“يا ليتني كنت معكم”.. لماذا يتمنى سلفيو الأمن ومشايخ السيسي القتال مع نبيهم حفتر؟

- ‎فيتقارير

لا توجد فئة تدّعي التدين هي أكثر نفاقًا وكذبًا من سلفيي أمن الدولة، أو شيوخ البلاط والسلاطين كما يُطلق عليهم، الذين يُفتون بقتل وحرق المعتصمين في رابعة والنهضة، وقتال المسلمين في بلاد ثورات الربيع العربي، في حين يعترفون بالعدو الصهيوني، ويفرحون لاحتلاله أرض العرب والمسلمين، ويطالبون أنصارهم بقتال الليبيين بينما يعطون اليهود الحق في احتلال القدس وفلسطين!.

ومن بين سلفيي العسكر، خرج الداعية الأمنجي طلعت زهران، يقول في مقطع مسجل وهو يخاطب قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، المدعوم من البيت الأبيض والسعودية والإمارات والسفيه السيسي: “يا ليتني كنت معكم فأفوز فوزًا عظيمًا”، بينما تؤكد معلومات ودلائل عدة أن حفتر حصل على ضوء أخضر من جنرال إسرائيل السفيه السيسي للزحف نحو طرابلس، فيما تعزز التعليمات التي أوصلتها الاستخبارات العامة المصرية لوسائل الإعلام حول كيفية التعامل مع التطورات من هذا الاعتقاد.

نبيهم حفتر!

وقال زهران، وهو أحد سلفية “الأمن الوطني”: “والله إني أريد أن أنفر وأقاتل معكم، والله سبحانه وتعالى استنفرنا، ولكني هنا في مصر، من طلبة العلم، وبصفتي من الدعاة السلفيين، أناشد كل أفراد الشعب الليبي، وطلبة العلم السلفيين، ترك الخلافات والالتحاق بالجيش الليبي”، في إشارة إلى جيش حفتر الذي يزعم أنه صاحب الشرعية.

وزعم زهران أن “المشير حفتر حفظه الله، لا يريد سوى حفظ البلاد، وأنه على خير”، ووصف زهران، القوات التابعة لحكومة الوفاق الشرعية بـ”الخوارج”، وأن الرسول عليه الصلاة والسلام حث على قتالهم.

وفي خطبة أخرى، ألقى الداعية السلفي المصري خالد عثمان “أبو عبد الأعلى”، خطبة قال فيها: “إن حفتر حفظه الله وأيده بنصره، يقاتل الخوارج والخونة من أجل تطهير ليبيا”.

وقدم المصري نصائح إلى مقاتلي حفتر، قال إن عليهم الالتزام بها، لا سيما عند دخولهم طرابلس، وقال إن على جنود حفتر الإكثار من الاستغفار، مقدما نصيحة لحفتر بأن الرسول عليه السلام كان ينصح بشن الغزوات يوم الخميس، وفي الصباح الباكر!.

مجرمون

ثالث سلفية العسكر الذين أعلنوا الولاء لحفتر، وضرورة تقديم الدعم له، هو علي عبد العزيز موسى، الذي قال إن قوات حكومة الوفاق “خوارج”، ويسعون إلى “سبي نساء” عناصر قوات حفتر، ودعا المترددين في القتال إلى جانب حفتر، بأن من أفضل الأعمال “قتال الخوارج”، في إشارة إلى قوات الحكومة الشرعية.

وأثارت خطب السلفيين الثلاثة في مصر، غضبًا واسعًا من قبل مغردين، اعتبروهم “مجرمين”، وشركاء فيما يقوم به حفتر، وقال ناشطون إن الولاء المطلق لعدد من سلفيي مصر، تجاه حفتر، يطرح علامات استفهام عديدة، لا سيما أن بعضهم لا يظهر الولاء إلى هذا الحد، للسفيه السيسي.

وبحسب مصادر مطلعة، فإن الهدف الأساسي للهجوم الذي يشنه القاتل حفتر، ليس دخول العاصمة الليبية والسيطرة عليها، بقدر ما هو محاولة فرض أمر واقع وتحسين وضع حفتر قبل أي تدخل دولي جماعي في الشأن الليبي، قد يترتب عليه إنهاء الأزمة.

وكشفت المصادر عن أن حفتر زار القاهرة سرًا، منذ أسابيع عدة، قبل استقباله بشكل علني للمرة الأولى في السعودية نهاية شهر مارس الماضي، وبحسب المصادر اطّلع حفتر على مجريات مفاوضات سرية تجري بين الدول الأربع الكبرى المهتمة بالشأن الليبي، وهي إيطاليا وفرنسا وأمريكا وبريطانيا، مع الدول العربية الحدودية مع ليبيا، وكذلك دولة الإمارات، حيث كانت المفاوضات تسير في اتجاه ضرورة إيجاد حل نهائي للأزمة، تحضيرا لمؤتمر الحوار الوطني الجامع الذي كان من المقرر انعقاده في مدينة غدامس جنوب غرب ليبيا، بعد تخفيف روما وباريس شروطهما بشأن خارطة المستقبل.

وعمل السفيه السيسي على تعطيل إجراء الانتخابات الليبية مرارًا، ربما لحين تحكم حفتر في أكبر قدر ممكن من الأراضي، وتكشفت معلومات منذ 5 أشهر بالتزامن مع مؤتمر باليرمو، أن السفيه السيسي ليس متعجلاً على إجراء الانتخابات، وهو في ذلك يختلف مع الاتجاه الأوروبي والأممي.

ورجحت أن يحاول إثناء حفتر على القبول بموعد قبل نهاية العام المقبل، رغم أن لقاءات باليرمو تمخضت عن اتفاق على عقد مؤتمر آخر بداية 2019، لبدء إجراءات الانتخابات في الربيع، الأمر الذي لم تستحسنه عصابة العسكر في مصر، ولم يحدث حتى اللحظة أيضا.