السيد البدوي.. “محلل” الأزمات الصعبة و”قفا” الكفوف العريضة

- ‎فيتقارير

أثارت أخبار ترشح رئيس حزب الوفد السيد البدوى لمسرحية انتخابات الرئاسة التي يشرف عليها عبد الفتاح السيسي، موجة سخرية عارمة من البدوي، بعد التأكد من ذهابه لتوقيع الكشف الطبى عليه، تمهيدا للعب دور المحلل في اللحظات الأخيرة، واستكمال فصول المسرحية الهزلية، بعد اعتقال سامي عنان إثر إعلان ترشحه للرئاسة، واستبعاد أحمد شفيق وانسحاب خالد علي.

ترشح السيد البدوي لم يكن مفاجئا للمصريين، في أن يوافق السيد البدوي لعب دور “المحلل” أمام السيسي في انتخابات هزلية ينفق عليها السيسي مليار و400 مليون جنيه، لا ليقنع المصريين بأن هناك انتخابات رئاسية، ولكن ليستكمل عناصر الملهاة والسخرية من الشعب المطحون، معلنا تحديه لثورة يناير وشبابها والاستهزاء بالعملية الديمقراطية.

من هو البدوي؟

يعرف السيد البدوي بأنه رجل المهام الصعبة في تعامله مع الجهات الأمنية لنظام العسكر، كما أنه معروف بأنه رجل الخيانة المشهود له بغدره في اللحظات لأخية، حيث تعتمد عليه الأجهزة الأمنية في اللحظات الحرجة خلال مواجهة أي مشكلة، يدخل فيها السيد البدوي كمحلل ليتم الغدر من خلاله بأصحاب الحقوق من المصريين.

والسيد البدوي شحاتة مواليد (1950)، سياسي ورجل أعمال مصري ورئيس حزب الوفد، تخرج من كلية الصيدلة بجامعة الإسكندرية سنة 1973. كان يمتلك شبكة تلفزيون الحياة المصرية، ويتولى أيضًا منصب رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة سيجما للصناعات الدوائية، ورئيس شعبة صناعة الدواء باتحاد الغرف الصناعية المصرية.

وصل السيد البدوي لرئاسة حزب الوفد عن طريق علاقته بالأجهزة الأمنية التي استغلته لحسم المعركة الدائرة في الحزب إبان أزمة 2009، وانضم البدوي لحزب الوفد بعام 1983، وانتخب سكرتيرًا عاما للحزب عام 2000 واستمر بالمنصب حتى عام 2005، ومنذ عام 2006 وهو عضو في الهيئة العليا للحزب. وفي 28 مايو 2010 انتخب رئيسًا لحزب الوفد متفوقًا على منافسه رئيس الحزب محمود أباظة.

ويعرف السيدو البدوي بالفساد المالي الذي زكم الانوف، حيث استولى صاحب قنوات الحياة وعميل امن الدولة على قطعة أرض عليها مدينة أثرية كامله بمارينا تعود الى العصر الرومانى وأستولى هو ومن ورائه من رجال الجهات الأمنية على كل اثار المدينه ثم أقام عليها قرية بورتو مارينا الشهيرة.

وكان السيد البدوى شريكا للواء حسن عبد الرحمن رئيس جهاز مباحث أمن الدوله الذي قتل 800 مصري في ثورة يناير، كما كان البدوي هو المالك لشركة سيجما للادوية وهى الشركة المتهمة دوليا بأنها المتسبب في إغراق مصر بعقار الترامادول المدمر للصحة وللاستقرار الاجتماعى في المجتمعات.

أزمة جريدة الدستور

استغلت الأجهزة الأمنية علاقتها بالسيد البدوي، ووكلته في شراء جريدة الدستور، التي كان يرأس تحريرها الصحفي إبراهيم عيسى، بعدما أرادت الدولة أن تبحث لإبراهيم عيسى عن مخرج لإغلاق صوت الجريدة بعد أزمة التحدث عن صحة الرئيس المخلوع حسني مبارك، دون أن يتم اكتشاف أمر إبراهيم عيسى وعمالته للأجهزة الأمنية.

لتفتعل الأجهزة الأمنية معركة وهمية بدخول السيد البدوي وتوكيله بشراء الجريدة وإقالة إبراهيم عيسى الذي ظهر في دور البطل المعارض، رغم أنه كان يتقاضى وقتها 25 ألف جنيه في الشهر، وخرج من الجريدة مقابل مكافأة 2 ملون جنيه.

وحينما خرج أيمن نور ليعلن فضائح الصفقة، وسبب شراء السيد البدوي للجريدة،حاول إبراهيم عيسى إثناءه عن ذلك حتى لا يفتضح امره، وطالبه بالتوقف عن مؤتمره الصحفي لكشف الحقيقة.

قفا البدوي

ولعل من الأحداث التي يذكرها التاريخ “قفا السيد البدوي” في ميدان التحرير، خلال ثورة يناير، حينما نزل البدوي يحتفل بخلع مبارك، رغم عمالته لنظام المخلوع، وانتشرت على شبكة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي واقعة تعرض لها البدوي خلال مشاركته في فعاليات مليونية “للثورة شعب يحميها”، ويظهر تعرضه للضرب على قفاه، حيث يظهر البدوي يسير في ميدان التحرير وحوله رجاله ومناصروه وبعض المشاركين في المليونية، وأحدهم يسأله: “إيه رأيك في الميدان بدون الإخوان يا ريس”، فيجيب البدوي: “جميل”.

إلا أن الجميع فوجئ بشخص مجهول ملثم ينهال على البدوي بصفعة على “قفاه”، بقوة ما دعا البدوي لأن يلتفت وراءه بسرعة، ولكن كان الشخص المجهول قد فر مسرعًا.

بيع قنوات الحياة للمخابرات

قامت مجموعة فالكون التي تتبع مخابرت السيسي بإطلاق شركة تواصل للعلاقات العامة خلال الأشهر الماضية، للسيطرة على الإعلام، وقامت بشراء قنوات الحياة من السيد البدوي، لتستكمل مخابرات السيسي هيمنتها على الإعلام والقنوات الفضائية العاملة في الدولة.

وكشف “البدوي” أن قيمة صفقة بيع شبكة تليفزيون الحياة لشركة تواصل، بلغت 1.4 مليار جنيه تساوي نحو 80 مليون دولار، مشيرًا إلى أن ديون المجموعة كانت قد تخطت حاجز المليار جنيه تساوي 57 مليون دولار، وجرى توجيه معظم إيرادات القناة لسداد المديونيات المستحقة.