كشف تقرير صحفي عن حجم الجحيم الذي يعيشه المصريون في السنوات الأربع الماضية، بعد محاولات قائد الانقلاب، عبد الفتاح السيسي في غلق كافة منافذ التعبير عن الرأي والمشاركة السياسية بكل صورها البسيطة والمعقدة؛ وسعيه إلى إعادة الدولة القمعية في أسوأ صورها.
ونقل موقع “عربي 21” عن القيادي في حركة 6 إبريل، والناشط السياسي محمد نبيل، قوله: “الدولة القمعية لم تقع أصلا حتى يعيد السيسي بناءها”، موضحا أن “السيسي لعب على تكتيك معروف؛ بخلق حالة من الرعب والخوف عند الناس، وتصديره في الإعلام أنه المخلص، وكثير من الناس اشترت مثل هذه الكلام”.
وأضاف، أنه “على المستوى الداخلي، تقاعست الأجهزة الأمنية بعد ثورة 25 يناير عن أداء دورها كعقاب للناس، وبقيت المعادلة كي نحميكم لا بد أن تقبلوا قمع السياسيين والثوار”.
“أما على المستوى الخارجي، فقد صدّر نفسه كمحارب للإرهاب، واستغل وجود المتطرفين حتى يوطد حكمه، كما أن الأمر بالنسبة للغرب لعبة مصالح، وليست مسالة أخلاق، وبعد أن قام السيسي تأمين مصالحهم يقومون بحمايته”.
ورأى أن نظام السيسي “استطاع التغلب على رد فعل السوشيال ميديا لممارساته، أنه أيضا لعب عليها، وأدرك تأثيرها، فبادر بتشغيل لجان إلكترونية لخلق رأي عام مضاد، ويجر المعارضة في جدل وسفسطة لا طائل من ورائها”.
دعم دولي
فيما أكد عضو لجنه الشئون الخارجية والأمن القومي السابق بمجلس الشورى، محمد جابر، أن “السيسي استند إلى الدعم الدولي والإقليمي له في تمرير سطوته على الشعب المصري، والقضاء على كل مظاهر الحياة السياسية، وأعاد البلاد إلى ما قبل القرن التاسع عشر”.
وأضاف أن “السيسي استفاد من الوضع الدولي المترهل وغير المستقر، والتراجع الكبير للمنظمات الحقوقية، ومنظمات المجتمع المدني، التي التزمت الصمت، كما وظف عجز الجهات القضائية الدولية، وعدم قدرتها على ملاحقة مجرمي الحروب ومرتكبي الجرائم ضد البشرية إلا في إطار ضيق تسيطر عليه الأنظمة الحاكمة”.
وأضاف أن تلك المعطيات دفعته إلى التنكيل بمعارضيه أيا كان انتماؤهم حتى لو كانوا ينتمون إلى المؤسسة العسكرية”، لكنه أكد أن “مثل هذا الوضع عادة لا يدوم طويلا؛ إنما يزول وفق القاعدة العامة: ما أُخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة.
فيما قالت أستاذ الاقتصاد والعلوم السياسية سارة العطيفي إن السيسي تفوّق على كل سابقيه من طغيان العسكر الحاكمين، من خلال “التكريس لدولة تمارس إرهابا أيديولوجيا وبوليسيا على الشعب، والتحكم في كل أمور الدولة لصالح الكرسي، كما أوجد عددا كبيرا من مراكز السلطة الصورية من برلمان وإعلام وشيوخ وقضاة ومثقفين باعوا ضمائرهم من أجل القائد، كالنبات المتسلق الطفيلي، الذي يقتات من دماء وإرهاب المجتمع”.
وكشفت أن ملفات الفساد التي تضرب في عمق الدولة القديمة أصبحت أداة لضمان ولاء هؤلاء المتطفلين وتنفيذ قرارته”، مضيفة أن “الخارج لعب دورا في شرعنة نظام السيسي بالتغاضي عن عدم شرعيته بتأمين مصالح الإمارات بوأد الإسلاميين، والسعودية بالتنازل عن تيران وصنافير، وإسرائيل بخنق قطاع غزة، وتنفيذ صفقة القرن، والغرب بكبح جماح الهجرة المتزايدة”.