ورحل “سعيد” عن عمر ناهز 93 عاما، وقد صرح سعيد قبيل وفاته بأنه نقل البيانات، التي كانت تأتي إليه من مصادر رسمية وكان ملتزما بإذاعتها دون تغيير. وولد الإذاعي الراحل عام 1925، وعقب تخرجه من كلية الحقوق بجامعة القاهرة عام 1946، عُين مذيعا رئيسيا في إذاعة القاهرة، ثم مديرًا لإذاعة “صوت العرب” عند تأسيسها عام 1953، وحتى عام 1967، كما عمل محررًا صحفيًّا في عدد من المجلات القاهرية.
يقول الناشط عمر المحمدي: “كانت الممثلات تعمل بالدعارة.. بمفهوم المخابرات تخدم بكده الأمن القومي، وأحمد سعيد كان عارف إنه بيكذب من أجل الوطن.. زى الشلة التي حول السلطة الآن الذين شجعوا العسكر لقتل مليون مواطن من أجل أن يعيش 90 مليونا في نعمة.. إنه تفكير الفاشل الذي لم يجد سوى الجيش يقبله بلا مؤهلات”.
يقول المؤرخ الدكتور محمد الجوادي: “كان أحمد سعيد ينتشي بما يفعل، فلا يمكن إذًا وصفه بأنه ضحية.. عاش أحمد سعيد بعد الهزيمة ٥١ عاما لم يفعل شيئا يتوب به، ولو أنه تاب لنال الترحم، لكنه ظل في ضلاله القديم، ولو أنه روى الحقيقة لارتوى من ماء الضمير، لكنه شرب كأس الهزيمة بثمالته وأعرض عن الترياق”.
ويقول الناشط رامي شاهين: “صوت العرب كانت إذاعة تعبوية، وسواء اتفقت أو اختلفت مع الدور ده فهي نجحت فيه نجاحا ساحقا في وقتها. لغاية دلوقتي أحمد سعيد شايل ليلة البيانات العسكرية الزائفة في ٦٧، رغم أنها البيانات الصادرة عن القيادة العامة للقوات المسلحة. وسبحان الله، يتوفى أحمد سعيد ليلة ذكرى ٥ يونيو”.