مناسك التطبيع.. عندما تهرول الرياض بين واشنطن وتل أبيب

- ‎فيعربي ودولي

هرولة التطبيع السعودي مع الصهاينة كشفها خبر من العيار الثقيل، كشفت عنه صحيفة "ميكور ريشون" الصهيونية، يوم الأحد الماضي، يتمثل في زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الأسبوع الماضي، لكيان العدو الصهيوني سرا، حيث التقى رئيس وزراء العدو الصهيوني بنيامين نتنياهو.

وقبل ذلك، نشرت وزيرة خارجية كيان الاحتلال السابقة، تسيبي ليفني، عبر حسابها الرسمي على موقع تويتر، صورة تجمعها مع الأمير "تركي الفيصل"، رئيس الاستخبارات السعودية الأسبق، خلال تواجدهما معا في المنتدى الاقتصادي العالمي المنعقد في مدينة دافوس بسويسرا.

صورة وكام ذكرى!

الصورة التي تشاركت فيها «ليفني» «والفيصل» تأتي الابتسامة في ملمح جديد من ملامح التطبيع غير الرسمي بين السعودية وكيان العدو الصهيوني، والتي لم تكن تمر مرور الكرام في سنوات ماضية؛ عندما كانت لجان مقاومة التطبيع ناشطة في المنطقة العربية.

وقالت «ليفني»، معلقة على الصورة: «في دافوس مع الأمير السعودي تركي الفيصل، بعد مناقشة عملية السلام وقضايا المنطقة مع وزير الخارجية الأردني، ورئيس صندوق الاستثمار الفلسطيني».

التطبيع حلال؟

ورغم الموقف السعودي الرسمي الذي لا يعلن عن أي تواصل مع الجانب الصهيوني، لكن على الصعيد غير الرسمي شهدت السنوات الأخيرة لقاءات بين مسئولين سعوديين وصهاينة سابقين؛ وصلت إلى حد زيارة «كيان العدو»، وهي أمور لم تكن معهودة في الماضي.

وتعد تحركات وتصريحات الأمير «تركي الفيصل»، و«أنور عشقي»، مستشار مجلس الوزراء السعودي الأسبق، الأبرز في هذا الاتجاه.

فقد أجرى الأمير «تركي الفيصل» مناظره مع الجنرال «يعقوب أميدرور»، مستشار الأمن القومي السابق لحكومة «بنيامين نتنياهو»، نظمها معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، بحسب شبكة «سي إن إن» الإخبارية الأمريكية.

وقال الأمير السعودي: «إسرائيل لديها سلام مع العالم العربي، وأعتقد أن بإمكاننا مجابهة أي مشكلة، ومبادرة السلام العربية المقدمة من السعودية في العام 2002، من وجهة نظري تقدم أفضل معادلة لتأسيس السلام بين إسرائيل والعالم العربي».

وتابع: «أقول دائما للمشاهدين اليهود، إنه وبالعقول العربية والمال اليهودي يمكننا المضي قدما بصورة جيدة، وفكروا فيما يمكن تحقيقه في المواضيع العلمية والتكنولوجيا والمسائل الإنسانية والعديد من الأمور الأخرى التي بحاجة إلى النظر إليها».

دعوات وتحركات «الفيصل» المروجة لاتفاقية السلام العربية، والداعية إلى السلام بين «إسرائيل» والعرب، يشاركه فيها أيضا بقوة «أنور عشقي».

غرام عشقي

لكن المعطيات تقول إن «عشقي» تفوق على سابقه؛ إذ أجرى زيارة إلى «إسرائيل» بصحبة وفد من رجال الأعمال والأكاديميين السعوديين، بحسب ما أعلنت عنه وزارة خارجية العدو الصهيوني، وهي الزيارة التي وصفت بأنها «غير مسبوقة»، وربما تسجل باسم الرجل في موسوعة «جينيس» للأرقام القياسية.

وقال المتحدث باسم خارجية العدو الصهيوني، آنذاك، إن «عشقي» التقى «دوري غولد»، المسئول في وزارة الخارجية في فندق الملك داود بالقدس، و«يوآف موردخاي» القائد العسكري المسئول عن العمليات في الضفة الغربية وغزة، وأعضاء في الكنيست عن أحزاب المعارضة.

وقالت صحيفة «هآريتس» العبرية، في حينها، إن زيارة «عشقي» إلى «إسرائيل»، رغم كونها غير رسمية، ما كانت لتتم على الأرجح لو لم تكن هناك موافقة عليها من قبل الحكومة السعودية.

وكانت تقارير وتسريبات سابقة قد تحدثت عن محادثات سرية بين «إسرائيل» وعدد من الدول العربية، التي ترى في «إسرائيل» حليفا محتملا في مواجهة الخطر الذي تمثله إيران والأطراف المتحالفة معها في المنطقة.