في الوقت الذي أكدت الدراسات الطبية الحديثة أن أكثر من 60% من أمراض الكلى يصاب بها المصريون بسبب تلوث مياه الشرب يتجهز المصريون لشرب مياه الصرف الصحي، بعد أن أغلق قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي ملف سد النهضة مع إثيوبيا، واعترف بالأمر الواقع، ما بين التوقيع على اتفاقية المبادئ السرية، وبين حديثه الأخير في أديس أبابا بأنه لا توجد مشكلة مع أثيوبيا والقضية انتهت.
المصريون يشترون المرض
ورغم ارتفاع سعر المياه وشكاوى الغلابة من عدم القدرة على سداد فواتير المياه التي زادت في الشهر للأسرة الواحدة عن مائتي جنيه في الشهر وعد السيسي المصريين بالاعتماد على معالجة الصرف الصحي واستخدامها في الشرب، الأمر الذي ينذر بكارثة كبيرة على رءوس المصريين الذي يعانون من تفشي أمراض الكلى بينهم.
وحسب الدراسات التي تم إجراؤها لمعرفة تأثير تلوث مياه الشرب نتيجة صرف مخلفات بعض المصانع في مياه النيل، يقول د.رأفت فؤاد عبده، أستاذ الوراثة وبيولوجيا الخلية بكلية الزراعة، أن البيئة المحلية بمختلف المحافظات تشهد تلوثًا واضحًا في مياه الشرب في كثير من المناطق.
وأضاف عبده أن هناك شكاوى مستمرة للمواطنين من التغير شبه اليومي لمياه الشرب، من عديمة اللون إلى بنية وأشد من ذلك؛ ما دفع البعض إلى استخدام المرشحات والفلاتر بمنازلهم أو غلى المياه وتخزينها.
وتوجهت الدراسات لبحث تأثير المياه الملوثة على الناحية الوراثية، والتي وجد أنها تؤثر على كلٍ من الانقسام الخلوى “الميتوزي” والمادة الوراثية “الكروموسومات”، وقد استخدمت للاختبار خلايا القمم النامية لجذور نبات البصل، والذي يستدل به على إمكانية حدوث تأثيرات ضارة مماثلة على الإنسان الذي يستهلك هذه المياه.
وتم أخذ عينة مباشرة من أماكن الصرف الصحي بمياه نهر النيل وتم التعامل معها بثلاث تركيزات 25%، 50% 100%، وقد أظهرت النتائج مدى التأثيرات الضارة لمثل هذه المخلفات على المادة الوراثية للنبات، والتي لا تختلف في جوهرها على المادة الوراثية للإنسان أو الحيوان، وهو مادة DNA، وبالتالي تأثيرها الضار المحتمل على صحة العامة.
كما أوضحت الدراسة أن حوالي 60% من أمراض الكلى -وعلى رأسها الفشل الكلوى- وأمراض الكبد تنتج عن استعمال مثل هذه المياه الملوثة.
وتنصح الدراسات لمعالجة هذه المشكلة، بتجنب إلقاء مخلفات المصانع وغيرها في مياه نهر النيل أو فروعه، أو على الأقل معالجتها قبل إلقائها، وتجدر الإشارة إلى أن خبراء علم الكائنات الدقيقة (الميكروبيولوجى) قد شرعوا في تربية سلالات بكتيرية تنمو بغزارة في مياه الصرف الصحي، وتعتمد في غذائها على المواد العضوية الغنية بها تلك المياه.
في الوقت الذي يخرج قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي رافعا يده بيد رئيس الوزراء الأثيوبي، متشابكتين، ليعلن خيانته ويؤكد توقيعه على اتفاقية المبادئ السرية مجددا، بأنه لا سبيل للمصريين سوى تقبل العطش، بعد منحه الإثيوبيين شرعية بناء سد النهضة الذي أنجزت منه 69%.
يخرج السيسي ليوجه رسالة إلى جميع المواطنين في مصر والسودان وإثيوبيا، معلقًا على العلاقات والتعاون بين الدول الثلاث، مؤكدًا بقوله: “نحن نتحدث كدولة واحدة وكصوت واحد”، ولا يشرح للمصريين ما هي علاقة حديثه المطمئن للإثيوبيين بمستقبل الخائفين في مصر بعد انهيار حسته المائية، مضيفا “لن يحدث أي ضرر لمواطني أية دولة من الدولة الثلاث فيما يتعلق بقضية المياه”. وردًا على سؤال صحفي إذا كانت أزمة سد النهضة قد انتهت، أغلق السيسي ملف سد النهضة بالضبة والمفتاح، قائلا: “لم تكن هناك أزمة من الأساس”.

3 ملايين مريض بالفشل الكلوي
يقدر أعداد مرضى الكلى بحوالى 3 مليون حالة منها 30%من مرضي الفشل الكلوي في مصر يموتون سنوياً في حين لا تتجاوز النسبة العالمية للوفاة بهذا المرض7% هذا ما كشفته أحدث إحصائية للجمعية المصرية للكلي ومنظمه الصحه العالميه العام الماضى.
وبلغ عدد المرضي المترددين علي وحدات الغسيل الكلوي بكل من المستشفيات الحكومية، والتعليمية، والمراكز المتخصصة، والتأمين الصحي، والمؤسسات العلاجية، والقطاع الخاص 114278 مريضاً، ويمثل مرضي المستشفيات الحكومية النصيب الأكبر من إجمالي المرضي المترددين، حيث وصل عددهم نحو 52885 مريضا.
ويصل عدد مراكز الغسيل إلى 309 مراكز بين خاص وحكومى، وعدد كبير من هذه الوحدات الخاصة يمتلكها تجار، مهندسين، وفئات أخرى استغلت وضع هؤلاء المرضى ودخلت طمعًا فى الأرباح وهو “بيزنيس” يقدر بحوالى مليار جنيه مصرى سنويا.
وتختلف إحصائيات المرض فى مصر عن باقى دول العالم، حيث تصل نسبة الإصابة فى مصر فى الأشخاص دون سن الخمسين سنة 90%، وهى دلالة واضحة على تردي الرعاية الصحية فيما تنحصر الإصابة في الدول الأوروبية بين سن 70 و80 عامًا.
وتبلغ نسبة الإناث المصابات بالمرض 55% مقابل 45% للذكور وتنحصر أسباب الإصابة بالمرض في ارتفاع ضغط الدم وهو المسئول عن 36% من إجمالي الإصابات مقابل 13,5% لمرضى السكر ونحو 80% للالتهابات الصناعية بالكلي و6% لإنسداد المسالك البولية فيما لا يعرف أسباب إصابة نسبة الـ15% المتبقية.
مخاطر الغسيل الكلوي في مصر
تنحصر مخاطر الغاسيل الكلوى فى مصر فى عدة أمور منها: أن 83% من المراكز الخاصة والحكومية في مصر تستخدم محلول (الاسيتيت) في جلسات الغسيل لمعالجة الفشل الكلوي في حين أن عدد المراكز التي تستخدم البي كربونايت 27% فقط، رغم الدراسات التي أكدت أن الاسيتيت قد منع استخدامه في العديد من بلدان العالم لأضراره، حيث يؤدي إلى هبوط عضلة القلب وهبوط في ضغط الدم، ذلك حيث تقوم جميع مراكز غسيل الكلي سواء الحكومية أو الخاصة باستخدامه لضعف تكلفته دون وضع اعتبار لمدى خطورة ذلك.
فلاتر الموت
أيضاً باقي مستلزمات الغسيل خاصة (المرشح) لا تصلح حيث يوجد تقرير رسمى يؤكد أن المراكز تستخدم الفلاتر أكثر من مرة في جلسات الغسيل دون تعقيم مما يعرض حياة المريض للخطر.
هذا إلى جانب ارتفاع سعر الغسيل، حيث يصل سعر الجلسة الواحدة إلى 140 جنيها، وفي بعض المراكز الأخرى تصل إلى 400 جنيه، إضافة إلى الإهمال الطبي وطول قائمة الانتظار للعلاج على نفقة الدولة، التى أصدرت نحو 43256 طلبا عام 2014 من أصل 112 ألف طلب قدم لها.
فيروس “سى”
هذا بالإضافة إلى أن 25 إلى 55% من الذين يقمون بالغسيل الكلوى أصيبوا بفيروس سى وأن معدلات الإصابة بالعدوى تنخفض فى المراكز الحكومية بسبب تجميع المرضى حسب حالتهم المرضية، بينما ترتفع فى الخاصة لقلة عدد أجهزة غسيل الكلى فيها، وقبولها المرضى المصابين بفيروس، سى أو بى وأصبح الغسيل الكلوى المصدر الأول فى الإصابه بالإلتهاب الكبدى الوبائى.
كما أنه أثناء عمليات الغسيل يحدث انسداد مواسير سحب المياه بماكينات الغسيل وتعرض المرضى أثناء الغسيل للصداع والضغط والشد العضلي والهرش الشديد وقلة الدم مما عرض الكثيرين للموت داخل قسم الغسيل الكلوي بسبب الإهمال والتسيب وعدم توافر الإمكانيات والأدوية كما يتم أيضًا صرف (نصف) العلاج المقرر الشهري بـ100 جنيه فقط علما أن حقن (الأيبركس) قد ارتفع ثمنها 3 أضعاف من 70 إلى 225 جنيها، أيضا لايتم صرف حقن “الهيباركس” منذ 6 شهور.

مافيا الدواء
وقد زادت مافيا صناعة الدواء فى مصر من معاناة مرضى الكلى، حيث عمدت إلى بسط نفوذها فتوفر أصنافا دوائية بعينها وتمنع بعضها ليرتفع سعرها، خصوصًا إذا كانت ضمن المستحضرات الطبية، يضاف إلى ذلك تعطيلها إنتاج بعض مستلزمات العلاج لبعض الأمراض مثلما يحدث في قضية العلاج بالغسيل البريتوني لمرضى الفشل الكلوي، الذين يتكبدون معاناة وتكلفة الغسيل الدموي للكلي ثلاث مرات أسبوعيًا، حيث الجلسة تستغرق نحو 3 ساعات إلى 4 ساعات.