شاهد| تطورات المشهد المصري مع استمرار التظاهرات المطالبة برحيل السيسي

- ‎فيتقارير

استمرت تظاهرات في مصر أمس لليوم السابع على التوالي في القاهرة وأسيوط وأسوان والجيزة في عدة مناطق، كما خرجت مظاهرات الجمعة في مناطق متعددة لليوم السادس على التوالي تنديدا بتردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية وهدم المنازل، وخرجت المظاهرات في محافظة الجيزة والمنيا وقنا والقصر والفيوم ودمياط والإسماعيلية، وردد المتظاهرون هتافات تطالب برحيل السيسي.
وبحسب مصادر إعلامية وحقوقية فإن 3 متظاهرين قتلوا برصاص الأمن خلال تفريق مظاهرة ليلية في محافظة الجيزة غرب القاهرة.

في السياق طالبت 3 منظمات حقوقية وهي مؤسسة عدالة لحقوق الإنسان ومركز الشهاب لحقوق الإنسان ومنظمة السلام الدولية لحماية حقوق الإنسان سلطات الانقلاب باحترام حق التظاهر ووقف الاعتداء على المظاهرات السلمية، وقالت المنظمات الثلاث في بيان مشترك إنها رصدت 400 حالة اعتقال تعسفي لمواطنين بينهم أطفال وأوضحت أن الأجهزة الأمنية أطلقت الرصاص المطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع على بعض التجمعات السلمية.

وتصدر وسما جمعة الغضب 25 سبتمبر وارحل يا سيسي قائمة الأكثر تداولا على مواقع التواصل الاجتماعي في مصر. من جانبه دعا الأزهر الشريف الشعب المصري للوقوف ضد محاولات زعزعة الاستقرار في البلاد بالتزامن مع استمرار التظاهرات المطالبة برحيل السيسي، وكان لافتا تمزيق مواطنين صور السيسي وحرقها خلال تظاهرات احتجاجية في مدينة بني مزار بمحافظة المنيا كانت معلقة على واجهة أحد المباني ثم قاموا بدهسها بالأقدام.

وذكرت مصادر صحفية أن حزب مستقبل وطن الظهير السياسي لقائد الانقلاب دعا كوادره إلى حشد أنصارهم في القاهرة والمحافظات للنزول في مسيرات مؤيدة ونشرها عبر وسائل الإعلام المختلفة للتغطية على مشاهد المظاهرات والاحتجاجات التي تنشرها وسائل الإعلام المعارضة.

وقال الدكتور عصام عبدالشافي أستاذ العلوم السياسية ومدير المعهد المصري للدراسات، إن خروج تظاهرات رافضة لحكم عبدالفتاح السيسي تمثل خطوة شديدة الأهمية وتعطي العديد من الدلالات أولها القدرة على الاستمرار وهو أحد المؤشرات التي يجب أن يبنى عليها أي عملية تغيير أو سياسات تسعى إلى التغيير.

وأضاف أن الأمر الآخر شديد الأهمية هو خروج طبقات وفئات لم يكن في حسبان النظام السياسي أن تخرج دفاعا عن أرضها وعرضها وكرامتها، وهو ما يطلق عليها انتقاضة الهوامش أو الأطراف، وهي عادة تخرج بسبب الأنظمة المستبدة شديدة القوة والقهر ويكون أحد أهم أدوات التعامل معها ما يمكن أن نسميه سياسة شد الأطراف والتي تتمثل في القرى والنجوع والمناطق النائية التي لا يتمتع النظام فيها بسيطرة كاملة.

وأوضح أن اللافت للنظر في تظاهرات 20 سبتمبر العامية والتلقائية سواء في شعارات التي ترفعها أو التصريحات التي تصدر عن المتظاهرين، بالإضافة إلى مشاركة عدد كبير من الأطفال وهو ما يشير إلى غياب طابع التسييس بعد أن خرج المواطنون بأبنائهم وبناتهم ونسائهم للدفاع عن الأرض والعرض ممثلا في النزل الذي يسعى السيسي إلى هدمه فوق رؤوسهم. مشيرا إلى أن التظاهرات أظهرت غياب القوى السياسية الفاعلة ممثلة في الحركات والتيارات والأحزاب والجماعات والشخصيات السياسية البارزة التي هيمنت على المشهد خلال السنوات السبع الماضية تحت مسميات كثيرة منها قوى الثورة المصرية والقوة الرافضة للانقلاب.

ولفت إلى أن مشاركة فئات جديدة غير مسيسة في الحراك الثوري يعد أمرا في غاية الأهمية ففي 2011 كان الرهان على الحراك السياسي والشعبي على مايسمى الطبقة الوسطى في مصر التي تضم النخبة السياسية والفكرية والمثقفين وعددا كبيرا من شباب الجامعات الذي يتمتع بدرجة عالية من الوعي وأيضا عددا كبيرا من المسيسين سواء المحسوبين على منظمات المجتمع المدني تزايد عددها خلال السنوات الست الأخيرة منذ 2005 إلى 2011 او في جماعات الضغط التي تشكلت خلال هذه الفترة مثل حركة كفاية وغيرها أو التي أفرزتها مظاهرات واحتجاجات وإضرابات في عدد من المناطق الصناعية الكبرى مثل المحلة وغيرها، والآن نحن نتحدث عن شريحة مختلفة تماما وهي شريحة الطبقة الفقيرة والمعدمة في هذا الوطن والذين لايقلون عن 60% من السكان.

ونوه بأن خروج الطبقة الفقيرة يعنى أن الغضب لم يعد قاصرا على السياسيين وأن الغضب لم يعد قاصرا على المثقفين الواعين لسياسات وممارسات عبدالفتاح السيسي وأصبحت للتظاهرات تنطلق من قلب القرية المصرية والمصانع المصري التي يدركون أن وجود السيسي لا يهدد بقائهم ووجودهم ولكن ينتهك كرامتهم وحرياتهم، مشيرا إلى أن السيسي يتبع سياسات ممنهجة للإذلال والإفقار والقهر والقمع من جانب هذا النظام، من خلال تحريك أذرعه القضائية والقانونية لإصدار أحكام أكثر من نصف الشعب المصري حتى يصبح الشعب أسيرا له يحركه بأحكامه القضائية ولا يستطيع أن ينظر خلفه فيما يتعلق بجرائم هذا النظام.

وتابع: "لا ينبغي النظر إلى فترة الثورات بفترة الفوران أو الموجة الكبيرة كما حدث في 2011، لكن الثورات في امتداداتها تأخذ موجات مد وجذب تكتسب شرائح جديدة حتى يمكن الدخول في مرحلة من المراحل ويكون هذا التغيير جذريا ينال ويطال كل الطبقات والمكونات الاجتماعية داخل المجتمع. مستبعدا أن تكون التظاهرات التي خرجت في 20 سبتمبر موجة جديدة لثورة 25 يناير بسبب وجود فجوة كبيرة بين من قاموا بثورة 25 يناير وبين الطبقات الجديدة التي خرجت في الشارع المصري خلال هذه الأيام السبعة، كما أن هناك فجوة كبيرة بين القيادات والرموز التي حركت ثورة 25 يناير وبين من حركت تظاهرات 2020، كما أن الفئات التي خرجت ليست امتداد للفئات التي خرجت في 2011 وبالتالي نحن أمام انتفاضة القرى.
وأوضح أنه عندما تشتبك هذه الفئات بشكل قوي وفاعل مع الكيانات والقيادات والرموز والمكونات السياسية المختلفة التي كانت لها دور حاسم في ثورة 2011، مضيفا أن الزعم بأن انضمام هذه الكيانات إلى لتظاهرات يضر بالمشهد غير صحيح، مضيفا أن استمرار الحراك مرتبط بجمهور الحراك والمشاركين فيه.