كتب– عبد الله سلامة
أثار دعم حكام الإمارات لمحاولة التمرد التي شهدتها مدينة عدن اليمنية بقيادة قائد حراسة مطار عدن الدولي، ضد القوات التابعة للرئيس عبدربه منصور هادي، العديد من علامات الاستفهام حول الهدف من هذه الخطوة، ومدى تأثيرها على العلاقة بين الإمارات والسعودية في ظل قيادة الأخيرة لتحالف عربي داعم للحكومة الشرعية باليمن.
ودفع الدعم الإماراتي للمتمردين ائتلاف القيادة العامة للمقاومة الجنوبية في اليمن، إلى مطالبة محمد بن زايد بمحاسبة الضباط الإماراتيين الذين يخدمون جهات تسعى إلى زعزعة الأمن والاستقرار وتقويض السلطة الشرعية، فيما وصف عضو مجلس النواب اليمني شوقي القاضي دعم التمرد في عدن بـ"الأفعال الخطيرة" التي لا تخدم مشروع تحرير اليمن وإعادته إلى حضن الشرعية.
وقال القاضي: إن وحدة المشروع اليمني المنبثق عن مؤتمر الحوار الوطني والدولة الاتحادية في اليمن هي الحامي الخلفي لبوابات الخليج العربي، مؤكدا ضرورة عدم وجود أجندة سوى المعلنة من قبل التحالف العربي في اليمن، والتي تتقاطع مع أهداف الدولة اليمنية التي جرى الانقلاب عليها.
وعن الموقف السعودي من الإجراءات الإماراتية في عدن ودعم التمرد هناك، قال القاضي: إن "الموقف يحتمل إما وجود تباين في السياسات والأجندات بين السعودية والإمارات، أو أن هناك تبادلا للأدوار يجري بين الدولتين الخليجيتين، في ضوء الفوبيا التي يعيشها الخليج العربي من الحركات الإسلامية المنخرطة ضمن المقاومة الشعبية في اليمن، رغم الضمانات التي تلقتها تلك الدول على الصعيد السياسي والميداني من الإسلاميين".
وكانت مصادر يمنية مطلعة قد كشفت عن قيام القوات الإماراتية المتواجدة في عدن بمساندة تمرد القيادي في المقاومة الجنوبية، المقدم صالح العميري، المعروف بـ"أبو قحطان" عبر قصفها نقطة تابعة للحرس الرئاسي التابع للرئيس عبدربه منصور هادي، في محيط مطار عدن، بعد إحكامها الحصار على ميلشيا العميري داخل المطار.
وأضافت المصادر أن تدخل الإمارات المباشر في أزمة المطار دفع الرئيس هادي لإرسال مبعوثين إلى "أبوظبي" وهما "مدير مكتبه عبدالله العليمي، ونجله ناصر عبدربه، قائد قوات الحرس الرئاسي، مساء أمس الأحد، بعد بيان أصدره ائتلاف المقاومة الجنوبية، يحذر ولي عهدها محمد بن زايد من تداعيات التدخل المستمر لضباط إماراتيين في شئون عدن، مشيرا إلى أن الهدف من وراء إيفاد هؤلاء المبعوثين هو مخاطبة جهة الاختصاص المباشرة، وعزل وكلائها المحليين، والتوصل إلى تفاهمات مع "محمد بن زايد" للخروج من هذا المنحدر بأقل التكاليف، لا سيما بعد مشاركة قواته الجوية في دعم التمرد على قراره الأخير.