“اوعوا الثورة تتسرق منكم”.. هل حان وقت تنفيذ وصية الرئيس الأخيرة؟

- ‎فيتقارير

يوافق اليوم الذكرى السابعة لثورة 25 يناير التي أبهرت العالم وجذبت اهتمامه، خاصة بعد أن نجحت في الإطاحة بالمخلوع حسني مبارك، الذي أمضى نحو 30 عامًا جاثمًا على أنفاس الشعب، وبين سنة من حكم الرئيس المنتخب محمد مرسي وأكثر من أربعة أعوام على انقلاب السفيه عبد الفتاح السيسي مقارنات مدهشة، ربما محيرة أيضاً؛ فالأول وصل عبر صناديق انتخابات ديمقراطية في أجواء من المؤامرات والحقد في دولة لا تعرف للديمقراطية الحقيقية طريقاً منذ 7000 عام، والثاني جاء بعد انقلاب عسكري قاده بنفسه، مستنداً إلى الحاقدين وعمائم ولحى.. قتل وكذب وزوّر إلى أن تحكّم وحكم.

بشكل مفاجئ أعطت المخابرات الحربية الأوامر للأذرع الإعلامية، واندلعت موجة جديدة من استهداف الرئيس محمد مرسي، وجماعة الإخوان بالاتهامات، القديمة المعادة، بإضاعة الثورة، وبيع الثوار، الكثيرون قد أعاد سماع خطاب الرئيس مرسي الأخير “خطاب الشرعية” بروِّية هذه الأيام؛ ليكتشف البعض أنهم لم يفهموه وقتها، فبعد القتل واعتقال البنات فهم الشعب لماذا قال: “أنا عاوز أحافظ ع البنات”، فهم الشعب عندما قال “اوعوا الثورة تتسرق منكم”.

من جانبه يقول الناشط السياسي أمير عيد، على موقع التواصل المصغر تويتر: “تحيا ثورة يناير العظيمة والمجد للشهداء وربنا يرحم الأخ محمد يسري سلامة ونفتكر مقولته الشهيرة: لن أندم على الثورة ابدا وستظل اشرف وأنبل حدث في حياتي وليس ذنبنا أننا قمنا بها وسط انتهازيين وجهال ومعدومي الوعي”.

مؤامرات ضد الثورة

وصل الرئيس مرسي فمورست ضده كل أنواع المؤامرات والمكائد، فأخذت الشرطة والمؤسسات الأمنية وغيرها إجازة “على حد قولهم حرفياً” أربع سنوات، كما وقفت ضده كثير من الدول العربية والإقليمية، وراحت تبث الأموال والخطط المخابراتية لإسقاطه أو لإفشاله، ولاقى ذلك دعم العسكر الذي لم يتوانَ بمخابراته وإعلامه عن أن يبدأ خطته من اللحظة الأولى.

أزمة بنزين تظهر في لحظة إذا فكّر مرسي في الغضب، ورصدت سيارات البنزين الضخمة تسكب حمولتها وسط الصحراء، جيش من بلطجية الداخلية وساويرس “البلاك بلوك” يعيثون فساداً، ويحرقون مقرات الحزب الحاكم تحت مرأى ومسمع الزند والقضاء، ولا يمكث أحدهم سويعات في النيابة حتى يفرج عنه دون ضمان أو كفالة حتى.

رغم كل ذلك فقد رسم الرئيس مرسي طريقاً من النّجاح، ولاحظ مراقبون أنه بعد فشل السفيه السيسي، أن كلام الرئيس مرسي عن امتلاك غذائنا وسلاحنا ودوائنا كان شغله الشاغل، فقد أثبت وزير التموين في عهده الباسم باسم عودة أن المصريين قادرين على تحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح، ولم يكتفِ بالكلام؛ بل نفّذ جزءاً كبيراً من أحلامه وأحلام الشعب.

وزير شبابه أسامة ياسين قد انطلق يزيح الفساد عن دور الشباب وملاعبهم، وزير ثقافته قد بدأ حربًا مع مثقفي السيجار والسجاد الأحمر الذين احتلوا دور الثقافة لعقود؛ ليبثوا فكرهم الخبيث فقابلوه باعتصام أمام مكتبه استمر حتى الانقلاب على الرئيس مرسي.

وزير الاستثمار والشباب والصناعة، ولجنة مشروع إنشاء محور قناة السويس بدئوا الإعداد والتنفيذ على نفس المجرى الملاحي؛ ليكون مركز خدمة عالمياً لوجستياً يوفر فرص عمل واستثماراً وسكناً للمصريين، كما يوفر على حركة التجارة العالمية الكثير، فواجهه الجيش بعقبات الأمن القومي وخلافه، والهدف معروف أن الإمارات ترفض تماماً مثل هذا المشروع القومي العملاق الذي سيؤثر سلباً عليهم.

جنون العسكر

وزير الصناعة الشاب قد بدأ التعاقد مع سامسونغ، وبدأ مثلث التعدين في الصعيد، كما أخذ الرئيس مرسي يبتعد بالسياسة الخارجية عن أميركا وروسيا، وليتجه إلى تركيا والبرازيل وجنوب إفريقيا؛ لينضم إلى مجموعتهم الاقتصادية، وقد أوشك على ذلك.

الدولار في عهد الرئيس مرسي المضطرب هذا لم يضطرب، ولم يرتفع بهذا الجنون، وقد هوجم عندما ارتفع قروشاً فقط، الاحتياطي النقدي ثبت ليبدأ في الارتفاع أواخر عهد الرئيس مرسي.

وقفت ضده جبهة الإنقاذ المشئومة التي جذبت كل المعارضة نحوها، وسنّ رمحه حزب النّور ليوجهه في أزمة الشيعة، وثار يونس مخيون عندما كان ثاني المتحدثين في أحد الاجتماعات، وباتت “تمرد” تنتظر الضوء الأخضر من المخابرات؛ لتبدأ ساعة الصفر نحو 3 يوليو 2013؛ إذ انقلب المتآمرون على أول تجربة ديمقراطية قبل أن يحين شهر مارس 2016؛ وتنتهي فترة الرئيس المنتخب ويدفع الشعب بمرشح آخر لينافس مرسي، بدلا من انقلاب دموي أسود أعاد مصر قروناً للوراء وأغرقها في دوامة من القمع والفقر.

فهل حان وقت تنفيذ وصية الرئيس البطل الشرعى لجمهورية مصر العربية محمد مرسي، في الذكرى السابعة للثورة والتي قال فيها: “اوعوا الثورة تتسرق منكم.. بأىّ حجة،
الحجج كتير والسحرة كتير والتحدي كبير
وانتو قادرين تواجهوا هذا..
عايزين نحافظ على ولادنا..
عايزين نحافظ على بناتنا ..
لان هما اللى هيربوا اطفالنا فى المستقبل..
وليعلم أبناؤنا أن
آباءهم وأجدادهم كانوا رجالاً
لا يقبلون الضيم ولا ينزلون أبدًا على رأى الفسدة
ولا يعطون الدنية أبدًا من وطنهم
أو شريعتهم أو دينهم”.