مأساة الجزائري “عيّاش محجوبي” تفتح ملف الإهمال فى أوطان الديكتاتورية

- ‎فيعربي ودولي

6 أيام بالتمام والكمال، انتهت حياة الشاب الجزائري عياش محجوبي، بعد أن فشلت محاولات انتشاله حيًّا من داخل أنبوب يؤدي إلى بئر، ما تسبب فى غضب عارم بين صفوف الجزائريين؛ نتيجة “فشل” السلطات الجزائرية المحلية في إنقاذه.

وأعلنت السلطات الجزائرية، أمس الأحد، عن وفاة الشاب عياش محجوبي، الذي انتشرت قصته على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن وقع داخل بئر منذ ستّة أيام، وعلق فيها إلى أن توفي اليوم بعد فشل إخراجه.

سقط عياش (26 عاما)، الثلاثاء الماضي، في البئر وعلق بأنبوب حديدي قطره أقل من 40 سم، على عمق عشرات الأمتار في قرية أم الشمل بولاية المسيلة شمالي الجزائر.

وسمع بعض المارة صراخ عياش الذي كان عالقًا داخل البئر، ليقوموا بدورهم بالبحث عن المساعدة وإبلاغ السلطات، الأمر الذي انتشر لاحقًا على مواقع التواصل الاجتماعي، مما دفع بالمئات إلى موقع تواجد الشاب، الذين راقبوا محاولات الإنقاذ خلال الأيام الماضية.

وتحولت قضية عياش بذلك إلى قضية رأي عام وموضوع تابع تفاصيله الجزائريون، الذين انتقدوا ما اعتبروه تقصيرا من السلطات لعدم جلبها العتاد اللازم لإخراجه من البئر.

وأثارت قضية عياش تفاعلًا إضافيًّا بعد الإعلان عن وفاته، حيث لاقت قصته المأساوية تعاطفا كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعي، اعتبر فيه بعض المغردين على “تويتر” أن سوء الخدمات التي تقدمها السلطات كانت سببا رئيسيا في وفاته.

تضامن شعبي

جمعت قصة عياش محجوبي مئات الجزائريين على هدف واحد: إنقاذه. وأكدت وسائل إعلام محلية أن معظم آلات الحفر الموجودة في المكان مملوكة لمواطنين وشركات خاصة وليست للحكومة الجزائرية، لم يتردد مالكوها في وضعها تحت تصرف فرق الإنقاذ، فيما تجمع المئات من المواطنين في مكان الحادث ناصبين خيامهم معلنين استعدادهم للمساعدة متى احتاجتهم فرق الإنقاذ.

على وسائل التواصل الاجتماعي، انتقد مستخدمون ما اعتبروه تقصيرا من السلطات، التي كان “يمكنها” إنقاذ الشاب لو قامت بواجبها على أكمل وجه، على حد تعبيرهم. وتحدث آخرون عن الإهمال الحكومي الذي أدى إلى سقوط الضحية في الأنبوب، قائلين إن إجراءات السلامة تتطلب منع الناس من الاقتراب من أنابيب أو أماكن قد تشكل خطرا على حياتهم.

وقالت ناشطة تدعى “سارة”: “أي دولة هذه!.. ليس فيها آلة لإنقاد نفس بشرية.. لو كانت الحكومة اكتشفت بئر بترول في مسيلة لاستعانوا بكل الوسائل.. سحقا لكل مسئولي الحكومة عبدة الكراسي سافكي أموال ودم الشعب.. رحمك الله ياالعياشي.. فروحك عند الرحمان الذي حرم الظلم عن نفسه.

وكتب عبد المؤمن: “المؤسسات التي تدافع عن سم العقارب، وتدفع بخيرة أبنائها للموت بالقوارب، وتتاجر بعقول شبابها، وتعتمد في وجودها على رئيس غير موجود..!! كيف تستطيع دولة البترول والرداءة أن تنقذ مواطنا من بئر وردائتها في قاع الحفر؟ رحم الله عياش وأسكنه فسيح الجنان”.

وانتقد يحيى قادري إهمال السلطات لعياش: “عياش رحمه الله هو أيضا يتحمل جزءا من المسئولية.. لماذا لم يسقط أثناء الحملة الانتخابية، أنا متأكد أن الكل سيكون حاضرا ومن غير المستبعد أن تجد الوزير الأول يساعد في انتشاله.. اختيار التوقيت مهم جدا في مثل هذه الحالات، فاختاروا بشدة متى وأين تسقطون”.

كما انتقد آخرون وصول والي ولاية المسيلة (المحافظ) الحاج مقداد إلى مكان الحادث بعد عدة أيام، قائلين إنه كان بالإمكان جلب رافعات كبيرة وطلب مساعدة شركات حكومية أو أجنبية عاملة في الجزائر، ولديها الإمكانيات والخبرة في عمليات الحفر والتنقيب، وأنه لو تم التحرك بسرعة لخرج عياش من الأنبوب حيا.

طرد المحافظ

فى سياق متصل، بث ناشطون مقطع فيديو لتعرض الوالي إلى وابل من الشتم، وتم تحطيم زجاج سيارته من مواطنين غاضبين حاولوا إيصال غضبهم من عدم اهتمام المسئول الأول في المسيلة بالقضية، منذ اليوم الأول، واكتفائه بإرسال رئيس ديوانه إلى موقع البحث والإنقاذ في ثالث أيام عمليات البحث.

كما نُشر كذلك مقطع لشقيق “عياش” وهو يقوم بطرد والي “محافظ” المسيلة من أمام البئر كرد تلقائى بعد فشل محاولات إنقاذه.