عربون محبة.. هل عرض نتنياهو على السيسي احتلال غزة؟

- ‎فيتقارير

لا تكاد تتلاشى علامات الغزل بين رئيس وزراء العدو الصهيوني بنيامين نتنياهو والسفيه السيسي، حتى تظهر علامات محبة أخرى، وذلك عندما كشف الأول عن عرضٍ تقدم به إلى بعض حكام العرب بخصوص التخلص من حركة حماس وتولي إدارة قطاع غزة، وقال نتنياهو: “تحدثت مع العديد من الزعماء العرب حول إمكانية الاستيلاء على قطاع غزة، ولكن لم يتطوع أحد”.

وأضاف نتنياهو: “كنت آمل في العثور على شخص ما لأخذ المسئولية على القطاع، ولكن لا يوجد”، دون أن يسمي القادة العرب الذين تواصل معهم في هذا الموضوع أو توقيت ذلك. وفي السياق ذاته قال نتنياهو: إن جيشه “قد يضطر لتنفيذ عملية عسكرية واسعة النطاق ضد قطاع غزة، لكن هذا سيكون الخيار الأخير”.

السيسي متردد

وأوضح أن “جميع الخيارات واردة، بما في ذلك إعادة احتلال قطاع غزة وإمكانية الدخول والاحتلال إذا توافقت مع ما هو جيد لدولة إسرائيل”، وتطرق نتنياهو إلى جولة العدوان الأخير على غزة، وقال: “نحن نضربهم (حماس)، لا يمكنك التوصل إلى تسوية سياسية مع شخص يريد أن يدمرك، لا أعرف ما إذا كان بإمكاننا تحقيق هدوء طويل الأجل، لكن هناك شيء واحد أعرفه، وهو أنني لا أذهب إلى حرب ليست ضرورية، أنا أستخدم القوة عند الضرورة وأرغب في دفع الثمن، لكن فقط عند الضرورة، أنا على استعداد لدفع الثمن السياسي حتى عندما يكون ذلك ضروريًّا”.

وتابع: “الآن نحن نطوّق غزة بقوة هائلة ونرى تأثير ذلك، حيث إن حماس والجهاد الإسلامي تبعدان آلاف المتظاهرين من مثيري الشغب عن السياج”، بحسب زعمه.

ويعتبر عهد جنرال إسرائيل السفيه السيسي هو الزمن الذهبي بالنسبة للاحتلال الإسرائيلي، فبحسب ما رصدته “الحرية والعدالة”، في وقت سابق، وصف الجنرال الإسرائيلي عاموس جلعاد، المسئول في وزارة الجيش، السفيه السيسي بأنه “معجزة لإسرائيل”، وأن سياسته–خاصة تجاه الإخوان المسلمين- طمأنت خبراء البحوث الاستراتيجية الإسرائيليين وأزاحت عن كاهلهم ملفات مقلقة.

حلفاء الشر

وبحسب أستاذ العلوم السياسية في جامعة بيرزيت، عبد الستار قاسم، فإن الاختلاف بين السفيه السيسي والأنظمة المصرية السابقة هو أنه لم يكتف بالحفاظ على العلاقة الدبلوماسية القائمة بين الجانبين بموجب اتفاق كامب ديفيد، إلا أنه يسعى إلى تعزيزها وترسيخها واتخاذ الاحتلال حليفًا استراتيجيًّا.

وعلى الصعيد الدبلوماسي، شكّل قرار إعادة سفير العسكر لتل أبيب خطوة كبيرة في طريق تقارب العلاقات بين العصابتين، إذ قرر السفيه السيسي تعيين “حازم خيرت” سفيرا لمصر في كيان الاحتلال الإسرائيلي، بعد نحو 3 سنوات من سحبه عقب ثورة 25 يناير 2011.

وقد أتى يوم إعلان إعادته قريبًا من ذكرى الغدر بالرئيس المنتخب محمد مرسي، الذي أمر خلال فترة حكمه القصيرة بسحب السفير المصري من تل أبيب احتجاجًا على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وقوبل قرار السفيه السيسي بترحيب واسع من قبل نتنياهو، الذي صرّح بأن هذه الخطوة “تقرب من السلام”، هذا إلى جانب احتفاء الصحافة الصهيونية بالتقارب اللافت بين الطرفين في عصر السفيه السيسي.

وبحسب ما ذكرته صحيفة “هآرتس” الصهيونية، فإن هذا التطور يعتبر تاريخيًّا، ويدل على “العلاقات المتطورة بشكل هائل بين الجانبين في عهد السيسي”، وهو تتويج للعلاقات العميقة وليس بداية لها، ومن جانبها اعتبرت القناة الإسرائيلية الأولى أن تطور العلاقات أكبر وأعمق من دلالات تعيين السفير.

العميل بلحة!

أما على الصعيد العسكري؛ فقد كشفت الأحداث الأخيرة في القاهرة وسيناء عن تطور العلاقات العسكرية بين الجيش المصري وجيش الاحتلال الإسرائيلي، وهو ما أكدته مصادر مطّلعة في الجانب الإسرائيلي، فبحسب ما اطلعت عليه “الحرية والعدالة” بالصحافة الصهيونية، هناك تنسيق كامل وقوي بين الجانبين.

وفي هذا السياق، قال الصحفي باراك رابيد بصحيفة “هآرتس” الصهيونية: إن “التعاون الاستراتيجي والتنسيق الأمني بين مصر وإسرائيل ازداد بشكل كبير في عهد السيسي، لا سيما فيما يتعلق بتنسيق الجهود ضد حركات المقاومة في قطاع غزة، ومحاربة الجماعات المسلحة في شبه جزيرة سيناء”.

وفي السياق نفسه، أكدت القناة الإسرائيلية الأولى نهاية يونيو الماضي، أن هناك “روحًا حميمية” تربط بين القيادة العسكرية الإسرائيلية وعصابة السيسي، وأضافت أن هناك حلفًا استراتيجيًّا يربط بين العسكر وكيان الاحتلال، ووصفت هذا الحلف بأنه “واضح المعالم ومحدد الأهداف”، وأكدت أن التعاون الأمني والعسكري- على الرغم من الإصرار على عدم كشف خفاياه- يشمل تعاونًا عميقًا في مجال تبادل المعلومات الاستخباراتية والتنسيق الأمني على مدار 24 ساعة.