤول المصري عن رغبة بلاده في شراء فرقاطتين، غير أن الجانبين اختلفا على السعر النهائي.