اقتحام صهيوني للمسجد الأقصى، انتهاك للمقدسات والبشر، مشاعر فلسطينية ثائرة غاضبة، وعرب صموا أذانهم، وعصبوا أعينهم عن انتهاكات جيش الاحتلال، ومجتمع دولي تناسى القضية الفلسطينية، وأقصى يبحث عن منقذ.
مراقبون أكدوا أن ضعف الأنظمة العربية، وتواطؤ بعض حكام العرب، وانشغال المجتمع الدولي بالمعارك المفتعلة بين كيان العدو الصهيوني وإيران، وراء الصمت العربي والدولي تجاه الانتهاكات الصهيونية بحق المسجد الأقصى.
واقتحم مئات المستوطنين اليهود، صباح اليوم الأحد، باحات المسجد الأقصى، حسب دائرة الأوقاف الإسلامية، وقال فراس الدبس المسئول الإعلامي لدائرة الأوقاف للأناضول إن قوات كبيرة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي تقوم بتأمين الحراسة لمئات المستوطنين الذي اقتحموا باحات المسجد الأقصى.
أكذوبة الهيكل
وتأتي الاقتحامات بعدما دعت “منظمات” الهيكل اليهودية الثلاثاء الماضي، إلى تكثيف الاقتحامات للمسجد الأقصى، وأطلقت هذه المنظمات هاشتاج تحت مسمى “ألفان (مقتحم) في يوم القدس”.
وقد أُطلق هذا الهاشتاج خصيصًا وتزامنًا مع ما يسمى “ذكرى توحيد القدس”، إذ يحتفل كيان العدو الصهيوني بما تسمى الذكرى الـ51 لاحتلال ما تبقى من مدينة القدس المحتلة وضمه للقسم الغربي من المدينة، ويوافق هذا اليوم ذكرى النكبة.
وبدوره، قال الباحث الفلسطيني عبد القادر ياسين، إن العدو الإسرائيلي لم يتوقف عن اقتحام المسجد الأقصى منذ احتلاله لفلسطين، مؤكدًا أن الاحتلال يتعمد استباحة المقدسات الدينية، وإثارة مشاعر الفلسطينيين.
وأكد ياسين أن الاحتلال الإسرائيلي زاد من وتيرة اقتحامه للمسجد الأقصى في الأيام الماضية، بسبب العجز الرسمي العربي والفلسطيني، مؤكدًا أن الاحتلال يحرج النظام السياسي العربي بأكمله.
وعن الصمت العربي تجاه اقتحام المسجد الأقصى، قال ياسين: جزء كبير من الأنظمة العربية هشة وضعيفة، والجزء الأكبر متواطئ مع العدو الصهيوني، لذلك صم العرب آذانهم عن الانتهاكات الصهيونية.
وتابع الباحث الفلسطيني: الولايات المتحدة تحمي كراسي حكام العرب، وإسرائيل الفتى المدلل لدى أمريكا، ولذلك لن تتحرك الأنظمة العربية الحالية لنصرة القضية الفلسطينية، أو لحماية المسجد الأقصى من انتهاكات الصهاينة، مؤكدًا أن حكام العرب أعجز من أن يواجهوا إسرائيل.
وعن الموقف الدولي، أضاف ياسين، أن الغرب لا تهمه القضية الفلسطينية، ولا يسعه سوى التنديد فقط، فهم لا يعترفون بدولة فلسطين، ومضى قائلًا: عجز العرب عن نصرة قضيتهم، وتواطئ الغرب ضد الفلسطينيين.
انشغال دولي
ومن جانبه، قال الدكتور محمد حسين أستاذ العلاقات الدولية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسة جامعة القاهرة، إن الصمت العربي والدولي تجاه اقتحام الصهاينة المسجد الأقصى، ليس جديدًا، مؤكدًا أن الموقف العربي والدولي تجاه القضية الفلسطينية دائمًا كان مغزيًا.
وعن السبب وراء الصمت العربي والدولي، أضاف أستاذ العلاقات الدولية، أن الأنظمة العربية ضعيفة، وحكام العرب مشغولون بقضايا دولهم الداخلية، مؤكدًا أن غياب الكلمة الموحدة للعرب، أضاعت القضية برمتها.
وتابع حسين: المجتمع الدولي مشغول الآن بمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق، وأزمات لبنان، وليبيا، ولذلك لن يهتم باقتحام الصهاينة مسجد الأقصى واستباحة حرمته الدينية، مؤكدًا أن الكيان الصهيوني يستغل حالة التفتت العربي، والانشغال الدولي، لتنفيذ مخططه الاستيطاني بفلسطين.