مع كل أزمة أو فشل داخلي كبير، يسارع السفيه قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي إلى الاستغاثة بأذرعه التي تجيد الإلهاء، والتي عادة ما تطل منها فقاعة إعلامية جديدة، يستتر خلفها للذهاب للممر الآمن وتجاوز الأزمة، وفاجأت الراقصة سما المصري متابعيها بنشر إعلان برنامج ديني ادعت خلاله أنها ستقدمه في رمضان 2018، وفاجأت راقصة الانقلاب متابعيها على موقع Instagram بظهورها في فيديو تعلن فيه عن المفاجأة، وظهرت خلاله وهي تغطي وجهها نظرا لأنها “مكسوفة قوي”.
وعن الإلهاء الذي تنشره أذرع السفيه السيسي، يقول المفكر الأمريكي المعروف نعوم تشومسكي:”حافظوا على تحويل انتباه الرأي العام بعيدا عن المشاكل الاجتماعية الحقيقية والهوه بمسائل تافهة لا أهمية لها. أبقُوا الجمهور مشغولا، مشغولا، مشغولا دون أن يكون لديه أي وقت للتفكير، فقط عليه العودة إلى المزرعة مع غيره من الحيوانات الأخرى”.
ويضيف “تشومسكي” أن عنصرًا أساسيًا في التحكم الاجتماعي هو إلهاء انتباه العامة للقضايا والتغييرات الاجتماعية الهامة التي تحددها النخب السياسية والاقتصادية، من خلال تصدير كم كبير من الإلهاءات والمعلومات التافهة، وتتضمن تلك الاستراتيجة أيضا منع العامة من الاطلاع والمعرفة الأساسية بمجالات العلوم والاقتصاد وعلم النفس والعلوم البيولوجية.
وبالفعل تظهر سما في الإعلان الدعائي للبرنامج بغطاء للرأس، وأكدت أن برنامجها “أهل العلم” سيكون جديدا بالنسبة لها وللمشاهدين، وسيحوز إعجاب الجمهور، لكن هل يوجد برنامج بالفعل؟

إلهاء راقصة!
من الملفت في الإعلان أن سما قالت للمشاهدين ألا يحكموا على البرنامج قبل مشاهدته، كما طالبتهم بعدم الانجراف وراء الشائعات، وهو ما يرجح أن الإعلان مجرد محاولة للسخرية ممن صدقوا الشائعات المتداولة منذ أيام عن تحضيرها لبرنامج ديني.
وما يؤكد أيضا أن الأمر مجرد محاولة للتهكم على الشائعة بمجاراتها، أن سما لم تعلن عن القناة التي سيعرض عليها البرنامج، كما لم تعلن أي قناة حتى الآن عن ضم البرنامج لخريطتها في شهر رمضان، رغم أننا لا يفصلنا عن الشهر الكريم سوى أيام معدودة.
ولا تعد هذه المرة الأولى التي تدعي فيها سما أنها ستقدم برنامجا دينيا في رمضان، فسبق أن أطلقت الشائعة نفسها في مارس 2017، كشفت سما المصري عن البرومو الأول لبرنامجها الديني “أهل العلم” المقرر عرضه في رمضان المقبل، عبر قناتها الرسمية بموقع الفيديوهات “يوتيوب”.
وظهرت “سما” خلال البرومو وهي ترتدي الحجاب وقالت خلاله:” برنامجنا جديد وغريب عليّ وعليكوا، وتابعت: “وفوق كل ذي علم عليم”، وأضافت: “ليه بتحكموا على الموضوع قبل ما تشفوه، وأنا متأكدة إنه هيعجبكم”، وختمت البرومو: “لا حياء في العلم لا حياء في الدين، وانتظرونا في رمضان برنامج أهل العلم”.
فشل العسكر
وتأتي فقاعة إلهاء سما المصري، عقب اعتراف وزير الري في حكومة الانقلاب، محمد عبد العاطي، فشل المفاوضات مع أثيوبيا والسودان بشأن سد النهضة الإثيوبي، وتجريم زراعة الأرز والقصب والكتان في مصر.
كما شهدت مصر كارثة فشل حكومة الانقلاب في تصريف مياه الأمطار الغزيرة، وبخاصة في العاصمة القاهرة، وهو ما ألحق ضرراً بالغاً بضاحية “التجمع الخامس” الراقية، التي نشر سكانها صور الشوارع، ومرأب السيارات، ومراكز التسوق المغمورة بالمياه، على صفحاتهم بمواقع التواصل الاجتماعي، مستنكرين مدى تردي البنية التحتية للمنطقة “الراقية”.
وطاولت الخسائر مواقع عدة، سواء بطريق القاهرة – العين السخنة الجديد، أو غيره من الطرق الفرعية بمناطق شرق القاهرة، وهو ما يكشف أكذوبة تطوير الطرق في عهد السفيه السيسي، والذي قال في ديسمبر الماضي، إنه “أنجز الكثير على مستوى البنية التحتية، وفق خطة شاملة لتحسين شبكة الطرق، ورفع كفاءات الموانئ البحرية والجوية”.
وما بين 3 يوليو 2013، تاريخ الانقلاب على الرئيس المنتخب محمد مرسي، و7 مايو 2018، أكثر من خمس سنوات من الخراب السياسي والاقتصادي، عمد خلالها السفيه السيسي إلى تكميم الأفواه عبر زج الآلاف من المعارضين في السجون، فضلاً عن التخلص، وبشكل متدرج، من حلفاء انقلاب 3 يوليو في القضاء والإعلام وداخل الأحزاب والتيارات السياسية، مدفوعاً برغبته في ضمان التحكم الكامل وحده بالمشهد، أما أثمان هذه السياسات فدفعها الشعب في مختلف المجالات، فيما تعدّ سيناء الضحية الأبرز.
iframe width=”540″ height=”315″ src=”https://www.youtube.com/embed/eCuTyxSzq4U” frameborder=”0″ allow=”autoplay; encrypted-media” allowfullscreen>