شاهد| مستقبل الشرعية في اليمن.. بين انقلاب الإمارات وغموض السعودية

- ‎فيعربي ودولي

طالبت الحكومة اليمنية الرئيس عبدربه منصور هادي وقف مشاركة الإمارات في التحالف وتحدث مسؤولون عن إجراءات لإحالة انتهاكات الإمارات إلى الهيئات الدولية ولضمان وقف دعمها للتمرد المسلح في عدن أبين واشترطوا لبدء أي حوار انسحاب قوات المجلس الانتقالي من المواقع التي سيطرت عليها.

قناة “الجزيرة” ناقشت، عبر تقرير لها، مدى فعالية التحركات التي تعتزم الحكومة اليمنية الشرعية اتخاذها لكشف انتهاكات الإمارات في اليمن ولوقف دعمها المجلس الانتقالي، ولماذا لم تتحرك السعودية لمواجهة انقلاب المجلس الانتقالي على الشرعية واكتفت بالدعوة إلى التهدئة والحوار؟

 أي مستقبل ينتظر اليمن؟ من استدعتهم حكومتها بقيادة الرئيس عبدربه منصور هادي لدعم شرعيتها دعموا انقلابا عليها في عدن جنوبي البلاد، وقد حمل مسئولو هذه الحكومة الإمارات مسئولية هذا الانقلاب الذي نفذه المجلس الانتقالي الجنوبي .

وقالت الخارجية اليمنية إن الحكومة بصدد التحرك طبقا للقانون الدولي لضمان إيقاف الدعم الإماراتي للمجلس الانتقالي ويتطلع المسئولون اليمنيون إلى دعم السعودية لخطتهم لإنهاء التمرد، غير أن السعودية تتحرك واقعيا كما يبدو للكثيرين للتغطية على ممارسات الإمارات ومن تدعمهم وقد استقبلت عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي في مسعى لاحتواء الأزمة.

وحل رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي الانفصالي عيدروس الزبيدي ضيفا على جدة؛ حيث استجاب بعد تأجيل لدعوة الرياض باعتباره وفق المعلن طرفا حاله كحال الحكومة الشرعية في النزاع الأخير.

انقلاب ميليشيا مدعومة من الإمارات التي يفترض أنها شريك في تحالف دعم الشرعية تسميه السعودية نزاعا بين طرفين، فهل سيكون اجتماع جدة للاستهلاك الإعلامي أم لإبقاء مبرر التدخل العسكري في اليمن قائما إلى حين؟ أم لتبرير تصرفات الحليف الإماراتي وإعطائه صبغة شرعية للمنقلبين الجدد ضمن صيغة عنوانها تعطيل حكومة هادي أم كل هذه الاحتمالات مجتمعة؟.

قبل وصول الزبيدي بساعات إلى السعودية كانت قواته تتمدد من عدن إلى أبين لتفرض أمرا واقعا جديدا في إطار ما اعتبر مخططا لتمزيق وحدة اليمن، سيطرت قوات المجلس الانتقالي على كل مقار وقواعد الحكومة اليمنية في عدن واحتلت معسكرات الشرطة العسكرية وقوات الأمن الخاصة والجيش في محافظة أبين مسقط رأس الرئيس هادي .

وفي شبوة تتحدث مصادر يمنية عن مفاوضات لتسليم مؤسسات الدولة إلى المجلس الانتقالي والنخبة الشبوانية المدعومة إماراتيا ، أي إنجاز سيتحقق بعد محادثات ترعاها السعودية التي تسوي بين الشرعية والانقلابيين؟، من سيتحاور مع من؟ الحكومة الشرعية تشترط لقبول أي مفاوضات الانسحاب الكامل لقوات المجلس الانتقالي من المناطق التي احتلتها منذ العاشر من الشهر الجاري وتؤكد الشرعية استنادا لبيان الخارجية اليمنية أنها بصدد التحرك لاتخاذ الإجراءات اللازمة وفقا لما يخوله القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة لضمان إيقاف الدعم الذي مكن التمرد المسلح في عدن.

يجب وقف الدعم الإماراتي للمخطط التمزيقي، قالها صراحة المندوب اليمني في مجلس الأمن، ورد عليه نائب مندوبة الإمارات في المجلس بأنه من غير اللائق أن تعلق الحكومة اليمنية شماعة فشلها السياسي والإداري على دولة الإمارات.

فهل فشلت الحكومة أم جعلوها تفشل وقوضوا سلطتها ونفوذها بقوة السلاح خارج القانون؟، وفق ما أكدت تقارير دولية في نهاية اجتماعها الاستثنائي في الرياض ثمنت الحكومة جهود السعودية ودعتها إلى دعم جهود الشرعية من أجل إنهاء التمرد فهل سيكون الاجتماع المقبل بنفس الوجوه؟ وأي جهود بالضبط وأي دعم؟، ألم تكن الرياض تتابع عن قرب ما تفعله الإمارات منذ بدأت تغدق المال والعتاد على قوات غير نظامية أشرفت على تأسيسها وتدريبها؟.

لم يكن انقلاب عدن مفاجئا، بل سبقته مقدمات جلية تقول إن أبوظبي ماضية في مشروع تفكيك اليمن، فهل تراجعت السعودية عن مطلبها الذي أعلنته سابقا بضرورة انسحاب قوات الحزام الأمني من مواقعها أم حضر الزبيدي إلى جده ومعه رفضه التراجع قيد أنملة عن أي نقطة فيها سلاح قواته؟ جاء ليسمع أم ليُسمع ويعود بما تأتي له من إنجازات سياسية هذه المرة؟.

لم تستبعد بعض التقارير احتمال إشراك أعضاء من المجلس الانتقالي في حكومة جديدة معدلة بناء على نتائج الصفقات الأخيرة ومن ذلك تعيين نائب للرئيس هادي ونقل كل الصلاحيات إليه ليصبح الرجل كما أرادت الرياض أن يكون مجرد شخصية رمزية مقيدة .

الشرعية اليمنية بثلاثة انقلابات صنعاء وعدن والتحالف.. ماذا بعد؟