“هو ده المطلوب”، عبارة ربما يرددها جنرالات الانقلاب الآن بسعادة بالغة، تحت صدمات وضربات قرارات السفيه قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي السياسية والاقتصاية، يفقد البعض أنفاسهم وشيئًا من وعيهم الثوري، وتختنق الغالبية بالفقر والغلاء والقمع والقتل والإعدام والاعتقال والتعذيب والفساد، فيما يبدو أن شيطانًا من جهنم أكبر من قدرات لواء الترامادول عباس كامل العقلية، يخطط لهذا الانهيار الرهيب لأعمدة الدولة المصرية، حتى وصل الأمر إلى بيع الوطن بالجزيرة جملة مرة، وبالقطعة في سيناء مرة أخرى، والتنازل عن ثروات مصر من الغاز للصهاينة وإعادة شرائها منهم مرة أخرى.
وبحزمة من القرارات التدميرية ومواصلة مارثون الغلاء والقمع والإعدامات، تعمل سلطات الانقلاب عكس القاعدة التي تقول إن من مصلحة الديكتاتور أن يُغذي رعيته بجرعات من الأمل، وإلا ضاقت بهم وانفجروا، وكما قال الشاعر “ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل”، إلا أن جنرالات 30 يونيو لهم وجهة نظر أخرى؛ فالنظام لا يقلقه حالة اليأس التي يعيشها الشعب، طالما تعيش عكسها النخبة الفاسدة!.
وفي حين يدعو السفيه السيسي دول العالم إلى العمل والأمل، فإن مصر على يديه أصبحت تعج بملايين العاطلين والمحبطين، وفقا للإحصائيات الدولية والمحلية، كما شهدت البلاد في العامين الأخيرين موجة غير مسبوقة من الانتحار بين فئة الشباب بسبب اليأس من الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، كما يقبع في السجون ما يزيد على 60 ألف معتقل معظمهم من الشباب.

جون السيسي!
ولعل من الأسباب التي دفعت المصريين لليأس من إزاحة هذا الانقلاب هو الـ”الجون” الحقيقي الذي يحاول السفيه السيسي ورعاة الانقلاب، شرقًا وغربًا، إحرازه قبل نهاية مباراة العسكر.
تقول الكاتبة السياسية الدكتورة “مي عزام”: “مافيش فايدة.. أخطر جملة يمكن أن نروجها الآن، فالنظام لا يقلقه حالة اليأس التي يعيشها الشعب ولكن يقلقه بذرة الأمل؛ لأن معناه أن لديه إرادة على الفعل.. دائما الفائدة فيك.. لا تراهن على من لا سلطة لك عليه”.
ويقول الناشط إسلام حلمي: “الحمد لله الشعب واعٍ أكثر من النخبة وهذا ما يرعبهم، حتى إنهم بدءوا بحبس وتشهير خدامهم في الإعلام لكي يجعلوا الشعب ينصرف عن غاز الصهاينة والانتخابات الهزلية”.
ويقول الناشط طاهر الحاتي: “ليس لدى العبيد إرادة أو عزم، ومن ثم فإنهم لا يعرفون ما هو الأمل، هذا هو وضعهم الطبيعى على مدار التاريخ، قيد فى القلب وأغلال فى الدماغ، قد يتحركون قليلا حول أنفسهم، الأمل يزرعه الأحرار، أما العبيد فيتمتعون بالقيود والأغلال”.

انتحار وبطالة
وكشفت التنسيقية المصرية للحقوق والحريات- في تقرير سابق لها- عن وقوع 157 حالة وفاة جراء الانتحار في مصر مؤخرا، معظمها لشباب بين 18 و35 عاما، بخلاف الكثير من الحالات التي تم إنقاذها، حيث تستقبل مستشفى “قصر العيني”، وحدها، يوميا ما بين خمس إلى ست محاولات انتحار ويتم إنقاذها.
ويقول مدرس الطب النفسي بجامعة الزقازيق “أحمد عبد الله”، في تصريحات صحفية، إن كل أسباب الانتحار موجودة في مصر، بداية من التلوث، مرورًا بالضوائق الاقتصادية، وصولا إلى القمع وكبت الحريات، مشيرا إلى أن الإحباط الشديد عند الشباب زاد في الفترة الأخيرة؛ بسبب ركود الاقتصاد وتعثر الحياة السياسية وغموض المستقبل وصعوبة الزواج، فضلا عن المشاكل الأسرية والخواء الثقافي والديني.
أما البطالة فتشهد هي الأخرى تزايدًا في معدلاتها بشكل كبير بمصر في سنوات الانقلاب الأخيرة؛ بسبب الاضطرابات السياسية والأمنية، وفي الوقت الذي يؤكد البنك الدولي أن معدل البطالة في مصر تجاوز مستوى 25% العام الماضي، تصر حكومة الانقلاب على أن نسبته تبلغ 13% فقط.
وطالب البنك في تقرير سابق له، حكومة الانقلاب باستغلال المساعدات المالية الخليجية لتوفير فرص عمل للشباب، ودعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة، أو على الأقل إعادة فتح آلاف المصانع التي أغلقت أبوابها منذ انقلاب 3 يوليو 2013.