رشوة سعودية.. هل ينجح الرز في سحب بطولة كأس العالم من قطر؟

- ‎فيعربي ودولي

“السعودية في جهودها لكسر احتكار “بي إن سبورت” لا تنتصر للمشاهدين الرياضيين على أرضها وحسب بل تنتصر للأهداف السامية للرياضة والنزاهة والعدالة”، تلك كانت تبرير الرشوة السعودية إلى الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، التي قررت مجموعة beIN الإعلامية مقاضاته على نطاق دولي واسع، للخرق الواضح والجوهري الذي اقترفه في عقد حقوق البث التلفزيوني المقدر بملايين الدولارات.

فيما قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إن ثمة عداوة خليجية تتحرك في الخفاء لإفشال استضافة قطر لمونديال 2022، جاء ذلك ردّاً على القرار الأحادي والمفاجئ من الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، والمتمثل بإعلان الاتحاد الأسيوي لكرة القدم عن قيامه بالبث المفتوح المباشر عبر منصاته الرقمية –في السعودية فقط- لمباريات الأندية السعودية في دوري أبطال آسيا.

وكانت قطر قد نالت حق استضافة مونديال 2022 بـ32 منتخباً، وتعهّدت منذ تلك اللحظة بتنظيم أفضل نسخة في تاريخ دورات كأس العالم، كما تسلّم أميرها، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في منتصف يوليو الماضي، رسمياً، راية استضافة بلاده النسخة المونديالية المقبلة.

تواطؤ وتخاذل

ويُترقَّب على نطاق واسع أن يكون مونديال 2022 “حديث العالم”، في ظل ما تُنفّذه الدوحة من مشاريع مختلفة تطول البنية التحتية؛ من فنادق، ومطارات، وموانئ، وملاعب، ومستشفيات، وشبكات طرق سريعة، ومواصلات، وسكك حديدية؛ من أجل استقبال ما يزيد على مليون ونصف مليون من المشجعين والجماهير الذين سيتوافدون على البلاد لمتابعة كأس العالم.

واعتبرت مجموعة beIN الإعلامية القرار بأنه يشكل سابقة خطيرة في مجال حماية الحقوق التلفزيونية العالمية، وجاء في بيانٍ لـ مجموعة beIN الإعلامية: عوضا عن قيام الاتحاد الأسيوي لكرة القدم بالتصدي للإجراءات السعودية غير القانونية في حق ناقله الرسمي والشرعي، قرر الاتحاد الآسيوي لكرة القدم بشكل أحادي وبتواطؤ وتخاذل مع الاتحاد السعودي لكرة القدم، القيام بالبث المباشر عبر الانترنت لمباريات الأندية السعودية المشاركة عبر منصات الاتحاد الآسيوي الرقمية على فيسبوك ويوتيوب، في نقل يقتصر فقط على السعودية.

وسيطرت حالة الجنون والهستيريا والهذيان على دول الحصار سواء من السياسيين أو وسائل الإعلام بعد ضياع جهودهم سدى، وفشل مساعيهم للمشاركة في استضافة بطولة كأس العالم 2022. وتبارت صحف دول الحصار في كيل الاتهامات ونشر التقارير المزيفة عن قطر بهدف الإساءة لها وتشويه صورتها بعد تأكدهم أن الفيفا لن يختار أيا منهم حال توسيع عدد الفرق المشاركة في كأس العالم، في وقت شهد فيه العالم والاتحاد العالمي لكرة القدم «فيفا» بنزاهة ملف قطر لاستضافة المونديال.

وتكشف الهجمة التي تم شنها في معظم صحف دول الحصار عن حملة منظمة تدار بالريموت ويجري توزيع الادوار على الصحف وكتاب المقالات للهجوم على قطر في حملة تحريضية تخالف الاعراف والقوانين ولا تستند الى حقائق وانما تنطلق من حقد وغيرة وبدوافع انتقامية.

وعلى سبيل المثال هاجمت صحف السعودية استضافة قطر للمونديال، ساعية إلى التشكيك في نزاهة الاستضافة من خلال نشر أخبار كاذبة منقولة عن وسائل إعلام غربية مأجورة، حيث زعمت صحيفة «الشرق الأوسط» أن هناك مدفوعات قطرية سرية بقيمة 880 مليون دولار للفيفا بشأن كأس العالم.

كما نشرت خبرا آخر هدفه التشويه ومفاده أن استمرار الفيفا في الصمت تجاه الوثائق المسربة، وعدم اتخاذه خطوات جادة، يعكس مدى تورط المؤسسة الدولية في هذا العمل غير المشروع، حسب زعم الصحيفة السعودية، ويبدو أن تصريحات قطر الأخيرة التي رحبت بإشراك دولتي الكويت وعُمان في استضافة بعض مباريات النسخة المونديالية المقبلة، التي تحتضنها الدولة الخليجية شتاء عام 2022، قد هزّت كياني السعودية والإمارات بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وأجبرتها على الخروج عن طورها بشكل فاضح.

تأليف وتشويه

بينما نشرت صحيفة الحياة خبرا تم تأليفه وليس له أساس من الصحة، وادعت أن نوابا بريطانيين يطالبون باجتماع عاجل مع «فيفا» للتحقيق في ملف مونديال 2022، وقالت إنه يجب إطلاق تحقيق حول المزاعم التي تقول بأن قطر قدَّمت 400 مليون دولار أمريكي للفيفا قبل منح فيفا كأس العالم 2022 إلى قطر، والغريب أنها ادعت في خبر آخر أن المبلغ المدفوع وصل إلى بليون دولار.

أما صحيفة عكاظ فسارت على نفس النهج بادعائها أن الفيفا لن يتخلص من هذا الأمر إلا بإجراءات قانونية ونظامية رادعة وحازمة، وذلك في مسعى من دول الحصار لأن تفسد على الجماهير العربية فرحة استضافة المونديال، كما حرضت صحيفة اليوم السعودية الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» للتحرك ضد قطر.

ولجأت دول الحصار إلى نغمة الالتزام الأخلاقي والقانوني، وهم أبعد الناس عن الأخلاق والقانون، وادعت الصحيفة أنه سيكون من الصعب تبرير المبلغ المدفوع من قبل شبكة البث القطرية لصفقات حقوق البث التلفزيوني بشروط تجارية بحتة، ويُعتقد أن هذا المبلغ هو خمسة أضعاف المبلغ المدفوع سابقا لمثل هذه الصفقات في المنطقة.

الرياض وأبوظبي تحولتا في الفترة الأخيرة من الهجوم بشدة على مونديال قطر إلى مغازلة ظهرت بوضوح على السطح، في مسعى من العاصمتين الخليجيتين لاقتسامه مع الدوحة؛ وذلك بعدما فشلت جميع الجهود والمحاولات السابقة بسحب تنظيم “العرس الكروي الكبير” من قطر، التي باتت أول دولة خليجية وعربية وإسلامية تنال شرف استضافة النهائيات العالمية.