شاهد| بسبب مخلفات الدواجن.. الأسماك تهدد حياة المصريين

- ‎فيأخبار

كتب: يونس حمزاوي
لا تكاد تتوقف تحذيرات التقارير الدولية من خطورة تناول أسماك المزارع في مصر، والتي تؤكد أنها شديدة الخطورة على صحة الإنسان، الأمر الذي دفع عددًا من الدول إلى التوقف عن استيرادها من مصر.

وتُنتج مزارع الأسماك في مصر قرابة 1.1 مليون طن سنويا، من إجمالي إنتاج لا يتجاوز 1.7 مليون طن، فيما تأتي النسبة المتبقية من الصيد البحري.

ويدعم رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي هذه النوعية من المزارع، بل إن الحكومة افتتحت العام الماضي مزارع سمكية بالقرب من بورسعيد، وسط ترحيب وإشادة واسعة من جانب وسائل إعلام العسكر.

مخلفات الدواجن

ويلجأ أصحاب مزارع الأسماك إلى استخدام مخلفات الدواجن في عمليات التغذية، ما أصاب الأسماك بأمراض خطيرة على صحة الإنسان، أفضت إلى اتخاذ عدد من الدول مؤخرا قرارا بعدم استيراد هذه المادة من مصر.

وبحسب خبراء في هذا المجال، فإنه مع ارتفاع أسعار أعلاف الأسماك، لجأ أصحاب المزارع النيلية إلى بديل خطير، وهو مخلفات الدواجن التي يتم طحنها وتغذية الأسماك بها، ما أضر بسمعة هذا المنتج بعدما كشفت تقارير دولية عن أنه بات خطرا على صحة الإنسان.

بيزنس حرام

وكشف أحمد خليل، عضو شعبة الثروة الداجنة في غرفة القاهرة التجارية، في تصريحات صحفية، اليوم السبت 16 سبتمبر، عن أن شركات تجميع مخلفات الدواجن المتعاقدة مع محال الجزارة ومحال بيع اللحوم البيضاء، تتنافس للاستحواذ على السوق، في ظل تنامي الطلب على شراء تلك المخلفات من جانب مزارع الأسماك، التي تعتمد على تلك المخلفات بشكل أساسي في التغذية.

وأكد مصدر مسئول في شعبة الثروة الداجنة بغرفة القاهرة التجارية، أن الشعبة اتفقت مع شركتين تربطهما عقود مع هيئة النظافة التابعة لمحافظة القاهرة، لتجميع مخلفات المجازر المملوكة لأعضاء الشعبة.

وأشار المصدر إلى أن بعض الشركات تقوم بشراء مخلفات الدواجن من المزارع والمجازر بأسعار مرتفعة؛ لبيعها لمزارع الأسماك كبديل للأعلاف دون معالجة، رغم أن هذه المخلفات تحتوي على الهرمونات الضارة التي تتغذى الدواجن عليها، وبالتالي تُنقل للسمك وتسبب أمراضا فتاكة تصيب المصريين بالأورام الخبيثة.

دول تمتنع عن الاستيراد

والشهر الماضي، فرضت وزارة البيئة والمياه والزراعة السعودية، حظرا مؤقتا على استيراد الأسماك الحية من مصر، وبررت السعودية قرار الحظر بأنه اعتمادا على النشرة التحذيرية التي أصدرتها منظمة الأغذية والزراعة "فاو"، يوم 26 مايو الماضي، بتسجيل مرض (Tilapia Lake Virus) الذي يصيب الأسماك في مصر.

وجددت السودان، مؤخرا، حظر دخول الأسماك والخضراوات والفاكهة الطازجة والمجففة المستوردة من مصر، حيث أصدرت هيئة المواصفات والمقاييس السودانية، ضوابط جديدة منعت خلالها المستوردين والمصدرين والأفراد من إدخال بعض السلع للسودان.

فيروس فتاك

كما كشف موقع "فيس دوت أورج" البريطاني، مؤخرا عن انتشار فيروس جديد يصيب السمك البلطي في مصر، بعدما أصاب أسماكا من نفس النوع في الإكوادور وإسرائيل، وفقا لتقرير جديد من جامعة "ستيرلنج" البريطانية، والمؤسسة العالمية للأسماك.

واستشهد موقع "فيس دوت أورج" بنفوق أسماك المزارع بصورة متزايدة في أشهر الصيف، وتشير الدراسات الاستقصائية إلى أن 37% من المزارع السمكية قد تأثرت في عام 2015 بأثر اقتصادي محتمل قدره حوالي 100 مليون دولار، ورأى الموقع أن تحديد أسباب النفوق والوقاية منه له أهمية كبيرة في مصر، التي تعتمد على تربية الأحياء المائية المحلية في 60% من الأسماك المستهلكة، ويشكل البلطي 75% من هذا الإنتاج.

وأشار الموقع إلى أنه تم اختبار عينات الأنسجة من 7 مزارع تعاني من نفوق الأسماك خلال الصيف في معهد الاستزراع المائي بجامعة «ستيرلنج»، وأظهرت 3 عينات منها نتيجة إيجابية للإصابة بالفيروس.

فى سياق ذات صلة، عرض أحد إعلاميي الانقلاب، مقطع فيديو لمزارع سمكية في قرية بلانة بأسوان تتغذى على مياه الصرف الصحي.

وعقّب، خلال برنامجه "خط أحمر" عبر فضائية "العاصمة"، مؤخرا: "شايفين البلوة اللي إحنا فيها، ونسأل إحنا بيجلنا سرطان، وفشل كلوي"، متسائلا: "أين الحكومة؟ أين المسئولون؟".

ووفقا لموقع "only my health"، فإنه على الرغم من أن الأسماك صحية جدا جنبا إلى جنب مع كونها لذيذة، إلا أنه لا ينبغى أبدا أن تستهلك بعض السلالات السمكية لاحتوائها على مستويات عالية من الأحماض الدهنية أوميجا 6 ومستويات منخفضة جدا من الأحماض الدهنية أوميجا 3، وتمثل خطرا على صحة الإنسان، ومنها: (بلطي المزارع والسلمون والقرموط والمكاريل)، وهي الأنواع الأكثر انتشارا بين المصريين.