يتعرض المئات بل الآلاف من المصريين للنصب من قبل شركات عقارية يشتبه بأنه يقف خلفها جنرالات من عصابة العسكر، حيث يتفاجأ المواطنون بأن جهاز المدينة يرفض تسجيل العقارات بسبب وجود مديونية على الشركة لم تقم بسدادها أو صدر قرار من الجهاز بسحب الأرض دون علم المواطنين، مما يعرض المواطنين لفقدان أموالهم التي قاموا بتسديدها للشركة مقابل الحصول على قطعة أرض، مما يؤدي إلى انهيار المواطنين أو تعرضهم لصدمات، خاصة أن البعض منهم قاموا ببيع كل ما يمتلكونه من أجل شراء هذه الأراضي.
ومنذ قدوم السفيه قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي إلى السلطة، بعد الانقلاب الدموي ضد الرئيس الشرعي محمد مرسي، في 30 يونيو 2013، امتلأت شاشات التليفزيون والجرائد والمجلات بالإضافة إلى سلالم المترو وأمام المساجد والجامعات بآلاف من إعلانات شركات الوهم العقاري، والتي تعرض شققا وأراضى للبيع، فضلا عن الشاليهات المطلة على البحر والمجهزة بالكامل، والأراضي السكنية مغرية السعر، وتتعهد بتسهيلات السداد والتقسيط المريح.
ووقع الكثير من المواطنين في فخ هذه الشركات فبعد سداد مقدمات الحجز، يذهب المواطنون لاستلام الوحدات السكنية التي اشتروها، ليكتشف البعض أن المشروع وهمي لا أساس له، بينما يكتشف البعض الآخر أن شقته تم بيعها لأكثر من «ضحية».
يقول الصحفي والمحلل السياسي خالد يونس : ” النصاب بتاع شركة أونست التي صدعتنا بإعلاناتها عن شاليهات الساحل الشمالي ووهم التسليم الفوري كما كان يقول المغني الشعبي محمود الليثي في الإعلان : ( أيها السيدات والسادة التسليم فوري كالعادة ) ليشارك في عملية النصب الكبيرة ومن قبله الممثل حجاج عبد العظيم”.
وتابع : ” وقد أيدت محكمة جنح الدقي بحبس النصاب إكرامي الصباغ صاحب شركة أونست، 3 سنوات وكفالة 1000 جنيه لاتهامه بالنصب على المواطنين وتلقيه مقدمات وأقساط للشاليهات دون أن يقوم بتسليم الوحدات للمواطنين الذين تعاقدوا عليها”.
وعلق الصحفي أشرف خليل بالقول : ” ما لك وماله ده صاحب جريدة رأس تحريرها الأخ كرم جبر ذاااااات نفسه يعنى المهنية كلها بالمكسرات”، ورد يونس متأسفاً : ” حاجة تكسف .. فضيحة والله إن رئيس الهيئة الوطنية للصحافة يكون رئيس تحرير جريدة مملوكة لنصاب ” .
ويقول الناشط محمد الشاذلي : ” مش بس شركة أونست وصاحبها لكن يبدو إن المصريين وقعوا فى شبكة من النصابين بالأمس قضت المحكمة الاقتصادية بالحبس والغرامة على صاحب شركة أوبلست بتاعت أقراص التخسيس بتاعت الإعلان الشهير . هههههههه لو راجل كل”.
ويقول الناشط محمود عباس : ” للأسف هو شعب اخترع النصب وعايش فيه فى مختلف المجالات ، كل مجال كبيره بدرجة نصاب وبإشراف موظف حكومي كبير أو وزير”، ووافقه الناشط محمد طه بالقول : ” والنصاب لهف كام من دم المصريين .. هذا نتاج كبير النصابين الذي يعلمهم النصب”.
ولم تشهد مصر طوال سنوات السفيه السيسي الخمس الماضية أي إنجاز يذكر غير مشاريع وهمية أهدر فيها ثروات ومقدرات مصر، مثل “تفريعة قناة السويس” التي لم تعد على مصر بأي نفع بل وتراجعت معها أرباح القناة، وتسبب في ضياع حصة مصر في مياه النيل، والتنازل عن جزيرتي تيران وصنافير المصريتين إلى السعودية، وانهارت على يديه السياحة والاقتصاد وقطاع الأمن.
فيما أكد اقتصاديون أنَّ متوالية الأوصاف الفائضة التي أصدرها السفيه السيسي في البداية من أن “مصر أم الدنيا” وستصير “قد الدنيا” تدهور بها الحال بأن تكون “شبه دولة” والتأكيد على أننا “فقراء أوي أوي”، وانتهى به الأمر إلى التحذير من بؤس أشد ربما لا يعرف له وصف، هذه هي حال الغادر وحال بائع الأوهام الذي أراد أن يجتذب الناس إلى إنجازات وهمية وإلى مشاريع أسماها بالقومية وما هي إلا “فناكيش” مصطنعة، أراد بها أن يلهي الناس ويمارس إفكه المستمر ليتحدث بعد ذلك عن إنجازات الكل يعرف أنها لم تكن أبدا، وأنه إن كان له إنجازات فهي بالسلب على عموم الناس تضييقا وعلى معاشهم ضنكا وغلاء.
ويسيطر السفيه السيسي على هيئة الرقابة الإدارية باللواء محمد عرفان أحد قيادات الجيش السابقين والمقرب من السفيه السيسي رئيسا للهيئة، بالإضافة إلى نجله الأكبر مصطفى الذي نقل من العمل بالمخابرات الحربية إلى الهيئة بعد انقلاب 3 يوليو 2013.
وفي المقابل عندما أعلن رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات السابق، المستشار هشام جنينة، نهاية 2015، عن وجود 600 مليار جنيه فساد في القطاع الحكومي، تم عزله في مارس 2016، وتقديمه للمحاكمة وحبسه عاما مع إيقاف التنفيذ بتهمة نشر أخبار كاذبة نهاية 2016، ومؤخراً تم تقديمه إلى محاكمة عسكرية.