“يا جماعة عايزين نعرف مصير الذهب بيروح فين؟”، بكل بجاحة أعلنت سلطات الانقلاب شحن 312 كيلو جرامًا من الذهب الخالص والمستخرج من منجم السكري تمهيدًا لسفره إلى كندا لتنقيته، عبر مطار القاهرة الدولي، ووصلت شحنة الذهب على متن طائرة خاصة، قادمة من مطار مرسى علم وتم تفريغ الشحنة تمهيدًا لشحنها إلى كندا لتنقيتها، بحضور مندوب من مصلحة الدمغة والموازين.
وتناقلت المواقع الإخبارية أنباء برفع حالة الطوارئ في مطار القاهرة من أجل تأمين سفر شحنة سبائك ذهب قادمة من جبل السكري بالصحراء الشرقية، لإعادة تنقيتها في كندا، والخبر ذاته يتكرر كل عدة أشهر خلال العام، الغريب أن أخبار سفر شحنات الذهب هي المعتاد نشرها، دون أخبار تشير إلى تأمين عودة تلك الأوقيات عقب الانتهاء من تنقيتها، ما يطرح أسئلة عدة لا تجد إجابات شافية، في ظل تعتيم متعمد من عصابة العسكر وندرة في المعلومات، بينما يبحث الشعب عن ذهبه أين يذهب؟
وبينما يتباكى وزير الأوقاف في حكومة الانقلاب محمد مختار جمعة، ويصرخ بأن فقراء كل قرية هم في رقبة الأغنياء، كلف السفيه قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي، مساعده في السلب والنهب إبراهيم محلب، ومستشاره للأمن أحمد جمال الدين، بزيارة مناطق التنقيب واستخراج الذهب بمنطقة مرسى علم بالصحراء الشرقية.
يقول الناشط مجدي المصري:”كل يوم والتاني نقرأ عن استقبال المطار لشحنة ذهب من منجم السكري لتنقيتها في كندا وللأسف لا نعرف مصرها بعد التنقية”، ويتساءل:”أين تذهب هذه الشحنات؟..هل يتم إرجاعها لرصيد للذهب في البنك المركزي أن يتم بيعها في الأسواق العالمية؟”.
ويضيف المصري:”وإن كانت تُباع فما هو نصيب البلد. للأسف أطنان خرجت من المنجم لا نعرف مصيرها.البلد تستدين من الخارج وفي الناحية الأخرى أطنان الذهب تخرج من أرض مصر لا نعرف أين حطت رحالها ..هذه الشحنات كفيلة أن تجعل مصر من الدول الغنية”.
وتابع: “لكن للأسف ما هو السر وراء الصفقات المشبوهة خاصة ثروات مصر التي يتم تهريبها بحجج واهية ..هل يهل علينا وزير البترول والثروة المعدنية ليشرح لنا قصة منجم السكري من الألف للياء”، ويختم بالقول :”حرام عليكم ذهب بالأطنان يخرج من المنجم ونستدين بالمليارات من البنك الدولي ودول العالم؟؟ انشر أرجوك الواحد عايز يرتاح قلبه مما يراه ويسمعه من نهب”.
ارتفاع الإنتاج
وارتفع إنتاج شركة سنتامين من الذهب بمنجم السكري في مصر خلال الربع الأول من العام الحالي 2018 بنسبة 14%، ووصل إلى 124.296 ألف أوقية مقابل 109.187 ألف أوقية خلال نفس الفترة من العام الماضي، فيما انخفض بنسبة 19% مقارنة بإنتاجها خلال الربع الأخير من العام الماضي، وفقا لبيانات الشركة الصادرة اليوم على موقعها الإلكتروني.
احتياطي السكري
ويقدر احتياطي منجم السكري بنحو 15.5 مليون أوقية ذهب، وهو ما يجعله واحدا من أكبر مناجم الذهب في العالم، وقد ارتفع رصيد احتياطي خام الذهب بنهاية الربع الأول من العام الحالي بنحو 1.96 مليون طن ليصل إلى 4.14 مليون طن، وذلك مقابل الربع الأول من العام الماضي.
وفي عام 1948 قرر الملك فاروق إغلاق منجم السكري بعد أن زاره وعلم أنه ثان أكبر منجم ذهب في العالم، معتبرا أنه حق للأجيال القادمة حتى ينعموا بخير أجدادهم، بحسب ما نقلته صفحة الملك فاروق على مواقع التواصل الاجتماعي، وبحسب الأنباء المتداولة فإن “فاروق” الذي حكم مصر خلال الفترة بين 1936 و1952، رأي حينها أن البلاد لديها ما يكفيها من ثروات، وليس هناك ما يدعو للمساس بثروات أخرى جديدة.
وفي عام 2012 تحول اجتماع لجنة الصناعة والطاقة وهيئة مكتب لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس الشعب برئاسة المهندس السيد نجيدة إلى كشف المزيد من الفضائح حول منجم السكري للذهب، وقد تعددت الاتهامات التى طالت الرئيس المخلوع حسني مبارك وعائلته، علاوة على أحمد عز أمين تنظيم الحزب الوطني المنحل، والمهندس سامح فهمي وزير البترول السابق.
يقول الدكتور عبد العال حسن عطية رئيس الإدارة المركزية للمساحة الجيولوجية السابق، أنه منذ بدء تشغيل منجم السكري وحتى الآن لم يدخله أى جيولوجي مصري، وما قاله بأن الشركات الحاصلة على ترخيص استخراج الذهب في مصر تقوم باستخراج الخامات التى يتم تبطين هياكل الصواريخ والمفاعلات النووية وذلك رغم انتهاء العمل بهذه الاتفاقيات منذ 14 عامًا.
جدير بالذكر أن النائب الدكتور محمد البلتاجي، الذي يعتقله السفيه السيسي، أكد في وقت سابق أن منجم السكري يستخرج أسبوعيا 120 كيلو ذهب وأن هناك 120 منجما آخر لم يتم الاقتراب منها حتى الآن ومن غير المقبول أن نجد في منجم السكري 60 خبيرًا استراليًا، وتساءل هل سنظل رهن الأجانب فى استغلال هذه المناجم.
وبعد ثورة 25 يناير 2011 تفجرت قضية حصول المخلوع حسني مبارك على سبيكة ذهبية تزن أكثر من 5 كيلو من منجم السكري، وتم العثور عليها في أحد القصور الرئاسية، فيما تقول الإعلامية آيات عرابي: “وإذا كانت مصر تحتوي هذه الكميات من الذهب..فلماذا يُرفع الدعم أصلاً؟.. ولماذا يرفعون أسعار السلع؟
ولماذا يعيش الناس فقراء؟.. ولماذا يبحث أغلب الناس في مصر عن وجبة عشاء؟.. ولماذا يذهبون للبحث عن عمل خارج مصر طالما كانت مصر بهذا الغنى الفاحش؟”.