لماذا استقبل ترامب السيسي في كوشة أم العروسة؟

- ‎فيتقارير

سجل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رقما جديدا في سجله الحافل بالأقوال والأفعال الغريبة، عندما نصب خيمة على باب قصر الضيافة “بلير هاوس” في واشنطن، أشبه بتلك “الكوشة” التي ينصبها أهل العروسة في ليلة زفافها، مستقبلا فيها جنرال إسرائيل السفيه السيسي، وظهر مقطع فيديو مثير لوصول السفيه ودخوله خيمة ترامب متخفيا، وسط إجراءات أمنية مشددة وكأن مخلوقات فضائية توشك أن تخطفه.

وزيارة السفيه السيسي تلك هي السابعة له منذ استيلائه على السلطة صيف 2014، ويعتبر اللقاء المرتقب بينه وبين ترامب الخامس من نوعه منذ تنصيب الأخير رئيسا في يناير 2017، وذلك في ظل استعدادات يجريها العسكر للاستفتاء على تعديلات دستورية مقترحة نهاية الشهر الجاري، تسمح بتمديد وجود السفيه على رأس السلطة المغتصبة حتى عام 2034، وتضع الجيش فوق الدولة بصفته حاميا للدستور ومدنية الدولة.

من هم مرافقو السيسي في قصر الضيافة بلير هاوس؟

من هم مرافقو السيسي في إقامته في قصر الضيافة، بلير هاوس، في واشنطن، والذين تطلب وصولهم إخفاؤهم في خيمة نــُـصِبت حول سيارته لدى وصولها ، وتــُـفضي إلى سلم مغلف بالستائر إلى القصر. المشهد مثير للتساؤل.قرينته لن تتطلب سرية، فمرافقة القرينة أمر متوقع. هل هم أبناؤه؟

Gepostet von ‎نايل الشافعي‎ am Montag, 8. April 2019

حراك حفتر

كما تأتي الزيارة قرب الإعلان عن خطة ترامب للسلام صفقة القرن، التي تتضمن التنازل عن العديد من ثوابت القضية الفلسطينية مثل القدس وحق العودة للاجئين، ومع حراك اللواء المنشق، خليفة حفتر، نحو العاصمة الليبية طرابلس، وقرب كشف البيت الأبيض عن “صفقة القرن”، المتوقع الإعلان عنها الشهر المقبل، واعتزام رئيس وزاء العدو الصهيوني بنيامين نتنياهو ضم الضفة الغربية لإسرائيل بعد قرار ضم الجولان السوري.

يقول الناشط خضير باشا:” صار حكام العرب يتنافسون ايهم يلعق حذاء ترمب اكثر ليظهر ولاءه منهم من يقدم تنازلات عن اراضي ومن يخلق فتن بين اشقاءه ومن يطبع مع ربيبة امريكا .الصهاينة فيما ترمب يجازيهم بمذلة كل مرة بحلب للاموال وحروب وتقديم هدايا للصهاينة هم يفعلون ذلك للتشبث بالكرسي وفقط..”.

من جهته؛ قال الناشط القبطي المصري الأمريكي، أكرم بقطر، إن “زيارة السيسي مرفوضة قلبا وقالبا سواء من المسلمين أو الأقباط الأحرار، ولا أقصد هؤلاء المحسوبين على نظام السيسي والكنيسة الذين يدعمونه، ويخرجون لاستقباله في كل زيارة”.

وأكد بقطر على أن “الفعاليات التي تقوم بها الكنيسة لا تعبر عن جميع الأقباط، بل تعبر عن نفسها فقط، وهناك الكثيرون ممن يرفضون التزاوج بين الكنيسة بقيادة البابا تاضروس، ونظام السيسي، من أجل الحصول على منافع متبادلة، وتحقيق مصالح مشتركة، لا أرى أنها تخدم المصريين”.

وأشار إلى أن “الأحرار من المصريين الرافضين لزيارة السيسي سينضمون إلى صوتنا، وإلى حراكنا ضد هذا الرجل سواء في الوقفات أو المسيرات الاحتجاجية، أو الحديث إلى وسائل الإعلام، أو تزويد المؤسسات الحقوقية العالمية بالانتهاكات الجديدة لنظام السيسي”.

سيناء والقدس والجولان

ويؤمن ترامب وفريقه المشرف على وضع تفاصيل “صفقة القرن” بأن الخطوات التي اتخذتها إدارته إعلان القدس عاصمة لإسرائيل في ديسمبر 2017ستسهل الطريق أمام المفاوضات بحكم أنها “أخرجت قضية القدس من دائرة التفاوض”.

ويعتبر السفيه السيسي هو الشخص الوحيد الذي يعول عليه حاليا ترامب في إتمام “الصفقة”، لما يمتلكه من علاقات قوية مع إسرائيل، سواء على الجانب العسكري أو الاقتصادي، وذلك وفق ما أكدت الأكاديمية والمحاضرة في العلوم السياسية بواشنطن عبير كايد.

وتقول كايد في تصريحات صحفية إن “الرئيس الأميركي يعتبر السيسي حليفا مهما له في الشرق الأوسط، حيث يعلب دورا كبيرا في إتمام “صفقة القرن” وذلك من خلال عمليات الإخلاء التي قام بها في شمال سيناء”.

ويواصل الجيش المصري هدم المنازل في شمال سيناء ضمن حملته العسكرية التي أطلقها في فبراير 2018 ضد ما يسمى بـ”داعش” في سيناء، حيث طالت أعمال الهدم مئات الهكتارات من الأراضي الزراعية وما لا يقل عن 3 آلاف و600 منزل وبناية تجارية، وفق أعلنت منظمة هيومن رايتس ووتش في مايو 2018.

وباعتقاد كايد، فإن اللقاء بين السفيه السيسي وترامب ربما يتضمنه تنازل الأول عن شمال سيناء لصالح إقامة الوطن البديل لصالح الفلسطينيين وإن كان بشكل غير علني في الوقت الحالي، وفي ديسمبر 2017 خلص تقرير لصحيفة “فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ” الألمانية إلى أن إقامة دولة فلسطينية في سيناء بدلا من الضفة الغربية وقطاع غزة يمثل أساس “صفقة القرن”، وأن مجمل السياسات التي ينفذها السفيه السيسي شمال سيناء تشير إلى إعداد هذه المنطقة لإقامة دولة فلسطينية فوقها.