القانون المصري للسجون حبر على ورق؛ فالسجن ملكية خاصة لمدير السجن يفعل مع المعتقلين ما يشاء دون حساب، ويمارس فيه ما يطرأ على هواه، وتتحكم فيه حالته المزاجية، فإذا خسر فريقه الذي يشجعه في كرة القدم قد يدفعه ذلك لاتخاذ قرار بتفتيش السجن وتجريد السجناء من متعلقاتهم، وربما التعدي عليهم بالضرب وحرمانهم من الدواء.
والمظلوم في عهد السفيه عبد الفتاح السيسي لا ينسى مظلمته ولا ينام، وقد تعرض جيل الشباب في ثورة 25 يناير للظلم والقتل والاعتقال، بعدما حطم حاجز الخوف ونفخ من روحه العظيمة في نار الثورة على الطاغية مبارك ونظامه الفاسد، وأضحت الثورة المصرية نبراسا لكل السالكين في طريق الحرية والكرامة الإنسانية والثورة على كل طاغية وديكتاتور وظلم وفساد.
دعوة مظلوم
يقول الناشط محمد حازم: “هل تذكرونه؟! إنه الممثل طارق النهري الذي اشتهر بمسدسه وقيادته للبلطجية، واعتدائه على مقرات الإخوان وأعضاء الجماعة ومقار مجالس الشعب والوزراء والشورى.. أصابته دعوة مظلوم صادق مع ربه.. فرقد مريضًا قبل شهر وابنته طالبت بالدعاء له.. وتزامن مع مرضه إعادة فتح قضاياه مجددا.. الجديد أن الأطباء يبترون اليد التي كان يمسك بها مسدسه! والقضاء يحكم عليه بالمؤبد 25 سنة سجنًا! كونوا بالله واثقين.. الحق سينتصر.. ونحن أهل حق.. أكثروا من الدعاء على الظالمين”.

وكشفت “جيسي”، ابنة الفنان المصري طارق النهري، عن تعرض والدها لقطع كلي في الوتر الأمامي، وقطع جزئي في العضلة الأمامية بذراعه، جيسي قالت: «إن والدها دخل لإحدى المستشفيات الخاصة من أجل الخضوع لعملية جراحية، مطالبة جمهورها بالدعاء له لخروجه من هذه الأزمة التي تعرض لها بشكل مفاجئ».
وكانت محكمة جنايات الجيزة قد استأنفت جلسات إعادة محاكمة الفنان طارق النهري وآخرين، في قضية «أحداث مجلس الوزراء»، ويذكر أن محكمة الجنايات أصدرت حكمًا غيابيًا، في فبراير 2015، بمعاقبة المتهم طارق النهري، بالسجن المؤبد، عما أُسند إليه من اتهامات بالاشتراك في حرق منشآت حكومية في ديسمبر 2011.
جرائم بلطجي
طارق النهري، المؤيد للسيسي، سبق أن اشترك في تمثيل أفلام إباحية إيطالية، في عام 1976، فضيحة فجرها الناشط والمدون وائل عباس؛ بعدما ارتبط “النهري” – فنان الدرجة الثالثة- بـ”السجن” أكثر من ارتباطه بأي شيء آخر، وعلى الرغم من كثرة خدماته التي كان يقدمها لجهاز أمن الدولة، عندما اندس في ميدان التحرير مخبرا، إلا أن العسكر اعتبر أمثاله “عالة” على العصابة ليس له وزن، فيتم القبض عليه في منطقة السيدة زينب لهروبه من تنفيذ حكم بالسجن المؤبد.
ولا يعرف “النهرى” بدعمه للسفيه السيسى فقط، ولكن بمشاركته مع البلطجية في غلق ميدان التحرير في فترة حكم الرئيس المنتخب مرسى، ومن الذين ساهموا في خطف الشيخ محمود شعبان واحتجازه بالتحرير، يقول الكاتب الصحفي عبد الرحمن يوسف:” إخلاص العديد من الأصدقاء لأصدقائهم المعتقلين ووجود الأمل في صدور أهالي المعتقلين وذويهم بانفراجة عنهم، سيكون الناقوس الذي سيُذكر السيسي أن أوهامه كعسكري مشاة سابق يعيش في ضلالات دولة يوليو، بالقدرة على مصادرة كل صوت وخداع كل أحد بإعلامه وعصا قمعه الباطشة، ليس لها وجود”.