«خلع العباءة».. هل ينفع السعوديين تحذير الرئيس مرسي؟

- ‎فيتقارير

“أنا عاوز أحافظ على البنات” جملة قد لا تخص السعوديين؛ لأن من قالها هو الرئيس محمد مرسي، أول رئيس مدني منتخب للبلاد، لكن بما أن الانقلاب وحَّد بين النظام السعودي وجنرالات 30 يونيو، الذين تلقوا دعمًا ماليًا سخيًا للإطاحة بالرجل الذي قال تلك العبارة.

العباءة في السعودية هي مجرد محطة على طريق التغيير، وإن شئت فقل الانقلاب السياسي والاجتماعي وحتى الديني، الذي يقوده ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الذي ينظر إليه على نطاق واسع بأنه الممسك الفعلي بالدفة السعودية حاليا.

ورغم الجدل الذي أثاره تصريح الشيخ عبد الله المطلق، العضو البارز بهيئة كبار العلماء، ودعوته إلى عدم إلزام النساء بارتداء العباءة، مؤكدا أن المطلوب هو الستر أيا كان شكل اللباس أو لونه، فإنه ليس إلا مظهرًا رمزيًا لما جرى ويجري في المملكة.

قالها الرئيس محمد مرسي “أنا عاوز أحافظ على البنات”، وسط خطاب طال لمدة نصف ساعة وأكثر، وكأن الرئيس كان على بصيرة بالمستقبل، ليس في مصر وحدها بل وفي المنطقة العربية، فكل ما فيه تحقق، فمر أكثر من أربعة أعوام على الانقلاب على “مرسي”، شهدت مصر ما لم تشهده من قبل، خاصة تلك الحوادث الخاصة بالفتيات، وانتقل الأمر اليوم إلى شركاء الانقلاب.

أمر لم يعهده السعوديون

في الأشهر الأخيرة، تلاحقت الأحداث والتغييرات، وكلها ضمن ما توصف بالرؤية الإصلاحية لولي العهد الشاب الأمير محمد بن سلمان؛ فقد قررت السلطة رفع الحظر عن قيادة المرأة للسيارة، بعد أن كان هذا حتى وقت قريب من المحرمات التي لا يجوز حتى النقاش بشأنها.

وسرعان ما تفاجأ السعوديون بقرار يسمح للمرأة بدخول ملاعب كرة القدم، قبل أن تتلاحق الأنفاس على قرارات مدوية سمحت بإقامة حفلات فنية غنائية شهد بعضها الكثير مما لم يعهده السعوديون، وربما كان مجرد الحديث عنه قبل سنوات قليلة يمكن أن يقود المتحدث إلى غياهب السجون في أحسن الأحوال.

وبالتوازي مع الحفلات، ودخول المرأة الملاعب، وأنباء تترى عن إنشاء دور للسينما والمسرح واللهو؛ كان العديد من العلماء في طريقهم إلى غياهب السجون، بتهم لم تُعلن وملابسات لم يُكشف عنها حتى الآن، رغم أن الأسماء التي تم تغييبها كانت وما زالت ذات شأن كبير على الساحة السعودية، بل والعربية والإسلامية، مثل سلمان العودة وعوض القرني.

الفصل من العمل

أما في مصر فالأمر أبعد من “العباءة”، فاستهداف النساء والبنات وصل إلى الاعتقال والاعتداء الجسدي والاختفاء القسري والإدراج على قوائم الإرهاب والمنع من السفر، بغرض الانتقام السياسي والضغط والابتزاز، وفق ما يقول مدير مركز الشهاب لحقوق الإنسان خلف بيومي.

ويكشف بيومي عن بلوغ تعداد من أدخلوا مؤسسات عقابية من أبناء رافضي الانقلاب قرابة أربعة آلاف طفل، بينما فاق عدد من وقع الاعتداء عليهم من بنات ونساء معارضين أكثر من ألفي سيدة وفتاة.

وقامت سلطات الانقلاب بفصل سمية، ابنة المهندس “خيرت الشاطر”، من هيئة تدريس كلية البنات بجامعة عين شمس، بعد رصيد حافل بالتميز في مراحل انتسابها المختلفة بالجامعة.

وتتأسف سمية لما وصل إليه حال بلادها، فهي التي اجتمعت لها شهادة أساتذتها وزميلاتها وطالباتها بحسن السيرة والتفاني في العمل والحرص على عدم خلط ذلك بأي نشاط آخر، ينتهي بها المطاف إلى الحرمان من حقها الطبيعي في مكانها بالجامعة بتهمة “الإرهاب”؛ نكاية في والدها المعتقل منذ سنوات.