“فادي أبو صلاح”.. شهيد فضحت أقدامه المبتورة اتفاق القرن

- ‎فيعربي ودولي

“والله هذا الرجل أعظم واطهر من كل الحكام المسلمين رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه مع النبيين والصالحين”، تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي صورة للشهيد فادي أبو صلاح الذي ارتقى برصاص الاحتلال الصهيوني قبل قليل اليوم الاثنين على حدود غزة أثناء خروجه في مسيرة العودة الكبرى ومليونية العودة.

وتشهد الأراضي الفلسطينية حاليا ثورة تزامنا مع إحياء يوم النكبة ويوم نقل السفارة الأمريكية للقدس، حيث تسيطر حالة من الرعب على جيش الاحتلال الاسرائيلي خشية “الغضبة” الفلسطينية.

وتم افتتاح سفارة واشنطن لدى كيان العدو الصهيوني، اليوم، وسط مشاركة أمريكية لافتة، وحفاوة يهودية معتادة لدولتها الراعية، حيث شاركت أميكا بوفد ترأسه “إيفانكا ترمب”، ابنة الرئيس الأمريكي، ومستشارته، إلى جانب زوجها، جاريد كوشنر وعدد من أعضاء الكونجرس.

ووسط نشوة غامرة بدت على ابنة الرئيس الأمريكي وزوجها؛ عبرت إيفانكا عن شعورها “بسعادة كبيرة وفخر” لتوجهها إلى القدس المحتلة لحضور حفل افتتاح السفارة، ونشرت صورة قديمة لها أمام حائط المبكى عبر “إنستجرام”، أتبعتها برسالة قالت فيها: “أعود بسعادة بالغة إلى القدس.. يشرفني الانضمام إلى الوفد الموقر الذي يمثل الرئيس ترمب وإدارته والشعب الأمريكي في الحفل العظيم لإحياء ذكرى استقلال إسرائيل وافتتاح سفارتنا الجديدة بالقدس”.

وأضافت: “أتطلع للاحتفال بالذكرى الـ70 لاستقلال إسرائيل، والمستقبل المشرق الذي ينتظرنا”.

وجاء الاحتفال محاطا بمظاهرات من ناشطين يهود، رافضة لنقل السفارة الأمريكية، بالإضافة إلى مظاهرات حاشدة على خطوط التماس بين غزة ودولة الاحتلال، استشهد خلالها 41 فلسطينيا وأصيب نحو 1700 حتى الآن.

الفلسطينيون وحدهم!

أبو بشير من سكان قطاع غزة، تلقى رسالة الحشد على هاتفه، وأبدى استعداداً للمشاركة في الحدث الذي اعتبره فارقاً رداً على اعتبار أمريا للقدس عاصمة لـ”إسرائيل”.

ويضيف أبو بشير: “لدينا هذه المرة خطة، سنقتحم السياج الحدودي بمجموعات منظمة، وستشارك معنا كل الوحدات، وحدة الكوشوك ووحدة قص السلك ووحدة اقتحام السلك وبعد ذلك سيكون دخول أهلنا من نساء ورجال وشيوخ وأطفال إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة وإن اضطر الأمر إلى الجلوس في الأماكن لفترات فنحن لها ولو طالت لعام أو أكثر”.

وأضاف أبو بشير ”الشباب الغزاوي يقود الحراك بكل قوة”، ولفت “نحن واثقون من أن المسيرات هذه المرة ستكون أقوى من أي مرة، نتحدث عن مئات الآلاف الذين سينخرطون في الزحف نحو ديارنا التي هجرونا عنها”
وإلى جانب إيفانكا وجاريد، شارك في الوفد الأمريكي سفير واشنطن لدى كيان العدو الصهيوني، ديفيد فريدمان، ونائب وزير الخارجية، جون سوليفان، ووزير الخزانة، ستيفن منوشين، كما شهد الافتتاح أيضاً اجتماعاً للوفد مع رئيس وزراء العدو الصهيوني، بنيامين نتنياهو.

وتزامن يوم 14 مايو، مع ذكرى نكبة الشعب الفلسطيني، والذي تعتبره تل أبيب ذكرى قيامها، وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، قد اتخذ قراراً بنقل السفارة، واعتبار المدينة الفلسطينية المحتلة عاصمة لـ”دولة إسرائيل”، نهاية العام الماضي، بمباركة خليجية ومصرية وسط انتقادات دولية واحتجاجات فلسطينية.

بذور اتفاق القرن

ولم يكن ما أذاعته القناة العاشرة الصهيونية عن تفاهم على المستوى الإقليمي بين ترامب والسفيه السيسي والسعودية، قبل إعلانه الاعتراف بالقدس عاصمة لـ”إسرائيل”، وقراره نقل السفارة الأمريكية إليها، غريبًا على الرأي العام العربي، فخيوط الصفقة منسوجة منذ انقلاب السفيه عبد الفتاح السيسي ثم صعود بن سلمان في الرياض.

ومن المعروف أن الصفقات بشأن القضية الفلسطينية، لم تكن بعيدة عن عسكر كامب ديفيد يوما، كعادتها تتصدر المشهد، ولم تكن كلمات السفيه السيسي تخلو من التطرق إلى الصراع الفلسطيني الصهيوني، والتأكيد بأن الحل لن يكون إلا بالتنازل الفلسطيني لليهود!

وتسعى سلطات الانقلاب في مصر إلى تصفية القضية الفلسطينية، من خلال المبادرات العربية والعالمية بتسوية ربما لا ترضي الفلسطينيين، بدأ السفيه السيسي في اتخاذ خطوات تجاهها على أرض الواقع في فبراير 2016، وجاء الرئيس الأمريكي ترامب بعد انتخابه رئيسا للولايات المتحدة، ليقود هذه المفاوضات والمبادرات، بصفقة يدخل بها التاريخ من باب الخدم، فيما بات يعرف باتفاق القرن.

مع أوائل عام 2016، نشرت صحيفة “هارتس” الصهيونية أن لقاءً جمع نتنياهو والسفيه السيسي في الأردن فيما عرف بقمة العقبة، وحضر اللقاء وزير الخارجية الأمريكي السابق جون كيري، وقالت الصحيفة وقتها إن اللقاء تطرق إلى مناقشة مبادرة كبرى للوصول إلى اتفاق يتضمن الاعتراف بـ”إسرائيل” كدولة عرف بـ”حل الدولتين”، واستئناف المفاوضات بدعم عربي.