كشفت صحيفة “الإندبندنت” البريطانية، عن أن عددا من المحامين الذين يمثّلون الأميرة لطيفة، ابنة حاكم دبي محمد بن راشد، دعوا الأمم المتحدة للتدخّل من أجل معرفة مصيرها وتأمين إطلاق سراحها، بحسب ما نقلته عنهم صحيفة “الإندبندنت” البريطانية.
وقالت الصحيفة، إن الشيخة لطيفة قد حاولت الفرار من الإمارات، في فبراير الماضي، قبل أن يتم اعتراض السفينة التي احتجزتها قبالة سواحل الهند، وأُعيدت قسرا إلى الإمارات.
وبحسب توبي كادمان، المحامي في مكتب وزارة العدل الدولية، فإن مكان الشيخة لطيفة غير معروف حاليا، وبالنظر للتقارير الواردة ووسائل إعلام، فإنه يُعتقد أنها محتجزة من قبل السلطات في الإمارات.
وأضاف قائلاً: “إنها عرضة للاختفاء القسري أو غير الطوعي، وعلاوة على ذلك إذا تأكّدنا من أنها محتجزة من قبل السلطات في الإمارات فإن ذلك يعني أنها معتقلة بشكل تعسّفي”.
وقالت تينا جاوياينن، وهي صديقة فنلندية للشيخة لطيفة، لمنظّمة “هيومن راتيس ووتش” لحقوق الإنسان، إنها حاولت مساعدة الشيخة على الهرب، وإنهما غادرتا، في أواخر فبراير الماضي، على متن قارب تابع لمواطن أمريكي فرنسي، وهو هيرفيه جوبير، وفي 4 مارس، احتُجز القارب على أيدي رجال مسلّحين قبالة سواحل الهند، وتمّت إعادتهم قسرا إلى الإمارات.
مجموعة غورنيكا 37 للعدالة الدولية، ومقرّها لندن، وجّهت نداءً للأمم المتحدة والجهات المعنيّة بحالات الاختفاء القسري للتدخّل لمعرفة مصير الشيخة لطيفة.
ويقول المحامي توبي كدمان: إن “كلاً من الإمارات والهند مسئولتان عن الاختفاء القسري للشيخة لطيفة، عندما يتم إبلاغ الدول المعنيّة فإنه ستتم دعوتهم للردّ على المساءلة، نحن نشجّع الدولتين للرد بوضوح؛ أين يتم احتجاز الشيخة لطيفة ولماذا؟ عليهم أن يطلقوا سراحها فوراً”.
وكانت صحيفة هندية قد كشفت مؤخرا عن اعتراض حرس السواحل الهندي القارب الذي كان يقلّ الشيخة لطيفة، وذلك بناءً على طلب السلطات الإماراتية، وهو ما نفته الهند والإمارات، غير أن مصدرا إماراتيا سبق له أن أكّد لوكالة الصحافة الفرنسية نبأ إعادة الشيخة لطيفة.
فيما طالبت سارة ليا ويتسن، مديرة قسم الشرق الأوسط في “رايس ووتش”، السلطات الإماراتية أن تكشف فوراً عن مكان وجود الشيخة لطيفة، وأن تسمح لها بالاتصال بالعالم الخارجي، إذا تم احتجازها فإنه يجب منحها الحقوق التي يجب أن يتمتّع بها جميع المعتقلين، ومن ذلك محاكمتهم أمام قضاء مستقلّ.
“رادها ستيرلينغ”، صاحبة مؤسّسة “ديتينتيد”، التي تتخذ من لندن مقرا لها، قالت إنها تكلّمت آخر مرة مع الشيخة لطيفة عندما كانت قبالة سواحل الهند، وأكّدت “رادها” أن الشيخة لطيفة تعرّضت للتعذيب وسوء المعاملة والاعتقال.
أم محمد بن سلمان
وكان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، منع والدته الأميرة فهدة بنت فلاح آل حثلين من رؤية أبيه، الملك سلمان بن عبد العزيز، وعمد إلى إبعادها عنه، في طريق صعوده إلى السلطة.
ونقلت شبكة “إن بي سي” عن 14 مسئولاً أمربكيًا، تأكيدهم أن نشاط الاستخبارات يُظهر أن محمد بن سلمان منع والدته من رؤية أبيه الملك، منذ أكثر من عامين، وتركها بعيدة عنه.
وبحسب هؤلاء المسئولين، فقد أوجد “بن سلمان” تفسيرات كثيرة لمكان تواجد والدته، ومنها أنها تتلقى العلاج في الخارج، وذلك حتى لا يعرف الملك أن ابنه ولي العهد يقف وراء غيابها المتواصل.
ويعتقد هؤلاء المسئولون أنه بناء على سنوات طويلة من العمل الاستخباري، قام بن سلمان بهذا التصرف حيال والدته لأنه كان قلقا من احتمال معارضتها لخططه بالاستيلاء على السلطة؛ بسبب خشيتها من إحداث شرخٍ داخل العائلة المالكة، وبناء عليه، فقد تستخدم نفوذها لدى الملك من أجل منع ابنه من تحقيق طموحاته.
وقال شخص مقرب من العائلة الحاكمة في السعودية، إن الأمير محمد بن سلمان ووالدته تشاجرا منذ سنوات عدة، لأسباب عديدة منها اعتقاده بأنها كانت تسعى إلى تقوية نفوذ أقاربها.
