هاجم ولي عهد مدينة أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، جماعة الإخوان المسلمين وقادتها المعتقلين في سجون الانقلاب العسكري في مصر، وعلى رأسهم الرئيس محمد مرسي، وقال إن “الإخوان هؤلاء فئة ضالة ويجب اقتلاعهم من جذورهم، فهم يخططون لنشر الدين الإسلامي والخلافة الإسلامية في جميع الدول العربية والغربية أيضا، ويريدون أن يصلوا للسلطة من أجل تطبيق الخلافة الإسلامية، وهذا الأمر لن يحدث أبدا، فأنا أجزم أن حذاء أصغر يهودي في العالم أشرف وأعز وأكرم من كل قيادات الجماعة، وعلى رأسهم من يقول إنه رئيس مصر وهو في السجن”.
جاء ذلك في إطار الاحتفال بمئوية مؤسس دولة الإمارات الشيخ الراحل زايد آل نهيان، التي تصادف 6 مايو 2018، فيما كشفت صحيفة “ميدل إيست مونيتور”، في وقت سابق، من خلال وثائق نقلتها عن موقع ويكيليكس، أن تنسيقا اقتصاديا ودبلوماسيا وأمنيا وعسكريا يجري بشكل متسارع بين عصابة حكام أبو ظبي وكيان العدو الصهيوني.
وأظهرت الوثائق الدور الكبير الذي يقوم به سفير الإمارات لدى الولايات المتحدة، يوسف العتيبة، في الدفع بالتطبيع بين بلاده وإسرائيل في اتجاه مراحل غير مسبوقة، مشيرة إلى أن أبو ظبي لم تتحول إلى مرتع للمصالح الأمنية والاقتصادية الصهيونية فحسب، بل أصبحت قاطرة تحاول جذب العالم العربي إلى السير في ركاب المنظور الصهيوني للمنطقة وقضاياها، وفي صدارتها القضية الفلسطينية.
وبرز العداء من بعض دول الخليج ضد جماعة الإخوان المسلمين ليصبح من أبرز السمات المميزة لمرحلة ما بعد الربيع العربي، خصوصًا وأن هذا الربيع قد أوصل الإخوان إلى الحكم في بلدان عديدة، وقد قاد محور “الرياض- أبوظبي” المواجهة الخليجية ضد الإخوان المسلمين، غير أن التحركات الإماراتية المضادة للإخوان بقيت هي الأكثر جذبا للانتباه منذ البداية.
تقول الناشطة نور عبد الراضي: “محمد بن راشد: حذاء أصغر يهودي في العالم أعز وأكرم من كل قيادات الإخوان المسلمين. فعلا صديق عدوى عدوى، كل مدى تثبتون حقارتكم وانتماءكم لإسرائيل.. حقودي ويهودي”.
وبقيت العلاقة الودية هي السائدة بين جماعة الإخوان ودول الخليج ومنها الإمارات، حتى عقد الثمانينات عندما سعت الإمارات إلى إعادة تنظيم أجهزتها الأمنية، مستعينة بالمجرم فؤاد علام، وكيل جهاز المخابرات المصري الأسبق، الذي مارس التعذيب القاتل بحق الجماعة خلال فترة حكم عبد الناصر.
وقبل ذلك كان الحضور الإخواني في الإمارات العربية، التي ترفع اليوم لواء الحرب على جماعة الإخوان المسلمين وعلى تيار الإسلام السياسي عربيا وإقليميا، لافتا منذ تأسيس الاتحاد، حيث شارك الإخوان في أول حكومة اتحادية في الإمارات عام 1971.
وكان للشخصيات السياسية الإماراتية الإخوانية مثل الوزير سعيد عبد الله سليمان، حضور كبير في القطاع التعليمي والتربوي والقضائي في البلاد، كما أمنت الحكومة بعثات تعليمية لإسلاميين مثل موسى أبو مرزوق الذي صار لاحقا رئيس المكتب التنفيذي لحركة المقاومة الإسلامية حماس.
ومع انطلاق الربيع العربي ودعم الإخوان للثورات الشعبية التي طالبت بإسقاط الأنظمة في تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا، تبدلت الأحوال وشنت الإمارات حملة شرسة عليهم، اعتقلت خلالها العشرات من القيادات، وسحبت الجنسية الإماراتية من عدد منهم، ولم تتردد في تقديم الدعم لكل من له خصومة مع الإخوان في مشارق الأرض ومغاربها.
ولا يوجد سبب واضح لهذه العداوة الشديدة والكراهية العميقة التي تبديها الإمارات للإخوان سوى شخصية محمد بن زايد وطريقة تفكيره، ذلك أنه بما رآه من إقبال الناس على فكر الجماعة ومن رواج منهجهم في الإصلاح والتغيير، وقدرة أعضائها في بلاده على التأثير على المسئولين في الحكومة، فقد تشكلت لديه قناعة راسخة بأن الحركة تشكل تهديدا وجوديا على أطماعه التي تتفق مع أطماع تل أبيب.
