بث ناشطون عبر موقع “فيسبوك” مقطع فيديو لجماهير نادي “الهلال السوداني” وهم يرددون هتافات تطالب برحيل رئيس الدولة عمر حسن البشير.
واحتشد الآلاف من جماهير زعيم السودان كما يلقبونة خلال مبارتهم مع نادي “الإفريقي التونسي”، ضمن منافسات دوري أبطال إفريقيا أمس الأحد في ستاد الهلال، مرددين هتافات “الشعب يريد إسقاط النظام”.
واستمرت مظاهرات الغضب السوداني من القضارف إلى عطبرة وصولا إلى الخرطوم، وباتت شعلة الإنتفاضة الثورية لا تتوقف ضد الجنرال عمر حسن البشير الذي ظن نفسه من الخالدين، وامتلأت سنوات حكمه بالتناقضات والتي كانت سببًا في تشويه الحركة الاسلامية في البلاد وفق ما يرى البعض.
جماعة الإخوان المسلمين في السودان، اعتبرت أن المواطن هو من يقف وراء المظاهرات، مؤكدة أنها تقف صفا واحدا مع المواطن، الذي قالت إنه “يعبر عن غضبه بصورة حضارية دون عنف أو إحراق للممتلكات الخاصة بالدولة أو المواطنين”، ودعت من وصفتهم بالمواطنين الأوفياء بالتعبير عن الغضب دون التدمير.
وبجانب دعوة الإخوان، فقد دعت عدة أحزاب سودانية من أبرزها أحزاب المؤتمر والأمة القومي والشيوعي والمؤتمر السوداني والبعث، بالإضافة إلى طلاب بعض الجامعات، إلى التظاهرات، رفعوا فيها مطلبين هما: “مواجهة الغلاء والدعوة لرحيل الحكومة”.
رئيس حزب الأمة القومي السوداني المعارض الصادق المهدي، تصدر المشهد بشكل لافت، وأطلق بدوره تصريحات مواجهة لخصمه الرئيس عمر البشير، وطالبه بقبول التغيير والاستماع إلى مطالب الاحتجاجات التي تجتاح عدة مدن سودانية، وقال بوضوح لا يحتمل الشك: “في السودان نحن نقول الشعب يريد نظام جديد، مشيرًا إلى أن 22 مواطنًا قد قتلوا دفاعًا عن تراب السودان ضد ميليشيات البشير.
ويرى سياسيون محسوبون على الربيع العربي أن السودان قد تكون محطة جديدة في موجة جديدة من الغضب العربي؛ حيث مع تشابه الظروف بين مصر والسودان، فيما يخص المعاناة الاقتصادية ورفع الأسعار وإلغاء الدعم وتمديد الرئاسة لحكام البلدين، وفي الإطار صرح الدكتور محمد محسوب، وزير الشئون القانونية الأسبق في مصر: إن “أمتنا العربية مقبلة على تغيرات جذرية خلال العامين المقبلين، ولا يوجد بأي من حكوماتها عقلاء يستجيبون لمطالب التغيير، وإنهم ظنوا الربيع العربي انتهى بانقلاباتهم، بينما لم تكن الموجة الأولى إلا زلزالا بدأ، وستفرض شعوبنا مطالبها: حرية.عيش.عدالة اجتماعية، وسيصبح وجهها مشرقا ومتحضرا يفتخر به أبناؤه”.
أما الإعلامي القطري جابر الحرمي من هذا الفريق المتفاؤل بحذر، مؤكدًا أن الهروب إلى الأمام لن يجدي البشير، فالأوضاع المعيشية والاقتصادية للشعب السوداني الشقيق صعبة، ولكنه يتخوف من تكون زيارة البشير لبشار لنقل تجربة الثاني في القمع إلى السودان، موضحا أن الخيار الأمني مع الشعوب لم يكن يوما خيارا صائبا أو معالجا لأسباب الثورات والانتفاضات.
