بطريقة أو بأخرى تسلل مخرج 30 يونيو من المطار بخفة اللص، كما فعل من استطاع الهرب من عصابة المخلوع مبارك في أيام الثورة، منحته عصابة الانقلاب مهلة لا تتعدى ساعات ليلحق بزوجته السعودية في باريس، تلك الزوجة التي تعمل فنانة تشكيلية واعتادت الخيانة من زوجها والمغفرة له، تحملت الفتيات التي غرر بهن مخرج الانقلاب الفضيحة الأخلاقية، أو كما يقول المصريون “شالوا الطين”، ولا يزال الطرف الثاني من الفضيحة أو المجرم الحقيقي حرًّا يرفرف في فضائيات الـ(بي بي سي) من باريس.
الأمر الذي يفهمه خالد يوسف أن جنرال إسرائيل السفيه السيسي قابل المعروف الذي صنعه في 30 يونيو 2013 بالإساءة، عندما قام بإدخال الخدع السينمائية وسرقة مقاطع وصور الفعاليات والمظاهرات المناهضة للانقلاب وجمعها في مقاطع مزورة، تبرز أعدادًا غير حقيقية لمظاهرات تمرد ضد الرئيس محمد مرسي، أول رئيس مدني للبلاد.
إلا أن “يوسف” على يقين تام أن كرم السفيه السيسي لن يتكرر، وأنه إن عاد دون ضمانات فقد يصنع منه السفيه السيسي كبش فداء، خصوصا مع التحركات الشعبية المناهضة للعسكر، وآخرها تفاعل المصريين مع هاشتاج “#اطمن_انت_مش _لوحدك”، ولأجل ذلك ولأنه أحد أبناء تلك العصابة وبحكم اطّلاعه على بواطن الأمور، أخذ “خالد” عبرة وعظة من رؤوس من وثقوا بالسفيه السيسي، وكانت نهايتهم السجن أو القتل.
أنا في إجازة
ودافع يوسف عن تورّطه بفضيحة الفيديوهات الإباحية التي سُرّبت له مؤخرًا مع عددٍ من الممثلات، معتبرا إياها مسألة “خصوصية”، وقال خلال مقابلة مع برنامج “بلا قيود” على قناة “بي بي سي”: الجاني هو الذي نشر الفيديوهات، وهو من يقع تحت طائلة القانون”.
وأكد أن “تواجده في غرفة مغلقة سواء هو أو غيره يندرج تحت بند الخصوصية، ولا يوقعه تحت طائلة القانون”، وتابع يوسف: “لا أستطيع الحديث عن الفتيات اللاتي تم القبض عليهن لأنه يوجد حظر نشر.. يوجد رذيلة في غرفة مغلقة، ولكن الجاني هو من قام بتسريب هذه الفيديوهات، ويوجد تسييس للأمر، وهي قضية مفتوحة منذ العام 2015، وحتى اللحظة لم تتحرك السلطات تجاه القبض على الجاني”.
وعن سبب وجوده في فرنسا وعدم عودته إلى مصر منذ أن وجهت الاتهامات له، قال يوسف: “لست في منفى اختياري وسأعود، وأنا في إجازة اختيارية.. وعندما يتم توجيه التهمة لي سأعود.. لا بد أن يحدث استدعاء من قِبل النائب العام، وأريد أن أمثُل للتحقيق كي أرى تهمتي”.
وربما تكون نهاية خالد يوسف، مخرج 30 يونيو، نفس نهاية الفريق أحمد شفيق، آخر رئيس وزراء في عهد مبارك، الذي جاء على متن طائرة إماراتية مكبلا في الحبال، وتم تسليمه تسليم اللصوص المجرمين لعصابة السفيه السيسي، وفي 2017 كشف مصدر مقرب من شفيق، عن سبب رفض الأخير العودة لمصر، وتأكيده استقراره في دبي، مشيرًا إلى أنه تلقى رسائل تهديد، مفادها أنه إذا قرر العودة بشكل رسمي، ستكون حياته معرضة للخطر، وربما يتم اغتياله.
عمرة في باريس!
وقال يوسف: إنه يواجه محاولة لـ”تصفيته معنويًّا” بسبب معارضته للتعديلات الدستورية المقترحة، ونفى في مداخلة هاتفية مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، أن يكون تواجده حاليا في العاصمة الفرنسية باريس هروبًا كما يتردد، دون أن يحدد موعدا لعودته إلى البلاد.
وأضاف أنه يقوم بزيارة شهرية لأسرته المتواجدة هناك من قبل القبض على الفنانتين أو أنباء هروبه. وقبل أسابيع، ألقت سلطات الانقلاب القبض على فنانتين مصريتين قالت وسائل إعلام محلية إنهما ظهرا برفقة مخرج مشهور لم تسمه في فيديو إباحي، قبل أن يتم حبسهما احتياطيًا على ذمة التحقيقات.

وأكد يوسف أنه سيعود لبلاده لاحقا، نافيا ندمه على دعم انقلاب السفيه السيسي، حين كان وزيرًا للدفاع عقب قرار الإطاحة بالرئيس محمد مرسي، أول رئيس مدني منتخب ديمقراطيًّا في مصر صيف 2013، وربما لا يختلف اثنان على الدور الكبير الذي لعبه المخرج السينمائي وعضو برلمان الدم، في قيام ديكتاتورية السفيه السيسي.
يوسف كان صاحب اللمسات التي أخرجت مشهد التظاهرات الداعية لانقلاب الجيش بتقنيات، تظهر حشودًا ضخمة استغلها السفيه السيسي للترويج لشعبية المطالبين برحيل الرئيس محمد مرسي، وكأنها بالفعل ثورة شعبية شارك فيها أكثر من 30 مليون مصري.
اليوم، يبدو أن السفيه السيسي يرد الجميل للمخرج، لكن بطريقة معاكسة، أُخرجت لقطات مصورة حبيسة المواقع الإباحية، وانتُزعت اعترافات ممثلتين مغمورتين بأنه ابتزهما جنسيًّا للمشاركة في أحد أفلامه، فهل بالفعل تم الاستغناء عن خدمات خالد يوسف خاصة بعد موقفه الرافض للتعديلات الدستورية الطامحة لتمديد ديكتاتورية السفيه السيسي، أم أنه “صاحب غراميات” ومتهم بارتكاب فضائح أخلاقية؟