“بيان من نقابة المهن التمثيلية بفصل الفنان عمرو واكد وخالد أبو النجا بسبب زيارتهما للكونجرس الأمريكي للحديث عن أوضاع حقوق الإنسان في مصر، بيان من صيغته يوضح أن كاتب البيان ضابط أمن وطني مش ممثل”، هكذا عبر مراقبون وحقوقيون عن امتعاضهم وحزنهم على وصول سم العسكر إلى شرايين أهل الفن في مصر.
وأعلنت نقابة المهن التمثيلية إلغاء عضوية الفنانين خالد أبو النجا وعمرو واكد، وذلك بعد ساعات من إعلانهما المشاركة في جلسة استماع بالكونجرس الأمريكي، حول حالة حقوق الإنسان في مصر، والتعديلات الدستورية التي سعى خلفها جنرال إسرائيل السفيه السيسي.
وقالت النقابة في بيانها: إن “ما حدث من العضوين عمرو واكد وخالد أبو النجا خيانة عظمى للوطن وللشعب المصري، إذ توجها دون توكيل من الإرادة الشعبية لقوى خارجية، واستقويا بها على الإرادة الشعبية، واستبقا قراراتها السيادية لتحريكها في اتجاه مساند لأجندة المتآمرين على أمن واستقرار مصر”.

عصابة النهري!
في حين أن موقف النقابة التي اخترقها العسكر منذ الانقلاب الأول في يوليو 1952، اختلف تماما في قضية بلطجي يحمل لقب ممثل، اذ أعلن المحامي شعبان سعيد، المحامي بالنقض والمستشار القانوني لنقابة المهن التمثيلية، تضامن النقابة مع الممثل طارق النهري، وأن النقابة لا تتسرع مع أعضائها في إصدار أحكام مسبقة، ولكن الوقوف بجانبهم، كعهد الفنان أشرف زكي، نقيب المهن التمثيلية الذي يؤازر كل الأعضاء.
من جانبه، قال أشرف زكي: إن النقابة لا تتعامل مع الأخبار المنشورة عن أعضائها، ولكن من خلال أوراق رسمية، مشيرا إلى أنه لا يمكن توضيح موقف النقابة دون الرجوع للمستشار القانوني واجتماع أعضاء المجلس ومناقشة الأمر، وأصدرت محكمة جنايات الجيزة حكمها، ضد 10 متهمين بينهم النهري بالسجن المؤبد، في إعادة محاكمتهم بـ”أحداث مجلس الوزراء” وحرق المجمع العلمي.
يقول الكاتب الصحفي صبحي بحيري: “نقابة “لامؤاخذة” الممثلين أعلنت تضامنها مع قاتل ثوار يناير الممثل معدوم القيمة طارق النهرى المحكوم عليه بالمؤبد، لكنها أعلنت شطب عمرو واكد وخالد أبو النجا من أجل عيون حضرة الضابط اشرف..المجد لأولاد المثالية”.
واعتبرت نقابة المهن التمثيلية مشاركة كل من الممثلين عمرو واكد وخالد أبو النجا في جلسة استماع حضرها عضو بالكونحرس الأمريكي بشأن التعديلات الدستورية “خيانة عظمى”، وألغت عضويتهما، وكان واكد وأبو النجا قد عبرا عن اعتراضهما على تعديلات قد يجري إقرارها على دستور الانقلاب، وتحدثا عن القمع وانتهاك الأوضاع الحقوقية في مصر، أثناء مشاركتهما في جلسة استماع عُقدت في إحدى قاعات مجلس الشيوخ تحت رعاية عضو مجلس النواب توم مالينوسكي، وقال واكد خلال الجلسة “إن المعارضين المصريين أقوياء جدا”.
الأمر لم يخل من تطبيل إعلام السفيه السيسي، فقد أشاد أحمد موسى، بقرار نقابة المهن التمثيلية، قائلا: “نقابة قوية، وقرار حاكم.. وبيان النقابة قوي جدا”، وناشد خلال تقديمه برنامج “على مسئوليتي”، بطرد كافة من وصفهم الخونة والمتآمرين من النقابات المختلفة وأن يكون أشرف زكي، نقيب الممثلين قدوة!

العسكر والتمثيل
وعلى خطى أبو الانقلاب الفاشي جمال عبد الناصر يسير جنرال إسرائيل السفيه السيسي في توطيد علاقته بالفنانين محاولا التقرب إليهم، وكانت البداية لاستخدام الجنرال الفنانين من أجل دعم انقلابه في الخارج بعد يونيو 2013 بفترة بسيطة، فمع أول زيارة رسمية له للولايات المتحدة الأمريكية في 23 سبتمبر عام 2014 لحضور اجتماعات الدورة 69 للجمعية العامة للأمم المتحدة، ضم الوفد المصاحب للسفيه بعضا من الفنانين، للهتاف له أمام مقر الأمم المتحدة.
وكان على رأس الحضور في هذا الوفد الفنانة يسرا، والفنان محمود قابيل، ورأى البعض أن السفيه السيسي يجاهد عبثًا لإثبات شرعية غدره بالرئيس محمد مرسي، أول رئيس مدني منتخب للبلاد، وتأكيد أن 30 يونيو ثورة وليس انقلابا على إرادة المصريين في انتخابات 2012.
ولم تكن هذه الزيارة هي الوحيدة التي ضمّت وفدا من الفنانين مع السفيه السيسي، لكن كانت هناك زيارة أخرى، ففي يونيو عام 2015، جاءت زيارة السفيه السيسي لألمانيا في ظل أجواء سيئة نتيجة لانتهاكات حقوق الإنسان التي كانت تشهدها مصر خلال هذه الفترة، ولا تزال مستمرة حتى الآن، من حالات إعدام واعتقالات للمعارضين وسجن عدد كبير من الصحفيين.
كانت هذه الأجواء كفيلة بأن تجعل السفيه السيسي يحاول أن يتجه إلى استخدام الفنانين كأداة لدعمه والذهاب معه إلى ألمانيا،إذ شمل الوفد المصاحب لجنرال إسرائيل 19 فنانا، منهم يسرا، وإلهام شاهين، وممدوح عبد العليم، وأحمد بدير، وسامح الصريطي، ولبلبة، والمطربة المعتزلة ياسمين الخيام، وغيرهم، وقد أُثير الجدل حول تحمل الرئاسة تكاليف سفر الوفد المرافق للسفيه السيسي في ألمانيا، لكن سامح الصريطي -وكيل نقابة المهن التمثيلية في ذلك الوقت- زعم بأن سفر الفنانين كان على نفقتهم الخاصة، وهو ما ثبت كذبه فيما بعد.