إرهاب العسكر.. تلبس جيش ولا تلعب كرة في الطلائع؟

- ‎فيتقارير

“كرة القدم هواية جميلة ولكن العسكر يستخدمها لتغييب الوعي ونسيان الثورة وإهدار الطاقات، وعار على الثوار ان يسقطوا في هذا الفخ”، هذا ما يؤكده المراقبون ولولا أهمية كره القدم لدي العسكر ما تولوا رئاسة الأندية فكم رئيسا لأندية جماهيرية كان من العسكر وعلي رأسهم المشير الراحل وذراع عبد الناصر “عبد الحكيم عامر”.

ونجحت سلطات الانقلاب في مساومة أحمد سامي لاعب نادي مصر المقاصة، وإجباره على اللعب لمدة موسمين في نادي طلائع الجيش على سبيل الإعارة، خلال فترة الانتقالات الصيفية الحالية، وكان سامي على رادار الأهلي قبل تمكن العسكر في خطفه، وقام اللاعب بالتوقيع بحضور العميد أحمد المهدي مدير الكرة بنادي الطلائع، واللواء محمد عبد السلام رئيس المقاصة ومحمد شيحة وكيل اللاعب
.
ولم يصبر القضاء الشامخ كثيرا على إلغاء التحفظ على أموال نجم كرة القدم محمد أبو تريكة، فسارع إلى إصدار حكم “يلغي الإلغاء”، مثيرا بذلك عاصفة من الأسئلة والتعليقات والتفسيرات يصب معظمها في “تسييس الكرة” وإرسال رسائل ضمنية للنجم محمد صلاح مهاجم ليفربول الإنجليزي.

عدد كبير ممن تناولوا القضية ربطوا بين أبو تريكة وصلاح، فكتب أحدهم “تريكة أكثر من مجرد مستشار لصلاح فهو أبوه الروحي.. العديد من نجوم مصر يتحدثون معه من أجل الحصول على نصائحه.. نجم الأهلي السابق بطل قومي في مصر”.

ولخص أحد المغردين عناصر الربط بين النجمين “أعتقد أن إعادة إدراج أبو تريكة في قوائم الإرهاب فى التوقيت ده بالذات رسالة لمحمد صلاح أكتر منها لأبو تريكة، وإن مفاوضات نظام بلحة مع تريكة فشلت وتريكة رفض المساومة على مبادئه.. ربنا ينتقم من الظالم وينصر تريكة ويحفظ صلاح من شرهم”.

وتحت عنوان “أبو تريكه مش خاين” تساءل ناشط “ما هو تعريف الخاين؟”، مجيبا “الخاين اللي يفرط في أرض استشهد على ترابها أطهر الرجال #تيران_وصنافير_مصرية، اللي يبيع آثار بلده وغاز بلده ويفجر أهل بلده ويهجر أهل بلده ويطالب بسلامة المواطن الصهيوني، ويستلف ويشحت من صندوق النقد الدولي وهو بينهب ثروات بلده ومنح الخلايجة ووووووو”.

وكانت كرة القدم مصدر الهاء في عهد المخلوع مبارك، ولكن غباء العسكر الحالي منع الجماهير من حضور المباريات واعتقل الجماهير كشف اللعبة، يقول الناشط أحمد البقري:” ستة أعوام مرت علي أبشع مجزرة شهدتها ملاعب كرة القدم مجزرة بورسعيد الذي راح ضحيتها 72 شهيد من شباب مصر قتلهم العسكر ذبحا بالسلاسل والاسحلة البيضاء، تناسي العسكر هذه المجزرة ولكن نحن لن ننسي ..أيها القتلة ستنالكم أيدي العدالة مهما زاد بطشكم وقمعكم”.

ويتغلغل العسكر في معظم مفاصل الدولة، من مؤسسات حكومية وأخرى خاصة، ليصلوا حتى إلى عسكرة الكرة المصرية، بهدف فرض السيطرة وتحديد خط سير واحد لتلك المؤسسات، وبالرجوع إلى سجلات رئاسة الأندية المصرية، تجد أنه لا يخلو نادٍ مصري من رئاسة أحد العسكريين في فترة من الفترات، لتنعدم الخبرات الرياضية، والإدارة الحقيقية في فترات عاشتها معظم الأندية المصرية.

الفريق عبد المحسن كامل مرتجي ترأس النادي الأهلي بعد تقاعده في الفترة من 1967 حتى 1965، ومن 1971 حتى 1980، وكانت كل مؤهلاته التي قادته لمنصب رئيس النادي الأهلي، أنه كان قائدًا للجيش المصري في حرب اليمن 1964، وقائد جبهة سيناء في نكسة 1967، ويستمر ذلك المسلسل مع كامل ليصبح ابنه خالد مرتجي عضو مجلس إدارة الأهلي وعضو لجنة الأندية بالفيفا.

أما النادي الإسماعيلي فيرأسه منذ 2012 حتى الآن العميد محمد أبو السعود، بالإضافة إلى أنه قد ترأس النادي في فترة من فتراته اللواء فاروق حمدان.

ويدخل العسكريون في هيكلة اتحاد كرة القدم المصري لكرة القدم، فيشغل اللواء نايف عبد العزيز عزت منصب رئيس لجنة المسابقات، والعقيد ثروت سويلم، واللواء وصفي الدين بسيوني، عضوية اللجنة، واللواء محمد عبد المقصود، المستشار القانوني للجنة.

ويتولى اللواء مدحت شلبي، منصب مدير إدارة الإعلام باتحاد الكرة المصري، وهو أحد الضباط بالشرطة، وبسبب فشله كضابط شرطة توجه إلى التعليق على مباريات كرة القدم، الأمر لم يتوقف عند ذلك الحد، فيشغل اللواء أحمـد بدوي مصطفى، هو الآخر منصب سكرتير لجنة الحكام باتحاد الكرة.

يبدو أن الرياضة في ظل اختفاء كفاءات رياضية وانتشار البطالة، بات لا تحكمها معايير للتعيين بمناصبها سوى “حب العمل”، فلماذا يشغل كل أولئك العسكر مناصب كروية، في الوقت الذي لا تجد فيه آلاف الكفاءات فرصًا في ذلك المجال.