صهين نفسك.. هل تستبدل مصر للطيران الصحف الإسرائيلية بالمصرية؟!

- ‎فيأخبار

لا تندهش عزيزي القارئ من العنوان أعلاه، فقائد الانقلاب السفيه عبد الفتاح السيسي يخوض حربًا الآن لتسليم مصر بشعبها وخيراتها على طبق من فضة لكيان العدو الصهيوني، وإزاء ذلك لا بد من إعادة تأهيل الشعب المصري لتقبل الصهيونية في التعليم وفي الشارع بل وفي المساجد وحتى على متن الطائرات، وبدأت الإجراءات بمنع صحف مصرية خاصة ولو كانت مطبلة للانقلاب، والاكتفاء مؤقتًا بصحيفتي الأهرام والجمهورية فقط.

تقول الكاتبة الصحفية صفاء فيصل: “أطلب صحيفة المصري اليوم من مضيفة طائرة مصر للطيران المسافرة من القاهرة للندن ترد علي قائلة لا يا افندم بطلنا نحط جرائد معارضة”.

وتضيف: “أسألها باستغراب شديد هي المصري اليوم بقيت جورنال معارضة؟.. آه يا افندم أي حاجة غير الأهرام والأخبار ممنوعة على الطيارة بنعتبرها معارضة!!! والله جد؟”.

ويرى مراقبون أنه منذ انقلاب 30 يونيو 2013، الذي قام به الجيش على الرئيس المدني المنتخب محمد مرسي، بدا واضحًا أن تغييرًا حدث في لغة الصحافة والتليفزيون، إذ أصبحت لغة أقرب ما تكون إلى السير بجوار “الحائط” عملاً بالمثل القائل “الباب الذي يأتيك منه الريح..”، وقام الإعلام في السنوات الخمس الماضية بخطوات عدة إلى الخلف حتى بات النقد المتاح والمباح معدوما، وهنا ظهر سؤال ظل متواريًا: ماذا يريد السفيه السيسي من الإعلام؟

ابن إسرائيل البار؟!

قبل انقلاب 30 يونيو كان الإعلام المصري في معظمه ضد الرئيس المنتخب محمد مرسي، وبعد ذلك أمليت على الإعلام نبرة عسكرية تطالب بالهدوء والمشاركة في بناء الدولة، التي تعمد العسكر أن يجعلوها تعاني من انهيار اقتصادي وتفكك اجتماعي، وهي دعوة ظاهرها مصلحة الوطن، وباطنها “لجم” الإعلام لصالح الانقلاب.

وفي مقابل الصحف المصرية الممنوعة تحتفي الصحف الصهيونية بالسفيه السيسي، ولا يكف خبراء صهاينة على تشجيع قائد الانقلاب على قمع المصريين ونهب ثرواتهم، فقال الجنرال الإسرائيلي المُتقاعد الذي كان ناطقًا بلسان جيش الاحتلال “آفي بنياهو”: “ليس سرًا أنّ العلاقات الإسرائيليّة المصريّة تمُرّ في شهر عسل”.

وأضاف في صحيفة “معاريف” الصهيونية، أنّ “السيسي هدية شعب مصر لـ(إسرائيل)”، لافتًا إلى أنّ تصدّيه للديمقراطية في مصر ضمن استقرار المنطقة، هي “مصلحة إستراتيجيّة للدولة العبريّة”.

أمّا الباحث في مركز أبحاث الأمن القوميّ الإسرائيليّ «أوفير فنتور»، فقال إنّ «(تل أبيب) حققت إنجازًا كبيرًا بصعود السيسي»، لافتًا إلى أنّ هذا الإنجاز تمثل في تقليص مكانة القضية الفلسطينيّة والحدّ من مكانتها في الجدل العربيّ العام. وأشار إلى أنّ “السيسي حرص على التقليل من شأن الموضوع الفلسطينيّ بحجة الاهتمام بالشأن المصريّ الخّاص».

وشدد “فنتور” على أنّ “(إسرائيل) استفادت من الحرب التي شنّها السيسي على جماعة الإخوان المسلمون وحركة حماس، علاوة على استفادتها من حرص القاهرة على تعميق التعاون الاقتصاديّ وتكريس التطبيع السياسيّ والثقافيّ”.

وشددت الصحيفة على أنّ تعاون عسكر الانقلاب و(تل أبيب) في شمال سيناء، هو الدليل الأكثر دراماتيكية على أنّ سياسة المنطقة تعاد تشكيلها بهدوء، فقد جلب أعداء مشتركون مثل “داعش” وإيران بهدوء قادة العديد من الدول العربية إلى مواءمة متزايدة مع (إسرائيل)، حتى مع استمرار مسئوليهم ووسائل الإعلام في معاداة الصهاينة بشكلٍ علنيٍّ.

الصوت الواحد

المفارقة أنه مؤخراً بدأت أصوات صحفية، داعمة لسفيه الانقلاب عبد الفتاح السيسي، من التبرم والتململ والتحذير من أن “إعلام الصوت الواحد عودة إلى التأميم، والتكميم”، وبدأ إعلاميون من داخل معسكر 30 يونيو يتساءلون :هل يحرك السيسي الإعلام؟ هل يوجد إعلاميون فوق القانون؟ هل للسفيه شلته من الإعلاميين؟ هل تحول الإعلام إلى بوق للانقلاب؟ هل محاربة الإرهاب تتطلب تقييد حريات الرأي والتعبير؟.

وكان السفيه السيسي ألقى بتصريحات سلبية عدة بحق الإعلام، برغم حرصه على لقاء إعلاميي القنوات الفضائية ورؤساء التحرير، ففي 22 مايو 2014، أي قبل اغتصابه منصب الرئاسة بخمسة عشر يوما، خاطب الإعلاميين بقوله: “يجب عليكم معالجة مشكلات المجتمع دون تحويلها إلى قضية سياسية”.

وفي 5 أغسطس 2014، قال السفيه السيسي إن “جمال عبد الناصر كان محظوظا، لأنه كان يتحدث، والإعلام معه”، وفى 23 أغسطس 2014، حذر السيسي في لقاء مع رؤساء تحرير الصحف من خطورة “استثمار الأزمات واستغلالها من أجل خلخلة الدولة، مخاطبا الصحفيين بقوله: “عليكم أن تحافظوا على اصطفاف المصريين فى مواجهة التحديات”، وهو ما عده مراقبون اختزالا لدور الإعلام في الدعاية والتعبئة السياسية، كأنه يبحث عن “وزارة للإرشاد القومي”.

وفي لقاء لاحق مع شباب الإعلاميين بالقنوات الفضائية، قال السفيه السيسي أيضًا: “الإعلام ليس منضبطا، وعليكم دور كبير فى المرحلة المقبلة من حيث التعبئة الفكرية، وتكوين الظهير الفكري، ومسموح بالاختلاف دون إضرار بالوطن”.