بعد مرور ثلاثة أشهر على قتل وتقطيع جثة الكاتب الصحفي السعودي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في إسطنبول تركيا،أعلنت وكالة الأنباء السعودية، الخميس 3 يناير أن النائب العام السعودي عقد الجلسة الأولى بالمحكمة الجزائية بالرياض للمدانين في قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي.
وأكد بيان النيابة العامة حضور 11 متهماً، مطالباً بإيقاع “الجزاء الشرعي بحقهم”، وإعدام 5 منهم؛ لضلوعهم بجريمة القتل. وبحسب البيان، فقد تم تمكين جميع المتهمين من المهلة التي طلبوها، بعد تسلّمهم نسخة من لائحة الدعوى، للإجابة على ما ورد فيها.
إبعاد “بن سلمان”
يأتى هذا في الوقت الذي لم يتم فيه الإفصاح عن أسماء المتهمين، وكانت النيابة العامة قد أبعدت في 15 نوفمبر من العام الماضى 2018، الشبهات عن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، في جريمة قتل ” خاشقجي” في القنصلية السعودية في إسطنبول، محمّلة مسؤولين آخرين مسؤولية الجريمة.
وقال مسؤول في النيابة العامة، في مؤتمر صحفي في الرياض، رداً على سؤال حول احتمال تورُّط ولي العهد في الجريمة، إن نائب رئيس الاستخبارات السابق أحمد العسيري أمر بإعادة خاشقجي إلى السعودية، وإن رئيس فريق التفاوض في موقع الجريمة أمر بقتله.

كيف قتل خاشقجي
وأظهر مقطع فيديو انتشر على الإنترنت كاشفا لغز اختفاء جثة الكاتب الصحفى السعودى جمال خاشقجى، والذى قتل فى قنصلية بلاده بالعاصمة التركية إسطنبول.
وبحسب المقطع، فقد نشرت قناة “إيه هابير” التركية مشاهد لفريق الاغتيال وهم ينقلون 5 حقائب وكيسًا أسود إلى منزل القنصل السعودى. وبحسب الموقع التركي فقد تمت العملية فى تمام الساعة 3.05 عصرًا، أى بعد الجريمة بساعتين، ما يرجح بقوة احتواء الحقائب على جسد “خاشقجى” بعد تقطيعه.
وكشف التقرير أن عملية النقل تمت بواسطة “سٍيارة مينيبوس” سوداء اللون تابعة للقنصلية السعودية، قادها عضو فريق الاغتيال ذعار الحربى، السيارة دخلت إلى المرآب “الجراج”، فسارع أعضاء فريق الاغتيال بالخروج لاستقبالها.
لكن ماهر مطرب انتظر بالسيارة نحو 3 دقائق، ثم خرج منها فى الساعة 3.09، وتوجه فورا إلى المرآب “الجراج”.
وكشف المقطع المثير، قيام خالد الطيبى بجر الحقيبة الأولى ودخل إلى المنزل، وتبعه عبد العزيز الحساوى بحقيبتين، ثم مشعل البستانى بحقيبتين وكيس أسود، وفق ما يظهر بالمقطع، لتنتهى عملية نقل الحقائب المشبوهة خلال دقائق.
وحتى هذه اللحظة لا تزال السعودية تنكر معرفتها بمصير الجثة، وتقول إنها سُلمت إلى متعاون محلى، وطالبت تركيا مرارًا بالكشف عن هويته لكن دون جدوى.
قاتل ومجنون
كانت صحيفة “واشنطن بوست” قد قالت إن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان “قاتل” ولا يجب العمل من أجله، في حين وصفته “نيويورك تايمز” بأنه “مجنون” ويجب على السعودية عزله.
وقال الكاتب الأمريكي نيوكولاس كريستوف، إن على العائلة الحاكمة في السعودية أن تبحث عن ولي عهد جديد، وعلى الولايات المتحدة أن تطلب ذلك من العاصمة الرياض.

وأوضح كريستوف في مقال له بصحيفة “نيويورك تايمز”، أن “التقارير عن مقتل خاشقجي تتزايد، ويبدو أن الصحفي الذي عرفته منذ أكثر من 15 عاماً قُتل بطريقة مثيرة للاشمئزاز، حيث تقول تركيا إن لديها شريطاً صوتياً للمحققين السعوديين وهم يعذبونه ويقتلونه بالقنصلية”.
وبين الكاتب أنه على “الرغم من أن لا شيء مؤكد حتى اللحظة والجميع يطالبون بالحقيقة، إلا أنه يبدو أن بن سلمان، هو من دبر عملية التعذيب والاعتقال وتقطيع أوصال صحفي دخل مبنى دبلوماسي بإحدى دول حلف الناتو (تركيا)”.
ووصف كريستوف ما جرى مع خاشقجي بأنه “أمر بشع”، مضيفاً: إن “ما يضاعف من بشاعته الاستجابة الفاترة من قبل الرئيس الأمريكي والبيت الأبيض؛ فلقد رفض دونالد ترامب وقف بيع الأسلحة للسعودية؛ لاعتقاده أن هذه العملية ستكون مثل زوبعة في فنجان ثم ينتهي كل شيء وتعود الأمور إلى سابق عهدها”.
وتابع الكاتب: “بصراحة هذا عار على المسؤولين في إدارة ترامب وأباطرة الأعمال التجارية، الذين سبق لهم أن صفقوا لبن سلمان رغم سجنه عشرات رجال الأعمال والأمراء، وخطفه رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري وإجباره على الاستقالة، والتهور بخلق أزمة مع قطر، بالإضافة لحرب اليمن التي خلفت أسوأ أزمة إنسانية بالعالم، حيث يعيش قرابة 8 ملايين يمني على حافة المجاعة”.
وقال كريستوف إن “بن سلمان كسب ثقة عائلة ترامب وكان على علاقة وثيقة معهم، وتواصل معه صهر الرئيس جاريد كوشنر، حتى دون المرور بالقنوات الرسمية المعتادة، ودون أن يبلغ وزارة الخارجية بطبيعة الاتصالات”.