شاهد| الطرف الثالث.. سر الأزمة المشتعلة في العراق

- ‎فيعربي ودولي

قال الرئيس العراقي برهام صالح، خلال مكالمة هاتفية تلقاها من نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس، تضمنت إعراب واشنطن عن دعمها للعراق واستقراره: إن بلده حريص على أن تكون الحلول للأوضاع التي يمر بها استجابة للقرار الوطني العراقي، بعيدًا عن التدخلات الخارجية والعبث بأمنه .

إلى أي حد يمكن للعراق أن يهتدي إلى مخرج من أزمته بعيدا عن التدخلات الأجنبية في ضوء فحوى الاتصال الهاتفي بين الرئيس العراقي برهام صالح ونائب الرئيس الأمريكي مايك بنس؟ وهل في التطورات السياسية والميدانية المرتقبة في العراق ما سيسمح للرئيس العراقي بتحقيق ما يشدد عليه من ضرورة الإسراع في الخروج بالبلاد من مأزقها الحالي؟

العراق سيعالج أوضاعه المتأزمة في أسرع وقت ممكن بالاستجابة لقرار وطني بعيدا عن التدخلات الأجنبية، وبردع أي عبثٍ يستهدف أمنه، هذا ما أكده الرئيس العراقي برهام صالح في أثناء مكالمة تلقاها من نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس، قاسمه فيها التشديد على دعم واشنطن استقرار العراق، وعلى قناعتها بأنه على بغداد أن تتجنب التدخلات الخارجية في سعيها للبحث عن حل لأزمتها.

دعوة للتظاهرات

تبادل للرأي جاء على وقع دعوة لتظاهرات جديدة في العاصمة العراقية، وسط استنفار أمني وتحذيرات من الانزلاق للعنف، كما أعقب عقوبات أمريكية طالت شخصيات عراقية خلفت جدلًا في حيثياتها وفي تداعياتها المحتملة.

الطرف الثالث الحاضر الغائب في العراق منذ بداية الحراك الشعبي قبل شهرين، في نظر العراقيين لم يعد المفهوم يقتصر على هذه اليد الخفية التي تنفذ عمليات قنص وقتل بحق المتظاهرين، على غرار ما وقع الجمعة الماضية في ساحة الخلاني وجسر السنك هي أيضا يد أو أيادي التدخل الخارجي التي تحاول تفجير الوضع وعرقلة أي تسوية سياسية عراقية لا تتناسب مع مصالحها.

وقائمة الاتهامات هنا طويلة تبدأ بطهران ولا تنتهي بواشنطن، في هذا السياق تحديدا تأتي فيما يبدو تأكيدات الرئيس العراقي برهام صالح الأخيرة بضرورة أن ينبع حل الأزمة العراقية من القرار الوطني العراقي بعيدًا عن التدخلات الخارجية والعبث بأمنه، كما قال، وقد وجه كلامه هذا لنائب الرئيس الأمريكي مايك بنس الذي اتصل بها هاتفيًّا، وعبّر له بدوره عن دعم واشنطن لاستقرار العراق وإرادة شعبه في الإصلاح ونبذ العنف.

عقوبات أمريكية

كلام الرئيس العراقي يأتي بعد أيام قليلة من إعلان الخزانة الأمريكية عن عقوبات في حق 4 شخصيات عراقية، وهو ما قد يؤشر على أن بغداد نظرت بعين الريبة لتوقيت الإجراء الأمريكي رغم أنَّه ليس الأول من نوعه.

وفي سياق التحذير من التدخل الخارجي أيضا، تأتي دعوة برهام صالح إلى التسريع في اختيار رئيس الحكومة العراقية بعد أن تم الحسم في اتجاه اختيار حكومة مؤقتة، مهمتها التحضير لانتخابات برلمانية مبكرة .

فالحديث في كواليس المشاورات عن تمسك قوى سياسية مرتبطة بأطراف إقليمية، بضرورة أن يكون رئيس الوزراء القادم تابعا لها حتى ولو كان مؤقتا .

من هذا المنطلق يبدو المشهد العراقي بخصوصياته المعقدة أمام تحدّي تحصينِ نفسه من التدخل الخارجي، وهو مطلب الحراك الشعبي الذي فرض نفسه كفاعل سياسي، ودفع ثمن ذلك من دم ناشطيه، ونجح على الأرجح عبر استمراريته وسلميته في تفادي كل محاولات الأيادي الخفية العاملة على نزفه.