علق الدكتور وصفي أبو زيد، المتخصص في فقة المقاصد، على مسألة إسقاط "شيخ الأزهر" لعضوية الإمام العلامة الدكتور يوسف القرضاوي من مجلس الدعوة والإغاثة، قائلاً:" إذا كان خلط الدعوة بالسياسة لا يصح في نظرك ويوجب إسقاط عضوية من يخلط الدعوة بالسياسة فلماذا أفردت مشيخة الأزهر ردودا واسعة على الكاتب العلماني المعروف أحمد عبد المعطي حجازي، في أقواله بفصل الدين عن السياسة؟!.
وكتب، خلال تدوينة له عبر صفحته على موقع "فيس بوك":" لا تحسب يا شيخ الأزهر أننا سننسى تاريخك المتسق مع ذاته، والمتماهي مع سياسة العسكر في مصر، والمتلاقي مع سياسات دولة الإمارات التي أعلنت الحرب على الإسلام في العالم، والتي كرمتك مرتين فجعلتك شخصية العام الإسلامية دون أن تكون أهلا لها حسب شروط استحقاق الجائزة".
وتابع قائلاً:" لا تظن أننا سننسى أن من أسقطت عضويته من مجلسك، وأخرجته من جنتك، هو الذي استقدمك من مصر إلى كلية الشريعة في دولة قطر لتعمل تحت عمادته فيها أستاذا هناك، فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان يا شيخ الإسلام؟!!".
واستطرد أبو زيد قائلا :" لا تهاجسك نفسك أننا سننسى يوم توليت الإفتاء في مصر، وصرحت للشيخ نفسه أنك أول ما صحبت من كتب هو كتابه: "فتاوى معاصرة" بأجزائه الثلاثة في ذلك الوقت، ولعلك لا تنسى أيضا أنك حين كنت مفتيا – ذلك المنصب الذي تركته كما أتيته – كنت ترجع لقسم الفتوى في موقع إسلام أونلاين تسأل العاملين في القسم عن رأي الشيخ في أي مسألة تعرض لك، وتريد أن تفتي فيها.". وتساءل: هل أصبح الشيخ الإمام الآن أهلا لإبعاده من جنتك، وإسقاطه من عضوية مجلسك؟!.
وقال: إن شيخنا الإمام لا يشرفه أن يجلس بجوار أمثالك، ولا يكون في مؤسسة أنت فيها، لا سيما بعد أن أحسن النية بك بعد الثورة، وطوى صفحة الماضي، وظن أنك سَتُري الله من نفسك خيرا، ولكنك كنت حقيقا بقول الله تعالى: "وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ". [الأنعام:28].
واختتم أبوزيد تدوينته قائلاً:" سيبقى الشيخ القرضاوي مرفوع الهامة، عالي القامة، موفور الكرامة، شامخ التاريخ، عزيزا أبيًّا قويًّا، يستمد قوته من رسالته التي آمن بها، ومن مبادئها التي لم يتنكبها، ومن الحق الذي يحمله ويدافع عنه، ويدعو الله دائما أن يلقاه شهيدا عليه، ولن يزيده حصاركم له إلا انتشارا، ولن تفت سياساتكم البائسة في عضده، فهو يزداد تألقا وحضورا وقوة وعزة، وأنتم تزدادون صغارًا ووضاعة، ومكانكم الحقيقي إلى حيث ألقت رحلَها أمُّ قشعمِ".