من الصواريخ البلاستيكية إلى الاحتباس الحراري.. “طبيب الفلاسفة” إلى أين؟

- ‎فيتقارير

كان قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي، المتحدث في جلسة تحديات الأمن العالمي والمناخ، إحدى جلسات قمة مجموعة السبع في فرنسا، بوصفه الطبيب الفيلسوف الذي يتلهف قادة العالم للاستفادة من حكمته، تماما كما فعلها سابقاً بالسعودية وآثار سخريةَ مواقع التواصل الاجتماعي بعد أن أخطأ في نطق اسم “الصواريخ الباليستية”.

ومثل لعبة فانوس رمضان المصنوعة في الصين، انطلق السفيه السيسي يتحدث عن ما أسماه “ظاهرة خطيرة تهدد العالم”، مشيرا إلى أن قضايا البيئة وتحدياتها تحتل حيزا كبيرا من اهتماماته اليومية!

سفرجي مؤتمرات

وحشر السفيه السيسي أنفه خلال جلسة المناخ والتنوع البيولوجي والمحيطات، وقال إن “تغير المناخ يعتبر من أخطر تلك القضايا، لما يمثله من تهديد مباشر لنا جميعا، يحتم علينا رفع مستوى طموحاتنا وتعهداتنا في التصدي له، مع التنفيذ الأمين لالتزاماتنا الحالية”.

لم يبد أيا من الحاضرين حماسته لكلام السفيه السيسي، لأنهم يعلمون لماذا أتوا به وأن دوره لا يتعدي التطبيل لهم، أو أنه خادم أو مجرد سفرجي على موائد القمة، وذلك لأن السفيه أضحك العالم في خطاب سابق له بالقمة العربية الـ29، بمدينة الظهران السعودية، عندما قال إن :”مصر لن تقبل أن يتم ضرب الأراضي السعودية بصواريخ يمنية بلاستيكية”، والصحيح البالستية.

وسجّل السفيه السيسي، براءة اختراع من خلال تصريح سابق أضيف إلى ترسانة تصريحاته وتعظيماته لذاته، حيث صرّح بأنه طبيب، وبأن زعماء العالم وكبار فلاسفته قالوا للناس اسمعوا كلامه لأنه يعرف الحقيقة ويراها.

وجاء اختراع السفيه السيسي في ألمانيا، حيث قال :”ربنا خلقني طبيب أوصف الحالة، هو خلقني كده، أبقى عارف الحقيقة وأشوفها، ودي نعمة من ربنا، اسمعوها مني، وزعماء كل الدنيا خبراء المخابرات والسياسيين والإعلاميين، وكبار الفلاسفة، لو حبيتوا قالوا للناس اسمعوا كلام الراجل ده”.

احذروا الإسلام

ولا يفوت السفيه السيسي مؤتمراً تعقده الدول الداعمة للانقلاب إلا ويتناول المايكروفون ليحذرهم من الإسلام ويشيطن المسلمين، وفق حملته التحريضية الممنهجة على الإسلاميين، ملصقا بهم وبدور عبادتهم اتهامات الإرهاب والتطرف، ومحذرا دول أوروبا والعالم من خطر محتمل يأتي من الخطاب الديني داخل المساجد، داعيا قادة أوروبا لمراقبتها.

حدث ذلك خلال مشاركته بمؤتمر ميونخ للأمن، عندما دعا الأوروبيين إلى مراقبة المساجد ودور العبادة، حاثا إياهم على إصلاح الخطاب الديني، وقال إنه داوم في لقاءاته مع المسئولين الأوروبيين أو من أي دولة أخرى على حثهم على الانتباه لما ينشر في دور العبادة.

وشدد السفيه السيسي على ضرورة “تضييق الخناق على الجماعات والتنظيمات التي تمارس الإرهاب، أو الدول التي ترى في غض الطرف عنه -بل وفي حالات فجة تقوم بدعمه- وسيلة لتحقيق أهداف سياسية ومطامع إقليمية”.

وزعم السيسي أن “30 مليون مصري نزلوا إلى الشارع رفضا للحكم الديني المبني على التطرف والتشدد، الذي سيؤدي إلى حرب أهلية”، مطالبا رؤساء دول وحكومات حضروا المؤتمر، إلى تعزيز التعاون التنموي لمكافحة الإرهاب.