يصر صناع الثورة المضادة في الإمارات والسعودية ومصر على مواصلة نهجهم مع الشأن التركي، فيتبعون عدة أساليب تعتمد على الكذب في روايتهم عن تركيا والأحداث اليومية التي تمر بها، وكما يرى مراقبون أنهم يقدمون تلك المعلومات دون سند أو مبرر معقول بل في كثير من الأحيان باستخدام الصور والفيديوهات القديمة بعدما لم تخدمهم الحقيقة في إنعاش باطلهم.
وخلال اليومين الماضيين ركزت محطات الأخبار الإماراتية والسعودية والمصرية ومواقعها وذبابها الإلكتروني على شبكات السوشيال ميديا في متابعة حدثين الأول كان ادعاء “سكاي نيوزعربية” ومقرها أبوظبي، وهي جهة إعلامية معروفة بعدم حياديتها، أن “تركيا توافق على فتح تحقيق بشأن سفينة الأسلحة التي ضبطت في ليبيا”.
#تركيا وعلى مضض.. توافق على فتح تحقيق بشأن سفينة الأسلحة التي ضبطت في #ليبيا#شاهد_سكاي pic.twitter.com/yHMyrUKD6t
— سكاي نيوز عربية (@skynewsarabia) December 23, 2018
وقال محللون إن تركيا ليست لها علاقة بقائد مليشيات الكرامة خليفة حفتر المسيطر على الميناء الذي تم ضبط السفينة فيه، وأنه من المفترض أن تلك الشحنة الكبيرة تصل إلى طرابلس، حيث أجنحة الثورة المسلحة لا أن تسلم للطرف الآخر إن صحت الواقعة.
ونفى وزير الخارجية التركي تورط أنقرة في شحنة أسلحة مرسلة من تركيا إلى ميناء قرب طرابلس الأسبوع الماضي، بعد الإعلان عن تحقيق تركي ـ ليبي مشترك في الحادث.
وقال تشاوش أوغلو- في مؤتمر صحفي خلال زيارة إلى ليبيا: “بدأنا تحقيقًا لتحديد كيفية تحميل الأسلحة في الحاويات وكيف دخلت ليبيا”.
وأصدرت الحكومة الليبية المدعومة من الأمم المتحدة بيانا عقب محادثات في طرابلس بين رئيس الوزراء الليبي فايز السراج وتشاوش أوغلو، حسب ما أوردته رويترز، ونقل البيان عن تشاوش أوغلو قوله إن أنقرة ترفض مثل هذه الأفعال “التي لا تمثل سياسة أو توجهات الدولة التركية”.
وكان الادعاء أن الجمارك صادرت الأسلحة يوم الثلاثاء الماضي في ميناء “خُمس”، شرق طرابلس، واحتوت الشحنة على 3 آلاف مسدس تركي الصنع، بالإضافة إلى مسدسات أخرى وبنادق صيد وذخائر، حسبما أفاد مكتب جمارك مطار بنينا في بنغازي، الواقعة تحت سيطرة خليفة حفتر، على حسابهم الرسمي على الفيسبوك.
مظاهرات الجوع
فيما فطن كثير من رواد مواقع التواصل الإجتماعي العرب والخليجيين منهم إلى التضخيم والتهويل الذي صنعه أمثال الانقلابي عمرو أديب الذي هاجم “الجزيرة” لعدم نقلها “مظاهرات” تركيا التي خرج خلالها “الآلاف” بحسب تعبيره، ففوجئ المراقبون أن الصور المصاحبة لموضوعات التغطية للمظاهرات أنها قديمة أو صيفية أو لأسباب أخرى غير ما ادعاه “أديب” من أنها سترات صفراء في تركيا.
واكتشف الجمهور أن الفيديوهات التي نقلها إعلاميو الإنقلاب كانت قبل أسبوع في “ديار بكر” ذات الأغلبية التركية التي يشن رجب طيب أردوغان عليها حربا تطهيرية لأحزاب تعتبرها تركيا “إرهابية”.
اللجان الإلكترونية
وفي شأن المظاهرات التركية أيضا؛ انطلقت اللجان على وسائل التواصل الاجتماعي تتحدث عن سقوط أردوغان الوشيك وادعت “سجى غانم” أن “مظاهرات تعم المدن التركية ضد أردوغان الشعب التركي بدأ يستيقظ من غفلته بعدما وجد تركيا متأخونة إلى الحد الذي لا يطاق معه أردغان رغم كل إنجازاته إلا أنه ينتمي للإخوان أكثر من بلده” وفقا لادعائها.
وكان الرد السعودي من حساب “نصراوي” الذي كتب: “بالفعل فيه مظاهرات يا خالد محدودة جدا في ديار بكر قرب الحدود السورية، وليست جديدة من حزب العمل الكردستاني. أما الضجة اللي تشوفها في الهشتاق غير صحيحة”.
في تعليقه على هاشتاج #الشعب_التركي_يتظاهر_ضد_اردوغان وصف حساب “أبو عبد العزيز” تغطية إحدى قنوات الثورة المضادة بأنها “غير كافية ولم يدر أنها لخبر يبدو محدود لم يكونوا يتمنونه هكذا”.
وكتب “عزوز”: “خبر خجول من قناة العربية مدة ٠٠:٠٠:٠٦ ثواني عن مظاهرات تركيا مجرد موضوع ولا يوجد خبر موسع أثناء النشرة”.
خبر خجول من قناة العربية مدة ٠٠:٠٠:٠٦ ثواني عن مظاهرات تركيا مجرد موضوع ولايوجد خبر موسع اثناء النشرة. pic.twitter.com/52LTJNmUiF
— أبو عبد العزيز (@OzzoZooz) December 23, 2018
