“حمزة بن لادن”.. غابت داعش فصنع الغرب بعبع جديد للحرب على الإسلام

- ‎فيعربي ودولي

وظفت أمريكا شعيرة الجهاد في سبيل الله التي يؤمن بها المسلمون في العقود الأخيرة لصالحها، ظهر ذلك بوضوح عندما أوعزت لالأنظمة التابعة لها في الخليج مثل السعودية وإفريقيا مثل مصر، وتم إرسال الآلاف من الشباب إلى حرب أفغانستان التي كان ظاهرها الجهاد ضد الغزاة السوفييت، وباطنها ضمان واشنطن سقوط القطب العالمي الثاني في القوة وانفرادها في إذلال واستعباد العالم بما فيهم المسلمين الذين أمدتهم يوما بالسلاح ووصفتهم بالمجاهدين.

ونقيض ذلك رفضت واشنطن وجود المجاهدين بعد ذلك في أفغانستان وكانت سخية في العدوان عليهم، وفتحت لهم السجون في كل قارات العالم وأشهرها سجن جونتانامو، وبعدما كانت تستقبلهم في البيت الأبيض أيام الرئيس ريجن، أصبحت تصمهم بالإرهاب وتجيش العالم ضدهم وتعلق لهم المشانق وتضعهم على لوائح الإبادة، وتلك هي البرجماتية الأمريكية القائمة على المكاسب والمصالح.

بعد سُقوط الدولة العثمانية في مطلع القرن العشرين ، وقع المسلمون تحت سيطرة ونفوذ الغرب الصليبي مُباشرة، حيث احتلت جيوشه بلاد المسلمين احتلالا مباشراً، وقام بتعين رؤساء وملوك وأمراء وجنرالات مسلمون لكنهم خدم وحراس على مصالحه في العالم الإسلامي بما فيهم العرب، الذي تم تفتيته إلى دول ودويلات لا تملك من أمرها شيئاً، وتم فرض اتفاقيات ومُعاهدات على العالم الإسلامي من أخطر وأهم بنودها إلغاء الخلافة العثمانية، ومنع قيام دولة إسلامية أو إعادة الخلافة أو الحُكم بالإسلام، أو إعادة الوحدة بين أملاك الدولة العثمانية، التي تم تفتيتها وتقسيمها بين بريطانيا وفرنسا أهمها اتفاقية سايكس وبيكو، وتم فرض معاهدة سان ريمو عام 1920 ومعاهدة لوزان 1923 على تركيا، التي أصبحت فقط حدودها في هضبة الأناضول.

شيطنة المسلمين

واشنطن لا تختلف عن لندن التي شيطنت الخلافة العثمانية وأوجدت من يفتي بكفر السلطان عبد الحميد الثاني، وأقنعت عبر وكلائها بالمال والدعم التمرد الذي قاده الشريف حسين في الجزيرة العربية، يعاونه محمد بن سعود الذي أسس فيما بعد دولته السعودية على أنقاض الخلافة، والشيخ محمد بن عبد الوهاب الذي كان يقوم بدور ياسر برهامي مفتي حزب النور الأمنجي في ذلك الزمان

واليوم عاد حمزة بن لادن، نجل الشيخ أسامة بن لادن إلى الأضواء من جديد، وبشكل مريب ومثير للشك بعد اختفاء الحديث عن “داعش” التي أعلن الرئيس ترامب أنه انتصر في سوريا والعراق، بعدما أصبحت تلك البلاد خراباً وقتل وشرد أهلها، وبشكل مريب ومثير للشك في النوايا اعترفت الأمم المتحدة ووزارة الخارجية الأمريكية بدور حمزة نجل أسامة بن لادن في الحركة الجهادية العالمية، وبدأ يتردد في الإعلام الغربي أنه سيتولى إدارتها على خطى والده.

وأعلنت واشنطن عن مكافأة قدرها مليون دولار لمن يقدم أي معلومات تسمح باعتقاله، مؤكدة أنه أصبح يعتبر “قياديا أساسيا” في الشبكة التي أسسها والده، وكان مدرجا أساسا على اللائحة السوداء الأمريكية “للإرهابيين الدوليين”، وسحبت السعودية جنسيتها من حمزة بن لادن، بحسب ما أفادت به أمس الجمعة الجريدة الرسمية السعودية.

معاداة الإسلام

وحمزة بن لادن هو الخامس عشر من أبناء أسامة بن لادن، البالغ عددهم نحو عشرين وهو من زوجته الثالثة، وقال تقرير نشره مركز مكافحة الإرهاب في أكاديمية “ويست بوينت” الأمريكية العسكرية :”يتم إعداد حمزة ليضطلع بدور قيادي في المنظمة التي أسسها والده”، وزعم التقرير “بصفته واحدا من أفراد عائلة بن لادن، سيرحب به جهاديو القاعدة”، مشيرا إلى أنه “بينما أصبح تنظيم الدولة على وشك الانهيار، بات حمزة الأفضل لإعادة توحيد الحركة الجهادية العالمية”!

في عهد الرئيس السابق باراك أوباما، انتبهت أمريكا لخطر معاداة الإسلام، فكان خطابها، لا يمس الإسلام بسوء، حتى وإن اتهمت بعض الفصائل الإسلامية بالإرهاب، أما في عهد دونالد ترمب، فقد بدأت معاداة الإسلام، ووصفه بدين الإرهاب، علماً بأن الإرهاب لا دين له، كما لم تعرفه الأمم المتحدة حتى تاريخنا هذا، نظراً لأن من هم إرهابيون في نظر فئة أو دولة، قد يكونون مناضلين في نظر فئة أو دولة أخرى.

وبعد الحرب العالمية الثانية ونتيجة للضعف الذي أصاب بريطانيا وفرنسا بسبب الحرب وخروجهما منها مهلهلتين مترنحتين انتقلت زعامة الغرب الصليبي من بريطانيا وفرنسا إلى الولايات المتحدة الأمريكية التي ظهرت كقوة عظمى فتية صاعدة،عملت على انتزاع مناطق نفوذ بريطانيا وفرنسا وسيطرتهما المباشرة وأملاكهما اللتين سيطرتا عليها من الدولة العثمانية، ولكن أسلوب السيطرة والنفوذ الذي اتبعته الولايات المتحدة يختلف عن أسلوب بريطانيا وفرنسا المباشر، حيث قامت باستبدال الاستعمار المباشر باستعمار غير مباشر بواسطة الاستعمار الاقتصادي، حيث أنشأت البنك الدولي وصندوق النقد الدولي من أجل إغراق هذه الدول بالديون ووضع يدها على اقتصادياتها.

والأسلوب الآخر الذي استخدمته أمريكا في السيطرة على العالم الإسلامي، كان بواسطة عملاء جاءت بهم إلى السلطة بانقلابات عسكرية مع الإبقاء على بعض الدول كما هي دون تبديل، ولكن نقلتها إلى سيطرتها غير المباشرة وأبقت إرادتها منزوعة، وعلى جانب آخر وبتعريف الغرب للإرهاب، فإن العصابات الأوربية مثل “منظمة الوطن والحرية الأسبانية إيتا – رابطة الدفاع اليستر في إيرلندا – منظمة النضال الثوري اليونانية – الجيش الجمهوري الأيرلندي”، وكذلك العصابات الأمريكية مثل “المواطنون المستقلون – الكريبس – جيش التحرير الأسود – جبهة تحرير الحيوانات – جيش الرب – جبهة تحرير الأرض – كهنة فينيس – احتلوا وول ستريت”.. جميعها منظمات تَدينُ بالمسيحية، فهل قال أحدهم يوماً أن الدين المسيحي دين إرهاب ؟.